صبراً يا أم الثلاثة

سعادة رئيس التحرير الأستاذ خالد المالك المحترم «عزيزتي الجزيرة»
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت وشاهدت بكل أسى وألم وإيمان تام بقضاء الله وقدره ما نشرته جريدة الجزيرة بالقلم والصورة وبالصفحة الأخيرة من عددها الصادر 11106 تاريخ 23/12/1423هـ بقلم مندوبكم الأستاذ جريد الجريد .. في حادثة وقعت بخيمة بالقريات «تفحم 3 أطفال وإصابة آخر نتيجة حريق» ولكون المسلم مسيراً وليس مخيراً وما وقع بأمر من الله تعالى القائل في محكم التنزيل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {وّلّنّبًلٍوّنَّكٍم بٌشّيًءُ مٌَنّ الخّوًفٌ وّالًجٍوعٌ وّنّقًصُ مٌَنّ الأّّمًوّالٌ وّالأّّنفٍسٌ وّالثَّمّرّاتٌ وّبّشٌَرٌ الصَّابٌرٌينّ . الذٌينّ إذّا أّّصّابّتًهٍم مٍَصٌيبّةِ قّالٍوا إنَّا لٌلَّهٌ وّإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ} إلا أن هذا الخبر المؤلم أفزعنا «كثيراً» وجعل العينين والقلب يقدمان واجب العزاء تلقائياً ودون تحفظ ونحن نتذكر «قلب الأم» المتفطر ألماً وحزناً وهي التي تودع فلذات قلبها نحو الثرى والذي اسأل الله تعالى أن يجعل قبورهم رياضاً من رياض الجنة وان يجعلهم شفعاء لوالديهم وان يشفي ويعافي المصاب وهذه الأم التي كان قلبها قبيل لحظات من فراقهم يتفطر كذلك وهي ترى أولادها يعانون برودة الجو لتذهب أثابها الله تعالى وخلف عليها بوضع البطانيات للتدفئة وإشعال النور خوفاً عليهم من خوف الوحشة لِمَ لا نحزن ونحن كالجسد الواحد فهذه رسالة محب لأحبابه عبر الجزيرة رسالة أخ لإخوته بأن يصبروا ويحتسبوا فهذه الدنيا وهذه أحوالها فكم من المصائب رأينا وكم من المشاهد المفزعة الموجعة سمعنا وكم من الأحباب والأصدقاء فقدنا ونحن الضعفاء لله لا نملك الا ترديد {إنَّا لٌلَّهٌ وّإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ}.فالله أعطى وأخذ وقادر سبحانه على كل شيء. دعواتنا ان الله تعالى يخلف على والديهم وإخوانهم ويلهمهم الصبر والسلوان انه قادر على كل شيء.