Thursday 27th february,2003 11109العدد الخميس 26 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

مؤكداً أن حل الأزمة بيد العراق..الأمير سعود الفيصل : مؤكداً أن حل الأزمة بيد العراق..الأمير سعود الفيصل :
المملكة لم تألُ جهداً في التحرك لمعالجة القضايا العربية
لا نعتبر البترول سلاحاً.. والعلاقات الدولية مبنية على التعاون

* جدة - خالد الفضلي - واس:
أوضح صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ان الاسابيع القليلة الماضية شهدت تحركات واسعة في العالم العربي لمواجهة القضايا التي تواجه الامة سواء موضوع العراق او القضية الفلسطينية او تصحيح الوضع العربي.
وأكد سموه في اللقاء الصحفي الأسبوعي الذي عقده أمس في قصر المؤتمرات بجدة ان القمة العربية ستعقد بمشيئة الله تعالى في موعدها المقرر في 1 من شهر مارس القادم بناء على الدعوة التي تقدمت بها البحرين والدعوة التي تقدم بها فخامة الرئيس محمد حسني مبارك على ان تدمج في اجتماع دوري موحد لبحث ثلاث موضوعات رئيسيه.
وقال سموه ان قيادة هذه البلاد لم تألُ جهدا في التحرك وفق ما يحتم عليها انتماؤها العربي والإسلامي وما تشعر به من مسؤولية في هذا الاطار حيث كانت هناك تحركات واسعه وعديدة من قيادة البلد واتصالات مستمره مع قادة الدول الاخرى وكلها تنصب في اطار معالجة القضايا الرئيسية التي تواجه العالم العربي، واضاف سموه ان تلك المجهودات لم تقتصرعلى الاتصالات فقط وانما وضعت قاعدة وهي المبادرة التي اعلنها سمو سيدي ولي العهد لتصحيح الوضع العربي واضفاء الجدية والمصداقية على العالم والعمل العربي المشترك مؤكدا سموه ان هذه الجدية لن تأتي الا اذا تم الاتفاق على ان لا نقول ما لا نفعل وإذا قلنا شيء فلابد ان نلتزم به واذا اقر هذا المبدأ بما تشمله المبادرة على مبادئ أخرى لاتقل اهمية عن ذلك ومنها ضرورة ان تثبت العلاقات العربية بين بعضها على اصدق العرى وأوثقها وليست على اضعفها وبالتالي على كل دولة ان تحسن اوضاعها بما فيها الاصلاحات التي تتطلبها حتى تكون الامة العربية غالبا تسهم اسهاما فاعلا ليست على مستوى العمل السياسي الدولي فحسب بل على مستوى الحضارة الانسانية في عالمنا وعهدنا الجديد.
وعن موقف المملكة العربية السعودية تجاه المقترحات الالمانية الفرنسية التي عرضت على مجلس الامن وخاصة ان المملكة بدا عليها نوع من التحفظ ولا تشجع على جهود فرنسا والمانيا لمنع الحرب اجاب سموه نحن في الواقع لا نتعرض للدول.. نحن يهمنا المشكلة.. نحن نقدر المجهودات التي تبذل من كل الاطراف لايجاد حل سليم لقضية العراق ولكن هناك قضايا رئيسية تهمنا بشكل كبير اولها ان هذه القضية استمرت 12 سنة ونصف بما تبعها من ايذاء للشعب العراقي بشكل كبير.. شعب كان ينعم بمستوى معيشة من اعلى مستويات المعيشة في منطقة الشرق الأوسط وبلد كان يتقدم بخطى سريعة.. صحيح ان التغيرات والتحولات التي حصلت انما حصلت بسبب قرارات خاطئة من الادارة العراقية لحربين التي شملت الحرب على ايران واحتلال الكويت ولكن المأساة تبقى للانسان العراقي هم من اهم الهموم للمنطقة وضرورة انهاء هذا الوضع.
واضاف سموه قائلا يهمنا وحدة واستقلال العراق وسيادته الاقليمية واستقراره الداخلي فأي اجراءات تتبع لا تؤدى إلى هذه النتائج المرجوه اعتقد انها تكون مضرة للموضوع والمقترحات التي تقدم في نظرنا يجب ان تعكس المشكلة العراقية برمتها ولا تنطلق من اعتبارات سياسية او خلافات بين الدول المعنية في مجلس الامن لان ذلك سيؤدي إلى انقسام في مجلس الامن واعادة موضوع الاستقطاب في مجلس الامن واذا عاد هذا الاستقطاب إلى مجلس الامن فستكون هناك كتلة تدعو إلى كذا وكذا والدول دائمة العضوية منقسمة إلى قسمين فهذا الامر يجعل من فاعلية الامم المتحدة ومجلس الامن تذهب ادراج الرياح ونعود إلى ما كنا عليه ايام الاستقطاب الدولي.
وافاد سموه ان كل هذه العوامل تجعلنا نركز على ما يجب ان يتخذه مجلس الامن من قرارات ومن اهمها وحدة مجلس الامن وفق ميثاق الامم المتحدة الذي يدعو فيما يدعو اليه إلى حفظ استقلال وسيادة الدول بقدر ما يدعو وخاصة في القضية العراقية إلى تنفيذ قراراته وفق المادة السابعة.
وقال سموه امام هذا الواقع نحن في الحقيقة يزعجنا ان يكون هناك خلاف بين دول مجلس الامن حول تعريف مهمته تجاه قضية بهذه الدقة وهذه الحساسية خاصة وان الاعتبارات التي ذكرتها كل الاطراف يؤكدون عليها انهم يريدون وحدة العراق وسيادة العراق.
واضاف سموه يقول كيف يمكن ذلك ونحن نتفق على الأسس التي يجب ان يبني فيها القرار ونختلف على الوسائل التي يجب علينا ان ننفذها في هذه القضايا.
واردف سموه يقول ان اعتراضنا على الحلول المطروحه حتى الآن هي من ناحية عمل عسكري سريع ومن ناحية اخرى زيادة المقاطعة على العراق وزيادة المراقبين ووجود قوات اضافيه للامم المتحدة تشرف على ذلك كله، وبين سموه ان العراق يواجه امرين اما القضاء عليه بضربة سيف سريع او خنق وكلتا الحالتين تؤدي إلى نفس الطريق وهو الموت، مشيرا سموه إلى ان المنطقة والعراق لاتحتمل ان تبقى الامور متأزمة بهذا الشكل وضحيتها الشعب العراقي.
وأكد سموه ان المنطقة تحتاج إلى حل سريع يكون مبني على تنفيذ العراق لما يطلبه المفتشون تنفيذا سريعا وكاملا وانهاء المشكلة بالسرعة المطلوبه فالعراق اما عنده اسلحة دمار شامل او ليس عنده اسلحة دمار شامل واذا كان عنده اسلحة دمار شامل فليظهرها وتنتهي المشكلة واذا لم يكن لدية اسلحة دمار شامل فليستجيب لمطالب المفتشين وعندما يستجيب لمطالبهم بشكل كامل فنحن نتوقع ان تنتهي الازمة ويرفع الحصار عن العراق وتستقر الامور مؤكدا سموه ان الفرصة لازالت متاحه لحل سلمي للازمة العراقية.
ودحض سموه ما كتبته صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية من ان المملكة سمحت للقوات الأمريكية بالاستخدام الكامل لقاعدة الأمير سلطان في الحرب ضد العراق وقال سموه لم نصرح بذلك واعتمدت الصحيفة على شيء لم نصرح به رسميا وقد تكلمت في عدة مناسبات ان هذا الموضوع يعتمد على اتفاقية صفوان فقط.
وأكد سموه في هذا الصدد ان القوات الموجودة على ارض المملكة مهمتها تنفيذ قرارات الامم المتحدة بشأن مراقبة الحظر الجوي المفروض على العراق.
وردا على سؤال عن انعقاد القمة العربية في موعدها وسط آراء تعارض إقامتها ورؤية سموه عما اذا كانت القمة ستتوصل إلى حلول لتجنب الحرب ضد العراق وايجاد حلول سلمية قال سموه بطبيعة الحال نحن سعداء ان موضوع النقاش حول انعقاد القمة قد انتهى والقمة ستعقد في موعدها في اول الشهر القادم لكن الآمال عريضة واود ان اضع هذه الآمال في اطارها.
وقال سموه نحن منظورنا في المملكة العربية السعودية وهذا ما أكده المقترح الذي تقدم به سمو ولي العهد انه اذا لم يكن هناك اتفاق على المصداقية والجدية واننا اذا قلنا فعلنا وان لانقول الا ما نقرر ان نفعله اذا لم يكن هذا هو الطابع في التعامل مع الاجتماعات العربية فلن تكون ملبية لطموحات شعوبها ولا آمال قادتها ومن هذا المنطلق نحن نآمل ان يكون هناك اقرار للمبادئ التي تقدم بها سمو ولي العهد لضمان هذه الجدية كما نتطلع إلى قرارات معالجة لطموحنا في ايجاد حل سلمي للقضية العراقية وحل سريع لقضية فلسطين.
وعن اجتماعات دول عدم الانحياز وتصريح رئيس وزراء ماليزيا بالتلويح لاستخدام سلاح البترول لمنع الضربة على العراق وايجاد الحلول السلمية قال سمو وزير الخارجية ان المملكة العربية السعودية لا تعد البترول سلاحا بل هو مورد يستخدم في اطار القضايا الوطنية والقومية وبالتالي لا نفهم التلويح بهذا الامر في ظرف نحن نسعى فيه إلى حلول سلميه ولان العلاقات الدولية تكون علاقات تعاون وليست علاقات مواجهة وعلاقات مبنية على المصالح المشتركة وليس مبنية على استخدام الامكانيات في كل بلد لمحاربة بلد آخر بشكل مقاطعات.
وعن نتائج مفاوضات الجانب السعودي والجانب الأمريكي فيما يتعلق بشركات استثمار الغاز وهل هناك ضغوط على الحكومة السعودية قال سموه اذا كان في صالحنا فلماذا نحتاج إلى ضغوط هذا اولا.. وثانيا الشركات التي تقدمت بعروضها ليست شركات أمريكية انما هي شركات اختيرت من قبل المملكة في صناعة الغاز وهي افضل الشركات الموجودة ووضعت في مجموعات ثلاث وقدمت عروضها وكانت هناك مفاوضات طويله موضحا ان المشروع ضخم وسيعالج بدقة من الجانبين لان الموارد المسخرة له موارد كبيرة. وتابع سموه يقول وكما تعلم ان المملكة تقدمت بمقترح أخير قدمته للشركات وهناك ردود ايجابيه من الشركات واستفسارات عن بعض النصوص الموجودة فيها والمرحلة القادمة حتى تكون مرحلة مباحثات بين الطرفين للاجابة على الاستفسارات التي قدمتها الشركات الا ان العرض الذي تقدمت به المملكة وجد القبول المبدئي من هذه الشركات.
وتوقع سموه في هذا الصدد ان تكون المباحثات الآتية بالسرعة والجدية المطلوبة وستفضي إلى اتفاق بين الجانبين.
وردا على سؤال عن الاصوات الشعبية المعارضة للحرب والمطالب الشعبية للقمة العربية لمنع الحرب بشكل او بآخر رحمة بالشعب العراقي وليس بالنظام العراقي وعن وجود رؤية للقمة العربية القادمة لممارسة ضغوط عربية على الدول الموافقه على الحرب بغية خروج العراق من مأزق الحرب اشار سمو الأمير سعود الفيصل إلى ان الدول العربية لها مسؤوليات محددة في هذا وكلها اعلنت معارضتها لحل عسكري واصرارها على الحل السلمي لان هذا افضل الحلول.
وأكد سموه ان القرار ليس كله بيد الدول العربية انما ينطلق بارادة الحكومه العراقية في الاستجابة للمفتشين.
وقال سموه نحن نحاول ان نسهم في الحوار القائم في نيويورك على اساس ان تراعى هذه العوامل في اي قرار يتخذ ولا يكون هناك استعجال للدخول في الحرب قبل ان تستنفذ كل الوسائل والطرق لايجاد حل سلمي وهذه الزوايا كلها نأمل ان يتمكن مؤتمر القمة من معالجتها وان يغطي الموضوع من جميع الجوانب.
وحول سؤال عن غياب التنسيق السعودي الإيراني قال سموه هناك موعد لمعالي وزير خارجية ايران لزيارة المملكة للتنسيق في اطار الاتفاق والتعاون المستمر بين البلدين مؤكدا سموه ان التشاور مستمر وهناك اتفاقيه للتنسيق على مستوى وزراء الخارجية وهناك مبعوثون من هنا وهناك ونحن مستمرون في التنسيق ولم يتغير شيء.
وفي سؤال عن حتمية وقوع الحرب وانه لابد من مشاركة الدول العربية من اجل مرحلة ما بعد الحرب اجاب سموه قائلا كل السياسة التي تنطلق منها الدول العربية تتوجه نحو عدم قيام الحرب وليس للتخطيط لما بعد الحرب ومن هذه الزاوية نحن أوضحنا المخاطر التي يمكن ان تنجم عن الحرب وهذه المخاطر مؤداها انها في النهاية ستؤدي إلى تقسيم العراق وهذا سيخلق على المدى الطويل عدم استقرار في المنطقة.
واضاف سموه ان مجلس الامن ليس معني بخلق مشاكل بقدر ما هو معني بحل المشاكل وفي موضوع العراق نرى ان امثل حل لها.. هو الحل الذي ينطلق من تقرير المفتشين وموافقة العراق على نتائج تقرير المفتشين اما المقولة ان الحرب حتمية فمعنى ذلك اننا فقدنا المعايير التي ذكرناها والتي هي لازمة وضرورية للعراق كون الحرب ستؤدي إلى تقسيم العراق.
وزاد سموه قائلا هدف الدول العربية ألا تقوم الحرب ومسؤوليتها ان تسعى إلى عدم قيام حرب ومن هذا المنطلق نأمل مساعدة العراق لنا حتى نتمكن من القيام بهذه الاهداف بان تنفذ القرارات المطلوبة.
وحول سؤال عن القمة الإسلامية التي دعت اليها قطر وموقف المملكة من ذلك قال سموه في رأينا ان القمة العربية ستتناول موضوع العراق بشكل رئيسي مضيفا سموه ان العالم الإسلامي مؤيد للموقف العربي تجاه العراق وقدحصل تشاور في كوالالمبور على موضوع القمة ورؤي انه لايزكيها الآن في الظروف الحاليه والعالم الإسلامي نحن ملمون به وموقفه مؤيد للدول العربية.
وفي سؤال عن طلب سموه اعطاء مهلة للدول العربية في حالة دنو ساعة الصفر وبدأت الحرب ماذا ستفعل الدول العربية قال سموه نريد الفرصه قبل ساعة الصفر الساعة الحادية عشرة.. لكن المجهود هو تجنيب العراق الحرب واي فرصة يمكن ان تستغل في هذا الاطار لابد ان نستغلها وحتى الفرص الأخيرة مهمة.
واردف سموه قائلا وامر الحرب والسلام ليس بالامر البسيط والتعجل في هذا الموضوع مسؤولية كبرى على من يتعجل به وبالتالي الاسلم للجميع ان يبذلوا قصارى جهدهم لتجنب الحرب وليس تسهيل وتمهيد الطريق للعمل العسكري.
وأكد سموه ان البقاء على الوضع الحالي غير مجدٍ وان من مصلحة الامة العربية بوجه عام والعراق على وجه الخصوص تجنب الحرب الذي سيجلب الويلات للمنطقة.
وقال سموه منطقتنا تعاني الآن قرابة ستين سنة من قضية فلسطين و12سنة ونصف من قضية العراق وان لهذه المنطقة ان ترى شيئاً من الاستقرار لا نريد ان تستمر المشكلة العراقية لسنين مقبلة ولكن الحل المطلوب الذي نتوخاه كلنا هو الحل المبني على الالتزام بتنفيذ الشرعية الدوليه وبالطرق السلمية. وحول سؤال عما اذا كان لدى الرأي العام العربي مخاوف من ان العرب يحملون العراق المسؤولية في حين ان المطلوب من الولايات المتحدة الأمريكية ان تكف عن التلويح بالحرب قال سموه الجانبان مهمان ولاشك الاستجابة للمفتشين ليس من مسؤولية الولايات المتحدة الأمريكية بل من مسؤولية العراق لكن مسؤولية الولايات المتحدة كعضو في مجلس الامن ودائم معني بالسلام في المنطقة ان تكون معنية بالسلام ليس بالحرب.. الحرب تأتي في اطار المادة السابعة من الميثاق عندما لاتنفذ القرارات فمن البديهي تجنب ذلك سيكون عن طريق تنفيذ القرارات والاستجابة لمطالب المفتشين. وفيما يتعلق بما تناولته احدى المجلات المتخصصة في السياسة من ان كبار القادة والسياسين يدركون ان الاطماع في العراق ما هي الا اطماع نفط واعادة صياغة خريطة المنطقة قال سموه نحن لا ندخل في النوايا ونظريات المؤامرات هذه متروكة للمجلات والصحافة ما شاء الله توافينا بما يكفي من التحليلات في هذا الاطار لكن حرصنا ان تبقى العراق موحدة ومستقرة وذات سيادة كاملة على اراضيها ومواردها وهذا ما نعمل من اجله ومن يتوخى انه يستطيع ان يسيطر على موارد بلد مثل العراق فهذه تخيلات وأوهام فالعراق لديه شعب ودولة حضارية لها آلاف السنين في المنطقة مشددا سموه قائلا ان الذي يتوقع انه يستطيع ان يستثمر هذه الامكانيات بدون ارادة الشعب العراقي فهو واهم.
وحول سؤال عن وجود وساطة عربية تذهب للعراق من القمة العربية افاد سموه ان العراق ستكون حاضرة القمة واعتقد انه لابد ان يكون هناك وفد مخول من الرئاسة في العراق على العموم لا استطيع ان اتنبأ بما ستصل اليه القمة من قرارات في هذا الشأن.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved