* كتب / سلطان المهوس:
انقلبت الأحداث رأساً على عقب ثم عادت من جديد لحالتها الأولى تلك هي العبارة أو الموضوع الرئيس الذي يصلح لكتابة سيناريو قصة انتقال لاعب الرائد السنغالي علي مال وتبدأ أحداث القصة عندما أوصى المدير الفني للفريق الرائدي الوطني يوسف خميس بالاستغناء عن خدمات «علي مال» لأسباب فنية وتقبلت الإدارة الرائدية هذه التوصية رغم معارضة الجماهير متعللة بتوصية المدرب وعدم وجود السيولة المالية الكافية لدفع رواتب اللاعب والذي أمضى فترة احترافية طويلة مع الرائد امتدت إلى أكثر من أربع سنوات
التعاون يطلب اللاعب
سارع مسؤولو نادي التعاون إلى طلب الاجتماع المباشر مع المسؤولين بنادي الرائد بعد ان نما إلى علمهم رغبة الرائديين تسريح اللاعب وفعلاً حضر رئيس نادي التعاون الاستاذ عبدالله الشريدة ومعه إداري الفريق الاستاذ عمر الربدي وسكرتير النادي إلى منزل المشرف العام على كرة القدم بنادي الرائد الاستاذ ابراهيم الربدي وبحضور الاستاذ عبدالعزيز المسلم والاستاذ يوسف المقيطيب والاستاذ محمد العجلان وسكرتير النادي (تاج) ومدرب الفريق الوطني يوسف خميس واللاعب علي مال وامتدت المفاوضات عدة ساعات انتهت بقبول الرائديين للعرض المقدم من نادي التعاون لانضمام اللاعب الذي لم يمانع في ذلك الاجتماع ولكنه اشترط استلام كافة مستحقاته «كاش» وهذا ما وعده به رئيس نادي التعاون عند بداية دوام البنوك ليوم أمس.. وأعلن مسؤولو الرائد والذين حضروا الاجتماع الخبر للصحف وللجماهير في إشارة إلى الاتفاق النهائى بين الأطراف المعنية (الرائد، التعاون، اللاعب).
السديري يفاجئ الجميع
بعد ان انفض الاجتماع وفي الساعة الثانية عشرة ليلاً تقريباً تلقى أحد مسؤولي الرائد اتصالاً هاتفياً من رئيس نادي الحمادة الاستاذ ناصر السديري يستفسر فيه عن صحة المفاوضات وأجاب المسؤول الرائدي بأنها صحيحة ومنتهية بورقة (شبه رسمية) وبمبلغ مالي يشمل تسديد رواتب اللاعب السابقة واللاحقة حتى نهاية عقدة (بعد ثلاثة أشهر) وبعد ان تأكد السديري ان الأمور لم تحسم بشكل رسمي طلب من ذلك المسؤول ان يعرض على إدارة الرائد التنازل عن اللاعب مقابل دفع رواتب اللاعب السابقة واللاحقة وكذلك مبلغ خمسة وسبعين ألف ريال تدخل لخزينة الرائد (مقابل دعاية إحدى المنتوجات) واثر الضغوط الجماهيرية المكثفة لعدم انتقال اللاعب إلى نادي التعاون (المنافس التقليدي للرائد) وافقت على عرض نادي الحمادة بعد ان وافق اللاعب ليستقل اللاعب الطائرة الساعة الثالثة عصراً (يوم أمس) متوجهاً إلى مطار الملك خالد الدولي بالرياض حيث كان مسؤولو الحمادة بانتظاره.
التعاونيون غير مصدقين..!!
لم يصدق التعاونيون ما حدث اطلاقاً واعتبروه مزحة ترددها الجماهير إلا ان الحقيقة المرّة جات عبر اتصال مسؤول رائدي بإداري التعاون عمر الربدي بيخبرة بأن الاتفاقية بين الرائد والتعاون ألغيت..!! بدون توضيح الأسباب.. عند ذلك قام رئيس نادي التعاون الاستاذ عبدالله الشريدة والذي كان في مكتبه ينتظر وصول اللاعب والمندوب الرائدي للتوقيع على الانتقال رسمياً قام بزيارة خاطفة إلى رئيس هيئة أعضاء شرف نادي الرائد الشيخ صالح السلمان وسبب الزيارة هو أن السلمان هو الذي أعطى الضوء الأخضر لانتقال اللاعب للتعاون وبارك ذلك وحيال هذا الأمر فإن تدخله أمراً مهماً وجوهرياً.
