* جدة - خالد الفاضلي:
أبان صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ان القمة العربية الاعتيادية لن تطالب بمهلة اضافية لفرق التفتيش أو السعي لتأجيل الحرب طالما استمر النظام الحالي في عدم تنفيذ قرارات مجلس الأمن، موضحا ان تأجيل الحرب يعني استمرار معاناة الشعب العراقي، كما أشار الى سقوط فكرة ارسال وفد عربي للرئيس العراقي بحكم وجود وفد عراقي يشارك في مداولات القمة وهو مخول من رئاسة العراق.
وكان الأمير سعود الفيصل يتحدث في اللقاء الصحفي الاعتيادي أمس لوزارة الخارجية بجدة مؤكداً أن الحكومة السعودية لن تطالب بترحيل قوات بريطانية وأمريكية تتواجد حاليا في قاعدة الأمير سلطان ضمن برنامج دولي لمراقبة منطقتي نزع السلاح المتواجدتين في شمال وجنوب العراق والمعروف باتفاقية صفوان،وأشار الفيصل إلى ضرورة تجنب الدول العربية المشاركة عسكريا في الحملة مؤكداً أن الدور العربي المطلوب الآن هو الحيلولة دون وقوع الكارثة وليس المساهمة فيها.
مؤكداً اغفال المبادرة الفرنسية الألمانية الأخيرة لأهم محوري القضية العراقية وهما ايقاف معاناة الانسان العراقي بأسرع وقت، وكذلك الحفاظ على وحدة العراق، ملمحا الى عدم رغبة السعودية في ان يتنازع مصير العراق دول لديها انقسامات سابقة، كما حذر الأمير سعود الفيصل من عودة العالم الى عصر الاستقطاب الدولي السابق في حال انشقاق مجلس الأمن نتيجة الخلاف على القضية العراقية. مستغرباً من حالة «الاتفاق على الأسس والاختلاف على الوسائل» المسيطرة حاليا على مجلس الأمن، موضحا ان موقف السعودية من المبادرة الألمانية الفرنسية محصور في كيفية انتشال العراقيين من حالة ظلم استمرت أكثر من 12 سنة، مؤكداً انه لا يرى أهمية لجعل «حالة العراق» تدوم أطول وفي ذات السياق أوضح ان القيادة السعودية لم تطلع على تقارير عن تدابير تعتزم القوات الأمريكية والبريطانية تنفيذها لحماية الجمهور المدني العراقي حال قيام حرب. وألمح الى أن قيام الحرب قد يؤدي الى تقسيم العراق، لكنه أحجم عن تقديم تصور لكيفية تشاطر المشاركين في الحملة للخارطة، كما أكد سموه استحالة إستطاعةأي قوة عالمية منفردة السيطرة على ثروات العراق لأنه بلد يمتلك قوى بشرية وتاريخاً لن يسمح لأحد باستثمار ثروات العراق دون الوصول لصيغة تفاهم عادلة مع شعبه.
وفي ذات السياق أكد الأمير سعود الفيصل وجود نية جعل القمة العربية القادمة كأول خطوة حقيقية على مشروع سمو ولي العهد الداعي الى اقرار مبادئ جديدة تضمن جدية الحوار العربي العربي والوصول الى حالة اقتران القول مع الفعل، وكذلك وضع مشاريع اصلاحات تشمل جميع الدول العربية للمساهمة فعليا في الحضارات المدنية والانسانية.
من ناحية ثانية همش الفيصل كل الاطروحات الذاهبة لتخويف المنطقة من مخاطر عسكرية لدول لديها مطامع اقتصادية في بترول الخليج، مع التأكيد على أن السعودية لم تعد تنظر لسلاح البترول على أنه سلاح، وانها خلصت الى ان البترول ليس سلاحاً بل مورد يمس حياة الكل كما أوضح ان اتفاقيات الغاز بين شركات دولية والسعودية لا تزال في مرحلة ما قبل التوقيع النهائي.
|