Thursday 27th february,2003 11109العدد الخميس 26 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الحرب الأمريكية العراقية بدأت بالفعل! الحرب الأمريكية العراقية بدأت بالفعل!

* واشنطن - براد كينكربوكر(*) :
يمكن القول بأن حرب الخليج الثالثة قد بدأت بالفعل من خلال عدد من التحركات الهامة التي تتم حاليا ففي الأسبوعين الماضيين كثفت الطائرات الأمريكية والبريطانية هجماتها على القواعد الصاروخية العراقية كجزء من تصعيد نشاط الحلفاء في منطقة الحظر الجوي جنوبي العراق وعلى الأرض فإن رجال العمليات الخاصة ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية يعملون حاليا بالفعل داخل العراق بالتعاون مع العراقيين الذين يعارضون الرئيس العراقي صدام حسين حيث يجري إعداد المنشآت والممرات الجوية وتحديد الاهداف المحتملة للضربات الجوية والعراق أيضا يشهد نشاطا عسكريا ملحوظا حيث يقوم بالعديد من الخطوات بما في ذلك نشر قواته حتى يقلل من آثار أي ضربات جوية محتملة عليها.
علاوة على قيام الطرفين بكل الاستعدادات السرية التي تضمن لهما تحقيق النجاح العسكري مثل تمركز القوات وتأمين خطوط الإمداد والتموين والتجسس خلف خطوط الأعداء وتحديد نقاط القوة في دفاعات العدو وعلى الرغم من استمرار التحرك الدبلوماسي لتسوية الموقف العراقي عبر الأمم المتحدة فإن العمليات التي تجرى حاليا تؤكد أن المرحلة الأولى من الجهودالعسكرية بدأت بالفعل كما يمكن القول ان المرحلة الأولى تكون ظاهرة أيضا في المبدأ الأمريكي الجديد للدفاع عن الولايات المتحدة في مختلف أنحاء العالم وهو مبدأ الحرب الوقائية الذي يتضمن شن ضربات مسبقة إلى أي قوة تمثل تهديدا محتملا للولايات المتحدة بدلا من الاكتفاء بمراقبة هذه القوة التي تهدد الأمن القومي الأمريكي ولا يوجد شك في قدرة الولايات المتحدة - وبمفردها إذا اضطرت- على هزيمة العراق في وقت قصير حيث يتم حشد أكثر من مائة وخمسين ألف جندي أمريكي وخمس حاملات طائرات بمجموعاتها القتالية في منطقة الخليج العربي بالإضافة إلى القاذفات الثقيلة وهذا الحشد هو استعراض للقوة الأمريكية باعتبارها أقوى قوة عسكرية العالم على مدار التاريخ ومن المؤكد أن هذه القعقعة العالية للسيوف الأمريكية حول العراق تهدف إلى إحباط الروح المعنوية للقوات العراقية وإجبار الرئيس صدام حسين على إدارك حقيقة أنه لن يستطيع البقاء بأسلحته وربما بنظامه الحاكم أيضا في الوقت نفسه فإن المناورات التي تجري في الأمم المتحدة يمكن أن تغير من طبيعة أي صراع في العراق.
يقول المسؤولون الأمريكيون ان أي عمل عسكري أمريكي كبير سيتم قبل نهاية مارس القادم قبل ان تبدأ درجات الحرارة في العراق في الارتفاع مما يجعل القتال أكثر صعوبة بالنسبة للجنود الأمريكيين والسبب الأساسي لتأخير مثل هذه العملية هو الاستراتيجية الدبلوماسية للرئيس العراقي صدام حسين التي تعطي انطباعا بضرورة إعطاء المفتيش الدوليين عن الأسلحة المحظورة لدى العراق المزيد من الوقت لاختبار مدى شفافية العراقيين في التعاون مع جهود نزع الأسلحة وهي الاستراتيجية التي تستخدمها دول أخرى في مجلس الأمن من أجل تعطيل إن لم يكن منع أي حرب قادمة ضد العراق وهذا نفسه جزء من الجهدالعسكري للعراقيين يهدف إلى فرض توقيت مناسب له من أجل بدء العمليات العسكرية وفي الوقت الذي تتواصل فيه حلقات دراما الأمم المتحدة بدأ العراقيون إعادة توزيع قواتهم بحيث يتم تقليل الخسائر التي يمكن أن تلحقها الضربات الجوية الأمريكية إلى أدنى مستوى ممكن بالإضافة إلى تمركز وحدات القوات الخاصة مثل الحرس الجمهوري حول العاصمة العراقية بغداد مع تزويد هذه القوات بالأقنعة الواقية تحسبا لاستخدام الأسلحة الكيماوية من جانب أي طرف عند الضرورة كما يرى مسؤولون أمريكيون أن صدام حسين يستعد لاستخدام أساليب الأرض المحروقة وذلك بتدمير منشآت البنية الأساسية وإشعال النيران في حقول البترول العراقية بهدف عرقلة تقدم القوات الأمريكية المهاجمة وفي الوقت نفسه يخلق كارثة إنسانية سوف يتم تحميل الولايات المتحدة وحلفائها المسؤولية عنها.. من جانبها تستخدم الولايات المتحدة الأمريكية الإذاعة المحمولة جوا و المنشورات التي يتم إسقاطها على العراق حاليا كجزء من الحرب الإعلامية الأمريكية لتحييدالمدنيين العراقيين في أي حرب قادمة خاصة في حالة الاضطرار إلى خوض حرب مدن كما يخطط لذلك القادة العراقيون.
من ناحية اخرى فان الصواريخ التي نشرتها الحكومة الأمريكية حول العاصمة واشنطن إلى جانب شريط التسجيل الصوتي الذي بثه أسامة بن لادن مؤخرا من مخبأه السري تشير إلى أن الحرب الأمريكية ضد الإرهاب والتي بدأت منذ أكثر من عام ونصف ابعد ما تكون عن خط النهاية أيضا يمكن أن يمثل المزيد من التأخير في بدء العمليات العسكرية الفعلية ضدالعراق إلى تراجع الروح المعنوية للجنود الأمريكيين المنتشرين حاليا في صحراءالكويت مما يفقد هذه القوات قوة الدفع نحو الحرب وربما تحتاج الولايات المتحدة إلى استخدام استراتيجية الأمن القومي الجديدة لإدارة الرئيس بوش التي تعتمد على شن ضربات وقائية ضد التهديدات المحتملة بدلا من الردع والاحتواء التي كانت تتبناهما الإدارات الأمريكية السابقة وهذا التحول الاستراتيجي الأمريكي يمكن أن يؤدي إلى ظهور مصطلح جديد في قاموس الصراع العسكري السياسي وهو الحرب المستمرة.

(*) خدمة كريستيان ساينس مونيتور - خاص

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved