Thursday 27th february,2003 11109العدد الخميس 26 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مشكلة الزحام المروري في الرياض أكبر مما نتصور مشكلة الزحام المروري في الرياض أكبر مما نتصور

قرأت ما كتبه سعادة اللواء طيار الركن عبد العزيز بن ناصر العبيكان في العدد «11090» تحت عنوان «من لندن أبعث لكم بهذه الحلول للقضاء على مشكلة الزحام بالعاصمة» وذلك تعقيبا على ما سبق ان كتبه الاديب حمد بن عبد الله القاضي حول اعتماد انشاء4 أنفاق في العاصمة للقضاء على مشكلة الزحام.. وقد تناول سعادته في تعقيبه الى الاجراءات النظامية وتنظيم المرور وكلاهما أفاد وأجاد في كلامه.. وأقول إن مشكلة النقل في المدن المزدحمة بالسكان كمدينة الرياض تبدو لنا اكثر مما نتصور.
وهانحن نرى الطرق تغص بالسيارات اي يزيد حجم المرور عن طاقتها الاستيعابية في كثير من الاحيان.. الجهات المسؤولة تبذل ما تستطيع في دراسة حركة المرور ومحاولة ايجاد حلول بتصاميم الطرق للحد من هذه المشكلة ولاشك انها ستعطي حلولا عمليه رائعة كدراسة ايجاد الانفاق بطريق الامير عبد الله وغيرها، ولكن يجب دراسة ايجاد حلول في النقل اي مستخدمي الطرق.. وهنا لابد من تحديد المشكلة لنعرف الحل لهذه المشكلة.. قد تبدو المشكلة اكثر مما نتصور ولكن ذلك لا يمنعنا من ان نطرح تصورنا للمشكلة وبالتالي البحث عن الحلول في رأيي المتواضع.
إن مشكلة النقل وازدحام الشوارع تكمن في عدة عوامل اجتماعية واقتصادية متداخلة ومنها:
أ - عدم توفر وسائل نقل جماعي مناسبة وبأسعار رمزية.. وهاهو مركز النقل العام بمدينة الرياض لم يوجد حلا للمشكلة.
ب - ان هذه الوسائل تنطلق من غير رغبتنا وتصل الى مكان لا نقصده اصلا وتنزل في مكان لا نقصده.
ج - العوامل الاجتماعية كعدم توفر نقل خاص للعوائل والمعلمات والطالبات حيث ان النقل يجب ان تتوفر فيه الخاصية الاجتماعية المناسبة للمجتمع.
د - السماح بالمخالفات المرورية الخاطئة كالوقوف المزدوج او الخاطىء والسرعة.
وبعد أن ناقشنا المشكلة نريد ان نبحث عن الحلول:
أ - لماذا لا يتم توفير وسائل نقل «باصات او حافلات صغيرة» تجوب الاحياء وتوصل الى مركز النقل العام فلنأخذ مثلا الحي رقم «أ» وليكن جزءاً او مربعا من حي كبير سنجد ان في هذا الحي من يريد شمال الرياض ومن يريد جنوبه ومن يريد وسطه..
فتصل هذه الحافلات الصغيرة المخصصة لكل جزء من الحي وتوصل هؤلاء الركاب حتى ولو كانوا راكبين فقط الى مركز النقل العام والهدف من ذلك هو سرعة الوصول الى مركز النقل بحيث يكون هناك رحلات ترددية من مركز النقل العام بحيث يكون هناك باص كل 10 دقائق الى حي الملز على سبيل المثال.. حيث ان الانتظار هو سبب رئيسي في هجر النقل العام والاعتماد على النقل بسيارات الركوب الصغيرة وبحيث تكون حافلات الاحياء بسعر مجاني او سعر زهيد جدا كأن يكون نصف ريال للشخص الواحد.. ولاشك ان تخفيف سعر حافلات الاحياء الصغيرة سيكون ذا اثر في الاقبال على مركز النقل العام.. واذا لم يتم توفير نقل من مركز النقل العام الى الاحياء والعكس فان الغالبية العظمى سيفضلون الاعتماد على سياراتهم.. فسيقولون ما دام اننا سنذهب الى مركز النقل العام بسياراتنا فلماذا لا نذهب الى ما نقصده مباشرة وهم محقون في ذلك.. فقد يكون مقصدهم اقرب من مركز النقل العام.. ولن يلتفتوا الى المعاناة المعنوية والضغط النفسي بسبب الزحام وخصوصا في فصل الصيف الحار.. ولن يلتفتوا كذلك الى تكاليف البنزين حيث انه اذا اتينا من باب اقتصادي فان اجرة حافلة النقل العام يجب ان تكون اقل من تكلفة البنزين الذي يستهلك عند استخدام السيارات الخاصة.. فالكثيرون سيقارنون بين تكلفة البنزين وتكلفة النقل العام ايهما اقل فاذا كانت تكلفة البنزين 5 ريالات فان تكلفة النقل العام يجب ان تكون اقل من ذلك كأن تكون 3 ريالات على سبيل المثال.. ولنفترض ان هناك 4 ملايين رحلة يومية بالرياض وكل رحلة تكلف 10 ريالات قيمة البنزين «فقط» فهذا يعني ان هناك 40 مليون ريال تهدر يوميا من اقتصادنا الوطني او مليار و200 مليون ريال تهدر من اقتصادنا في الرياض فقط بسبب الرحلات اليومية التي يمكن الاستغناء عنها بالنقل العام.
ب - اعتقد ان معظم الرحلات اليومية والتنقلات بالسيارات تتم اما للطلاب او الموظفين او للسوق ولابد من مناقشة كل صنف من هؤلاء على حدة.. فبالنسبة للمتسوقين .. فلماذا لا تساهم المحلات التجارية في وضع حافلات لها تجوب الشوارع لنقل المتسوقين الى محلاتهم.. كأن يساهم كل محل تجاري بثلاث حافلات واقصد بذلك المحلات الكبرى وبحيث تجوب هذه الحافلات الاحياء لنقل المتسوقين واعادتهم الى منازلهم مجانا.. وبهذا تكون دعاية لهذه المحلات ومساهمة في تخفيف الزحام المروري وخاصة في وسط المدينة مثل البطحاء وغيرها.
ج - بالنسبة للطلاب والموظفين فان النقل العام سيحل مشكلتهم كما ارى ان يتم تشجيع النقل بالدراجات النارية او الهوائية «تبدو فكرة سخيفة»..!! نعم لتكن فكرة سخيفة الآن وستتحول الى فكرة واقعية بعد التطبيق.. المشكلة ان الكثيرين لدينا يتأففون من ركوب الدراجة ويرونها حطا من قدرهم .. فترى الشخص منا يذهب الى المسجد بالسيارة حتى ولو كان على بعد خطوات.. أليس في استخدام الدراجات رياضة نحن في أمسِّ الحاجة لها.. نبحث عن ميادين لممارسة الرياضة فلا نجد.. وهاهي تأتي الينا في الدراجات.. الكثير منا لا يتحرك حتى اصيب بالسمنة والتخمة.. وفي الدراجات فوائد عديدة منظورة وغير منظورة.. فأولها مساهمتها في فك الاختناقات المرورية.. وثانيها في التخفيف من التلوث الهائل الناتج من عوادم السيارات .. وفي وقف الحوادث المرورية.. وفي هذه الرياضة التي تعطينا اجساما صحية رشيقة وفي وقف نزف الاقتصاد.. قد يبدو استخدام الدراجات فكرة مغرقة في الخيال.. ولكن ما بالكم انه في بعض مدن اوروبا يتم تخصيص يوم لقيادة الدراجات بحيث لا يرى اي سيارة سائرة في داخل المدينة باستثناء الحالات الخاصة..!! لماذا لا يطبق عندنا يوما واحدا للقيادة بالدراجات الهوائية لنتعلم قيادتها بحيث تساهم محلات بيع الدراجات بذلك بحيث تكون دعاية مجانية لها.. ولماذا لا يتم تخصيص مسارات خاصة للدراجات الهوائية او النارية في الطرق والشوارع كما هو في الدول المتقدمة.. بدلا من ان تسير في طريق السيارات وتدهس يوميا .. لابد من وضع خطوات تشجيعية لقيادة الدراجات مثل ان تكون جوائز المحلات التجارية عبارة عن دراجات.. او ان تساهم المصانع التي هي السبب في تلوث المدينة كمصانع الاسمنت بتوزيع الدراجات مجانا او بأسعار رمزية على الراغبين في اقتنائها.. ولماذا لا توجه خطابات شكر من المرور لكل من يشاهد يسير على دراجة هوائية او نارية.
نعم اوافق الرأي ان العوامل الاجتماعية لا تساهم في قيادة الجميع للدراجات ولكن اقصد بذلك المشاوير القصيرة واليومية الفردية.. الكثير يخجل من قيادة الدراجة امام الناس لأنه سيكون الوحيد.. ولكن اذا علق الجرس وتم تشجيع هذا التوجه فسنرى ان 50% من مشكلة النقل في مدننا قد حلت .. ان التلوث الناتج عن عوادم السيارات مشكلة اكبر من مشكلة الزحام المروري ذاتها وافظع منها.. فأطنان الرصاص وثاني اكسيد الكربون التي تنفثها هذه العوادم هي مشكلة المشاكل التي يجب التصدي لها.. وقد حان الاوان لايجاد حلول لها وما استخدام الدراجات الا احدها.
د - مركز النقل العام الذي تم انشاؤه بمدينة الرياض قد لا يعلم الكثيرون فوائده.. وقد يكون هناك أسباب وجيهة لعدم استخدامه من قبل الكثيرين فلماذا لا يتم توزيع استبيان على جميع قائدي السيارات لاخذ رأيهم حوله وبالتالي الوصول الى حلول عملية تحل مشكلة النقل.. فقد تكون الدراسات الاكاديمية في واد والواقع في واد آخر.
هـ - من العوامل المشجِّعة على عدم استخدام النقل العام هو السماح بالمخالفات المرورية ومرورها دون عقاب.. فما دام ان سائق السيارة يسمح له بالوقوف المزدوج وفي عرض الشارع امام المحل الذي يريده ولو عرقل حركة المرور.. حتى ولو وقف في المواقف واغلقها على من فيها.. حتى ولو احترق كل من في هذه المواقف.. حتى ولو ضجت سيارات الطوارىء فلن يبتعد ولن يرمش له جفن فانه لن يبتعد ولن يجد اي عقاب.. هذا مما يشجع على القيادة العشوائية والوقوف الخاطىء الذي هو سبب رئيسي في الزحام المروري وعرقلة حركة المرور.
و - لابد من تأسيس شركات متنافسة للنقل العام داخل المدن وبأسعار رمزية جدا وخصوصا لنقل الطلبة والطالبات والموظفين داخل المدن.

م/ عبد العزيز بن محمد السحيباني - البدائع

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved