* واشنطن الوكالات:
أقر وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفلد أن القوات الأمريكية لن تقوى على الحرب في فصل الصيف مشيرا إلى مصاعب تتعلق بالاحتفاظ بالقوات لمدة طويلة في المنطقة، وقال خلال جلسة حوار يوم الثلاثاء إن هناك احتمال أن يلجأ العراق إلى استخدام طائرات من غير طيارين تكون مزودة بمواد كيماوية.
وقال رامسفلد أثناء جلسة حوار في معهد «هوفر» المحافظ في واشنطن «من الواضح جدا أنه ما أن ترسل قوات، حتى يتحول الاحتفاظ بها ميدانيا لفترات طويلة إلى ضغط نفسي».
وأضاف «وثانيا، من المفضل ولا شك التدخل في العراق أثناء فترة غير فترة الصيف».
وأكد رامسفلد «هناك مجموعة احتمالات للأخذ بالاعتبار، وهذا من ضمنها، كما تدخل من ضمنها أيضا انعكاسات ما يجري بحثه ومناقشته في الأمم المتحدة».
وشدد مسؤولون في الجيش الأمريكي أخيرا على أن بإمكان القوات الأمريكية أن تقاتل جيدا حتى مع الحرارة المرتفعة في الصيف العراقي.
وتمثل ملاحظات رامسفلد في هذا الإطار إقرارا نادرا من جانب مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية بأن ظروف الأحوال الجوية وعنصر الضغط النفسي لدى القوات إضافة إلى الاعتبارات السياسية تشكل مجتمعة عوامل في اتخاذ أو عدم اتخاذ قرار الذهاب إلى الحرب.وينتشر أكثر من 210 آلاف عسكري أمريكي في منطقة الخليج والمتوسط تحسبا لشن حرب محتملة على العراق، بينهم 98 ألفا في الكويت، بحسب وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون).
وقال رامسفيلد في ذات المناسبة إن العراق ربما يحاول نقل أسلحة محظورة إلى بلد آخر لإخفائها عن مفتشي الأمم المتحدة مضيفا ان قدرات الجيش العراقي التقليدية باتت نصف ما كانت عليه إبان حرب الخليج 1991.
وتوقع الوزير الأمريكي بقاء إيران وسوريا بعيدا عن أي حرب بقيادة الولايات المتحدة ضد العراق وأعرب عن مخاوف جديدة بشأن استخدام طائرات عراقية بدون طيار في القصف بأسلحة كيماوية أو بيولوجية.
وتحظر قرارات الأمم المتحدة على العراق امتلاك أو تطوير أسلحة كيماوية أو بيولوجية أو نووية إضافة إلى أنواع معينة من الصواريخ.
وقال رامسفيلد إن الرئيس العراقي صدام حسين ربما يحاول نقل بعض الأسلحة المحظورة إلى بلد آخر غير محدد.
وأضاف «ليس هناك شك في أن لديه أشياء لا يريد أن يعثر عليها المفتشون ومن المحتمل جدا أن يحاول نقل تلك الأشياء إلى بلد ما».
ولم يقدم رامسفيلد دليلا لدعم تصريحاته، لكنه أشار إلى أن العراق أرسل العديد من الطائرات الحربية إلى إيران لإنقاذها من الهجمات إبان حرب الخليج لكن إيران لم ترد الطائرات.
وقال رامسفيلد «لذا.. أظن أنه سيكون أكثر حرصا هذه المرة إذا ما حدث شيء».
وقال وزير الدفاع الأمريكي إن قدرة الجيش العراقي التقليدي «تقل عن 50 في المئة مما كانت عليه عام 1991 خلال حرب الخليج».
وقال «فيما يتعلق بالقدرات الكيماوية والبيولوجية.. يدرك المرء انها تطورت.. وقد باتت على الأرجح في تقديري أكثر خطورة اليوم مما كان يمكن أن تكون عليه في 1991».
وقال تقييم جديد للمحلل العسكري انطوني كوردسمان الخبير بمعهد الدراسات الاستراتيجية والدولية إن الجيش العراقي قوامه الآن 389 ألف فرد مقارنة مع مليون جندي قبل حرب الخليج ويمتلك ما يتراوح بين 2200 و2600 دبابة مقارنة مع ما يتراوح بين 5500 و6700 دبابة عام 1991 ونحو 300 طائرة مقارنة مع نحو 500 إبان حرب الخليج.
وأبدى رامسفيلد اعتقاده أن أيا من إيران أو سوريا لن يتدخل في حرب ضد العراق، وخاضت إيران والعراق حربا طويلة في الثمانينات، وكانت سوريا ضمن تحالف قوات بقيادة الولايات المتحدة أخرج العراق من الكويت في حرب الخليج 1991.
وأعرب رامسفيلد عن قلقه من استخدام عراقي محتمل لطائرات بدون طيار في القصف بأسلحة كيماوية أو بيولوجية.
وقال رامسفيلد «إنها طائرات بدون طيار متوافرة بأحجام وأشكال وقدرات مختلفة.. ويمكن تجهيزها بمعدات للرش والتبخير».
وقال جورج تينيت مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية أمام الكونجرس هذا الشهر إن هذه الأسلحة الطائرات بدون طيار يمكن استخدامها في قصف جيران العراق وحتى الولايات المتحدة بأسلحة كمياوية أو بيولوجية.
ولم يقل رامفسيلد أي حدث سيؤدي إلى بدء حرب مع العراق، وحول موعد أي حرب قال وزير الدفاع «من الأفضل الانخراط «في معركة» في العراق خلال فترة غير الصيف» مشيرا إلى ارتفاع درجة الحرارة.
وقال أيضاً إنه «سيكون من المرهق إبقاء «قوات أمريكية في المنطقة» لفترات طويلة».
وحشدت الولايات المتحدة وبريطانيا في منطقة الخليج قوات قوامها نحو 200 ألف جندي إضافة إلى سفن حربية وطائرات تحسبا لغزو محتمل للعراق.
وقال الرئيس الأمريكي جورج بوش إن الولايات المتحدة ستقود تحالفا لنزع أسلحة العراق بالقوة إذا لم يتخل عن الأسلحة المحظورة بناء على مطالب الأمم المتحدة.
| 
