شاءت الأقدار أن تتوافق المصالح بين قطبي القصيم الرائد والتعاون وذلك حينما حمل تقرير مدرب فريق الرائد الوطني يوسف خميس توصية بالاستغناء عن اللاعب السنغالي المحترف في صفوف الفريق «علي مال» لظروف فنية بحتة ونفسية في نفس الوقت وبالمقابل كان التعاونيون يطمعون في الاستفادة من خدمات اللاعب بقية مدة عقده مع الرائد وفعلاً جلس الجانبان وتفاوضا حتى وصلا إلى اتفاق يقضي بالموافقة على انتقال اللاعب إلى التعاون مقابل تحمل التعاون كافة المستلزمات المادية المستحقة للاعب سواء السابقة أو الباقية حتى انتهاء عقده. وخرج رئيس نادي التعاون الأستاذ عبدالله الشريدة يحمل في يده ورقة الموافقة على الانتقال «ولو كانت غير رسمية إلا أنها تدل على اتفاق نهائي» لينظر وصول اللاعب ومسؤولي الرائد في الصباح لتسليم المبالغ المالية.. إلا أن المفاجأة كانت في دخول نادي الحمادة.. طرفاً في المفاوضات رغم انتهائها من الجانبين «الرائد والتعاون» رغم علم مسؤولي الحمادة الذين أكن لهم كل احترام وتقدير بأن مسؤولي الناديين اتفقا إلا أن إصرارهم الغريب في الاستفادة من خدمات اللاعب وذلك بالإغراءات المادية الكبيرة جعل طريق المفاوضات بين الرائد والتعاون حول اللاعب يأخذ منحنى آخر وهنا لا بد أن أشير إلى نقطة هامة وجوهرية بعيداً عن العواطف والحساسيات التي أوصلت رياضة بريدة للحضيض وهي أن المأزق الذي وقع فيه الرائد بين سندان إرضاء مسؤولي الحمادة وبين مطرقة كلمة الشرف والورقة الخطية التي حرروها للتعاونيين مشفوعة بالموافقة على انتقال اللاعب هذا المأزق كان من صنع الرائديين أنفسهم الذين كان يجب عليهم الاعتذار عن قبول عرض الحمادة بشكل دبلوماسي نظراً لانتهاء الموضوع.. وأعرف أن هناك من يعارض هذا التوجه ولا يريد للصفقة أن تتم للتعاون ولكن ما حصل ليلة الاجتماع بين الطرفين يجب أن يكون عهداً وميثاقاً شريفاً لنخوة أبناء المدينة الواحدة وأن لا يكون وصمة عار ستتذكرها الأجيال الرياضية القصيمية طويلاً.
اللاعب يا أحبة وصل إلى مرحلة لا يستطيع فيها خدمة الرائد ومع تزايد طلباته المادية وهبوط مستواه في الآونة الأخيرة وعدم قدرة الإدارة الرائدية على صرف مستحقاته المالية لوجود عجز في الخزينة فإن الأولى الاستفادة من إعارته أو بيعه فيما تبقى من مدة عقده وإذا كان التعاونيون وبحضور أكثر من شخصية رائدية وبمباركة من رئيس أعضاء الشرف الرائدي صالح السلمان قد ظفروا بالموافقة فلا بد أن تكون كلمة الرائديين واحدة مهما كان الثمن.
أقف الآن في موقف المحايد لأن الأمانة الصحفية علمتني ذلك في مثل تلك المواقف متمنياً أن لا تغري «فلوس» الحمادة «أعين» الرائديين عن ميثاق شرفهم وأعرف مقدار ما سيؤول إليه ما سطره قلمي ولكن تلك هي الحقيقة التي يجب أن يعترف بها كل من يعرف معنى كتابة المواثيق ووعود الرجال.
أدرك أن الأمر بغاية الصعوبة لمن يعرف مدى انتشار «سرطان التنافس الأعمى» في جسد الناديين وأدرك أن الحمادة ربما يظفر باللاعب تحت ضغوط رهيبة من «...» ولكن هي كلمة نابعة من قلب محب لرجال الرياضة في مدينته.. كلمة أقصد بها كل الحب والخير للناديين.
أما مسؤولو الحمادة فأقول لهم أنتم من ورطتم رجال الرائد بفلوسكم.. وعلاقتكم وأنتم السبب الأول والأخير للشرخ الخطير الذي كاد أن يندمل بين الناديين.. سامحكم الله وللرائديين عملتم ما بوسعكم.. ولكن.. وللتعاونيين أقول هكذا شاءت الأقدار.. حقاً إنه أمر مدهش وغريب لمن يعرف نخوة رجال بريدة.. وكل الأمنيات لرائد التحدي وجماهيره الوفية بالتوفيق.. وكل التقدير لسكري القصيم.. وعلى المحبة نلتقي.
مواجهة الحقيقة
أفرز العديد من الاشكاليات الرياضية المحلية عن قدرتنا على الصمود والمواجهة ولكن باستعمال «المهدئات» والتي سرعان ما ينتهي مفعولها وتبدأ الاشكاليات بالعودة من جديد ولنأخذ التحكيم مثلاً كإشكالية مهمة فحتى الوقت الحاضر لم نجد السبب الحقيقي وراء نشوء ظاهرة «اشكالية التحكيم» هل السبب إعلامي، إداري، مالي، نفسي، بدني.. الخ.. ولذلك سنظل نبدل بهؤلاء «المساكين».. أقصد الحكام حتى نستيقظ على مواجهة حقيقة هذه المعضلة ونسعى فعلياً لحلها مهما كلف الأمر.. فمواجهة الأمر لا تحتاج إلى شجاعة بل إلى ممارسة ودراية في التعلم من الماضي واستقراء الحاضر..
تصويبات
* آمل أن يكون هناك مجلس تنسيقي يجمع مسؤولين بالفريق الرائدي والتعاوني لتبادل اللاعبين في شتى الألعاب أو تفعيل نظام الاعارة بينهما.
* إداري فريق الرياض عبدالمحسن العبيد قال بكل ثقة ان فريقه لن يهبط هذا الموسم!! يا سلام على الثقة.
* يوسف خميس يقود الرائد بكل جدارة.. وشخصياً هذا المدرب يعجبني لقوة شخصيته وذكائه التدريبي.
* أحسن التعاونيون بإلغاء عقد البوسني «فخر الدين» فهو لم يضف للفريق سوى العشوائية والتخبط.
قبل الطبع
الحقيقة ليست غائبة بل مهملة..
|