انتهت منذ ايام قليلة فترة تجمع أكبر عدد من المسلمين لادائهم فريضة الحج بخير وسلام بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بجهود جبارة بذلتها الجهات المعنية في المملكة، ولاشك ان اهم عنصر تسعى المملكة الى تحقيقه لحجيج بيت الرحمن الى جانب الامن هو سلامتهم والمحافظة على صحتهم وارواحهم، وليس بغريب على قيادة مملكتنا الاهتمام الكبير بهذا الجانب فملايين البشر يجتمعون في نقاط محددة من المشاعر المقدسة لفترات قصيرة يؤدون فيها مناسكهم وقد اتوا من جميع بلدان العالم الاسلامي لاداء الفريضة، وبالتالي تحتاج هذه الاعداد الكبيرة بل الهائلة الى جهود غير عادية اعتادت الفعاليات الطبية والصحية بالمملكة بشقيها العام والخاص وبمنظومة تكاملية متميزة ان تبذلها تنفيذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني.
كما ان وجود هذه الاعداد الكبيرة يحتاج الى المنشآت الطبية والاجهزة والادوية والكوادر الفنية والانظمة التشغيلية التي تشكل مع بعضها البعض منظمة طبية معقدة. فهناك ما يزيد على «80» مركزا صحيا موزعة على مختلف المشاعر المقدسة اضافة الى «7» مستشفيات مزودة بأحدث الاجهزة الطبية وتحتاج هذه المرافق الى ما يزيد على «9500» كادر طبي وفني لتنفيذ البرنامج الصحي بمشاركة اعداد كبيرة من الطلاب المتطوعين ويمثلون حوالي «8» كليات وما يزيد على «100» معهد صحي بالاضافة الى الاستعانة بأكثر من «115» طبيباً وممرضاً من خارج المملكة.
ولعل واحداً من اهم العناصر التي تسعى المملكة دائما الى تأمينه هو الزيادة في كميات الادوية واللوازم الطبية والامصال واللقاحات التي تحدد كمياتها بالمقارنة مع ما تم صرفه خلال مواسم الحج السابقة.
ويعمل القطاع الطبي الخاص ضمن هذه المنظومة ويقدم الخدمات الطبية جنبا الى جنب مع القطاع العام ويجند الكثير من الاطباء والممرضين والكوادر الطبية والفنية ويقوم بدوره الرائد في مرحلة ما قبل الحج وما بعده خاصة ان هناك مخاوف من انتشار اي امراض فيروسية يمكن ان ينقلها الحجاج من بلادهم ولذلك تزداد الحاجة الى اللقاحات والتوعية وتجنب العدوى والاستشارات الطبية وخاصة عند المصابين بالامراض المزمنة مثل مرضى السكر ومرضى العيون ومرضى القلب وغيرها.
وننصح نحن الاطباء الحجاج العائدين الى مدنهم وبلادهم بضرورة استشارة الاطباء المختصين بمجرد ظهور اي اعراض غير عادية وعدم اهمالها، اذ ان احتمالات الاصابة بالامراض الفيروسية في مثل هذه المواسم يكون مرتفعاً غالبا، كما ان متابعة الحالة من بدايتها يخفف كثيرا من حدتها وحدوث المضاعفات لا سمح الله.
(*)مدير عام المستشفى
|