|
|
على برج البتروناس في ماليزيا يسترعي انتباهك كزائر الرقم 2020 وعندما ما تسأل عن هذا الرقم في بلد الأرقام القياسية يجيبك أي ماليزي بالقول: إننا بحلول هذا العام من المتوقع أن نكون قوة اقتصادية عظمى، أما سويسرا فهي دولة حرمتها الجغرافيا من أي منفذ بحري أو موارد طبيعية ومع ذلك فهي رائدة في الصناعة التقنية وتصنف ضمن دول الرفاهية الثلاث بالإضافة إلى السويد واللوكسومبورغ ودول جنوب شرق آسيا عملاق اقتصادي قادم يحاول اللحاق بركب الاقتصاد الأوروبي، أما اليابان التي سبق لي تناولها كنموذج يحتذى في الاقتصاد فلم يخطئ العرب عندما أطلقوا عليها بلاد الشمس المشرقة وكأن أجدادنا كانوا يعلمون من خلال هذا الوصف الجغرافي ان الأمية سوف تختفي نهائيا في هذه الامبراطورية سنة 1954م وهذه حقيقة صدقت عليها اليونسكو في بلاد كان الدافع نحو التميز ديدنها. هذه النماذج من حولنا ما تأتى لها ذلك النهوض الاقتصادي لولا التركيز على التربية والتعليم أولا وقد أثبتت تجارب الأمم والشعوب التي حققت مزيداً من التقدم أنها استطاعت أن تصل إلى تلك المكانة لا يفضل ما تملك من موارد طبيعية ومالية فحسب بل بفضل ما تملك أيضا من ثروة بشرية مسلحة بالعلم والمعرفة والمهارة والأخلاق فاستطاعت تلك الثروة البشرية بما تملك من مؤهلات أن تسلك أفضل السبل وأذكاها من أجل تحقيق هذا التقدم على عكس المجتمعات المنغلقة التي تضيق فرص التعلم أمام أبنائها، ولعل هذا يفسر لنا بعض مظاهر التناقض التي نشاهدها في العالم المحيط بنا حيث نجد بعض المجتمعات تتمتع بالتقدم والرخاء على الرغم من ندرة مواردها الطبيعية (كسويسرا واليابان) وذلك لانتشار العلم والمعرفة بين أبنائها بينما نجد بعض المجتمعات تنتشر فيها مظاهر التخلف والفقر بالرغم من انها تمتلك بعض الثروات الطبيعية وذلك لتفشي الجهل بين أبنائها، ولم تركز على تنمية واستثمار الإنسان واكتشاف القدرات الكامنة لديه بدأنا بماليزيا طموح إسلامي للحاق بركب الاقتصاد العالمي اتخذت من التعليم سبيلا في ذلك، دولة يفضل فيها المعلم ان يتدرب «إلزامياً» كل خمس سنوات وتقدم جائزة لكل معلم يقدم بحثاً أو دراسة علمية أضف إلى ذلك أن يوم الإجازة الأسبوعية هو يوم النشاط الطلابي ومشاركة المعلم إلزامية في ذلك اليوم وكلي أمل ألا ينتظر العرب حتى عام 2020 للاستفادة من التجربة الماليزية وان يبدأوا من الآن في استثمار وتنمية الإنسان العربي لعلنا نقول للعالم: نحن هنا ولعل الأدمغة العربية المهاجرة والمبدعة تعود كي تجد متنفساً لها في بلاد العرب أوطاني. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |