* جدة - علي أحمد السهيمي:
منذ تسعة اشهر وتحديداً منذ شهر ربيع الآخر 1423هـ ومدخل حي السبيل الشرقي بجدة يرزح تحت وطأة عملية شفط طويلة المدى لمجاري الصرف الصحي، وطيلة فترة التسعة اشهر الماضية لم تكف او تتوقف عملية الشفط تلك وان قل وخف عدد العاملين فيها حيث بدأت بخمسة عمال يومياً ووايت واحد واحياناً وايتين ثم بدأ العدد يتناقص الى عاملين ووايت واحد يأتي في المساء فقط وهكذا الى ان تم تركيب ماتور شفط آلي على احدى الفتحات واكتفي بعامل واحد يراقب العملية نهاراً وآخر يستلم منه وردية المساء، الطريف في الامر ان ذلك الماتور له صهريج شفط طويل جداً موصول به وطرفه الآخر تم وضعه في فتحة اخرى من فتحات المجاري تبعد عنه بضعة امتار، اي انه يشفط من هذه ويصب في تلك، وقد تم وضع ثلاث لوحات تبين الجهات المشاركة في عملية الشفط المستديمة والتي سميت «مشروعاً» تقوم عليه ثلاث جهات بحسب ماهو مكتوب على اللوحات الثلاث والجهات هي: امانة مدينة جدة - مصلحة المياه والصرف الصحي - ومؤسسة محلية لا احد يعرف مالذي تقوم به وماهو دورها في هذا «المشروع الجبار» الذي يسير العمل فيه على «قدم عرجاء وساق مكسور» منذ تسعة اشهر دون اي بوادر امل في الانتهاء منه فالشارع مسدود والطريق مقفل والرائحة تزكم الانوف والفتحات مهيأة تهيئة تامة لاستقبال واحتضان او ابتلاع واصطياد فلذات الاكباد في اي لحظة عوضاً عن انها تمتلىء احياناً كثيرة بما فيها ويزيد عن استيعابها فتخرجه للشارع ليصبح بحيرة تملأ المكان وتمنع المرور وتجلب الامراض، وقد التقت «الجزيرة» بعدد من المواطنين الساكنين في ذلك الحي وبسؤالهم عن هذا الوضع قالوا: يقول المواطن علي عوضة الشمراني يا أخي: المؤمن مبتلى ونحن ابتلينا بهذه المشكلة منذ ما يقارب السنة ونحن على هذا الحال فلا نحن نستطيع ان نترك بيوتنا ونهرب للسكن في اي حي آخر لان بيوتنا ملك لنا وقد تعب اباؤنا في بنائها ليوجدوا لنا السكن المريح ويرحمونا من مشاكل الايجار وسواها، لكن ماذا نفعل وهذه المشكلة تؤرقنا وتقض مضاجعنا خوفاً على اولادنا واخوتنا الصغار فان لم يقعوا في براثن هذه الفتحات فالمؤكد انهم لن يسلموا من الامراض والجراثيم، لكن الشكوى لله وحده.
ويقول المواطن اسحاق محمد علي، والله مثل ما ترى سياراتنا اصبحنا نوقفها على الشارع العام او تحت الكوبري، اولادنا واخوتنا احتجزناهم قدر الامكان داخل المنازل، نحن انفسنا اصبحنا ننتظر يومي الخميس والجمعة اجازة آخر الاسبوع حتى نحمل اغراضنا ونبعد عن الحي هذين اليومين اما على البحر او بالذهاب الى الاستراحات خارج المدينة حتى نستشم هواء نظيفاً ونريح عيوننا من هذا المنظر وصدورنا وانوفنا من هذه الروائح. ويتمم عبدالله عريشي على كلام من سبقوه من ابناء الحي بقوله يا اخي اصبحنا نخجل من استقبال ضيوفنا حتى لا يأتوا من هذا الشارع ويصطدموا بهذا المنظر المقزز او تعانق انوفهم هذه الروائح غير الطيبة وتصور انني طالب في الجامعة واحتاج دائماً الى الاجتماع مع زملائي الطلبة لاستذكار دروسنا او حتى لتبادل الزيارات ومع ذلك فدائماً ما اكون انا ضيفاً عليهم واتحاشى ان يأتوا هم لزيارتي حياءً وخجلاً. ومن خلال اللوحات الثلاث قمنا بأخذ ارقام التلفونات المكتوبة للجهات الثلاث الامانة والمصلحة والمؤسسة المقاولة وحاولنا الاتصال واخذ رأي المسئولين فيها حول هذا الموضوع.
وفي البداية اتصلنا بالمهندس عبدالله الغامدي مدير قسم الطوارئ بمصلحة المياه والصرف الذي اجاب مشكوراً بأنه يوجد انسداد بالخطوط الارضية لشبكة الصرف الصحي والمجاري بحي السبيل وقد بدأت هذه المشكلة منذ اواخر شهر جمادى الآخرة لعام 1423هـ اذ منذ ستة اشهر وليس كما قال المواطنون انها منذ 9 اشهر ويردف الغامدي ان هذا الانسداد ناتج عن قدم الشبكة والتي يزيد عمرها الزمني عن ثلاثين عاماً كما يقول وكذلك ازدياد المد السكاني مما سبب ضغطاً كبيراً عليها وادى لانسدادها وحال علمنا بذلك قمنا وبحسب امكاناتنا في المصلحة بعملية الشفط اليومي من خلال وايتات الشفط وفي نفس الوقت قمت برفع تقرير مفصل عن الموضوع لادارتي التي بدورها رفعت الامر للجهات العليا بالوزارة لكي يتم اعتماد مشروع تغيير خط الشبكة القديم والذي يبلغ عمقه تسعة امتار وطوله اكثر من 200 متر ومنذ ذلك التاريخ لازلنا بانتظار الاعتماد المالي للمشروع حيث سيتم طرحه في مناقصة عامة والمؤسسة تستوفي الشروط سيرسو عليها المشروع باذن الله حسب ماهو متبع في مثل هذه الحالات. وعندها سألناه عن المؤسسة التي وضع اسمها بجانب اسم المصلحة والامانة في نفس المكان قال الغامدي هي مؤسسة وطنية «تنتظر الاعتماد لتبدأ عملها في تغيير خط الشبكة». اما عن الامانة فقال ان تواجدها اشرافي اكثر من اي شيء آخر ودورها الحقيقي يبدأ بعد الاعتماد واستلام المؤسسة المقاولة للمشروع حيث سيتم استشارتها من ناحية المنازل القريبة من المشروع وعدم تضررها في حالة بدأنا في الحفر لتمديد الخطوط الجديدة لانه كما تعلم الحي شعبي ومنازله قديمه وبعضها آيل للسقوط بمعنى ان دور الامانة اشرافي استشاري لا اكثر وتقع المهمة الكبرى على عاتق مصلحة المياه والصرف الصحي كما يؤكد المهندس عبدالله الغامدي مدير الطوارئ بالمصلحة.
وعن الخوف من سقوط احد الاطفال في الفتحات الموجودة يؤكد الغامدي انه بدوره وضع حراسة ومراقبة على المكان وذلك من خلال تناوب شخصين من العمالة «الآسيوية» التابعين للمصلحة لمراقبة الفتحات وكذلك مراقبة مضخة الشفط وذلك خلال الاربع والعشرين ساعة بمعدل اثنتي عشرة ساعة لكل مراقب.
والى ان يأتي الاعتماد نؤكد لجميع الساكنين بحي السبيل ان عليهم الاعتماد على الله وحده حتى يأتي الفرج.
|