كانت مجرد خدعة ساذجة انطلت على انسان تلاطمت به امواج الالحان.. وعصفت به رياح الرزايا والآلام..
ظل وحيداً في طريق الزمن الطويل.. يتشوق طرق السعادة والطمأنينة.. يفتش عن الراحة.. دون جدوى..
لم يعرف للأخوة معنى او يذق لها طعما.. طيلة حياة عمره..
آمن بأنّ الحياة باتت خلوا من الصدق والامان.. ليست جديرة بالتضحية ولا يحسن به ان يشعر تجاهها بالامتنان.. فلم تخبئ له من الناس سوى من يتنكر للأحاسيس البشرية.. ويقمع الخلجات الآدمية..
بمجرد كلمات عابرة يعبث بها على من يصادفه في طريقه المحفوف بمخاطر الشك والحيرة.. ظناً منه ان تلك الطريقة البربرية ستوصله الى قلوب الآخرين فيحقق من خلالها ما يطمح اليه!!
الوصولية تلك الحقيقة العابثة بالقيم الانسانية والمبادئ الفطرية.
كان مثال الشاب الحائر الذي لا يجد فسحة للتنفيس عن مكنوناته سوى تلك الشخبطات الابجدية التي يعبث بها على اوراقه المتناثرة على طاولة ذكرياته المشوشة..
الى ان كانت الصدفة وكان لقاء يحمل بين اعطافه معاني الغموض وعلامات الفجاءة والغرابة.. كان لزاماً ان يستمع لمن يتحدث..
كانت كلمات خاطفة اشعلت في قلبه الشعور الذي طالما صارعه.. لم يشأ ان يعترف به.. ولم تترك سانحة ينفذ به من خلالها.. ظلت لغزا مبهما وأحجية اسطورية قيَّدت مداركه وغزت مخيلته.. وعلقت في ذهنه كلمات واثقة تحرج الآخرين بنظرات الشوق والامل والترقب والحذر.
هكذا كانت في مخيلته..
أما حقيقتها القائمة وصورتها المخبوءة.. فكانت اخرى..
وقبل فصول النهاية: «إلى أعزّ انسان لي في هذا المكان.. وداعاً»..
|