السلمان يصر على رأيه
طمأن الشيخ صالح السلمان رئيس نادي التعاون بان اللاعب لن ينتقل إلا للتعاون وهذا ما أوصى به مسؤولي الرائد نظراً لاهتمامه برياضة المنطقة ومحاولته جمع شتات التنافس المتناثر بينهما بأي شكل من الأشكال.
الحمادة يرفض علي مال..!!
لم يدم انتظار اللاعب علي مال في مدينة الرياض سوى ساعات حتى أعلن مسؤولو الحمادة عن فشل المفاوضات مع الرائديين لأسباب لم يفصحوا عنها إلا أن «الجزيرة» استطاعت ومن خلال مصادرها الخاصة ان تتوصل للأسباب الحقيقية وراء انسحاب الحمادة وعدم رغبته بضم اللاعب والأسباب هي أولاً: عدم التوصل النهائي إلى توافق في النواحي المالية بين الطرفين (الرائد - الحمادة).
ثانياً: الضغط المكثف والرهيب الذي قابله مسؤولو الحمادة من محبي التعاون والذين يستغربون حالة خطف اللاعب بعد اتفاقه معهم حسب قولهم.
ثالثاً: العلاقات التي ساءت مجدداً بين الناديين الرائد والتعاون جعلت الاستاذ ناصر السديري يعدل عن فكرة التعاقد مع اللاعب نهائياً لحرصه على عدم إثارة الرائد والتعاون وكسب احترامهما.
رابعاً: الضغوطات من لدن بعض المقربين للسديري بوجوب عدم التعاقد معه لارتفاع سعره وكثرة مشاكله وإصاباته.
اللاعب ينضم للرائد
وبعد ذلك السيناريو الغريب المليء بالمفارقات عاد بطل القصة علي مال سالماً غانماً إلى فريق الرائد بعد ان انضم إلى ناديي (التعاون -الحمادة) في أقل من أربع وعشرين ساعة ولم تشأ الأقدار ان يلعب لهما.
المصير المجهول
مدرب الفريق الرائدي يوسف خميس لايرغب بوجود اللاعب لأسباب مختلفة والإدارة ليس لديها المال لكي تفي برواتب اللاعب العالية واللاعب يرفض اللعب إلا بعد حصوله على مستحقاته من جانبه التعاون طرق باب المفاوضات مرة أخرى حسب تأكيدات المقربين من رئيس التعاون مستغلين كلمة «الشرف» التي تفوه بها رئيس الهيئة الشرفية الرائدية والقاضية بان اللاعب لن يخرج عن إطار الرائد أو التعاون ان رغب فيه.
كل هذه الأمور تجعل من بقاء اللاعب أو رحيله إلى ناد آخر في حكم المجهول.. ولننظر فربما للسيناريو جزء آخر..!!
الربدي يؤكد بقاء اللاعب
تحدث الاستاذ ابراهيم الربدي المشرف العام على كرة القدم بنادي الرائد حول هذا الموضوع قائلاً: إن اللاعب سيبقى رائدياً وسنحاول ان نقنع المدرب يوسف خميس ليعود مجدداً لخارطة الفريق مع زميليه المحترفين «مودي» و«دانيال» وحول مفاوضات التعاون أكد ان المفاوضات مع التعاون كانت غير رسمية وانتهت في وقتها وإذا أراد التعاونيون اللاعب مرة أخرى فعليهم تقديم عرضهم وسندرس الأمر معرباً عن ضمانة ان اللاعب سيبقى رائدياً ولن يلعب للتعاون أو الحزم.
السراح ينفي تورطه ب «مال»
وقد عبر الاستاذ محمد السراح المشرف العام على كرة القدم بنادي الحمادة عن دهشته من الأقاويل التي تؤكد دخوله الشخصي في المفاوضات ضد ناديه السابق «التعاون» لكسب اللاعب وقال ل «الجزيرة» إن السراح تعاوني.. تعاوني.. تعاوني وسيبقى كذلك حتى لو جلس في الحمادة مئة سنة وسأحاول ان أقنع الرائديين بالسماح للاعب بالانتقال للتعاون بأية وسيلة.. معرباً عن تقديره الكامل لجماهير التعاون الغالية على نفسه ومؤكداً ان رئيس نادي الحمادة هو الذي فاوض اللاعب وهو الذي أنهى الموضوع لكي لا يثير التعاون وهو عمل يشكر عليه.
|