لا تترك عمليات البناء العسكري المستمرة على قدم وساق كثير مجال للحديث عن السلام، ومع ذلك فمن بين دعاة الحرب من لا يجد ما يمنع من الإشارة إلى قدر من الأمل في حل سلمي تجاه ما يحدث في العراق، حيث قال وزير الدفاع البريطاني خلال زيارة للمنطقة «لا يزال هناك متسع من الوقت لتسوية الوضع بشكل سلمي عبر الأمم المتحدة ونأمل بشدة أن يحصل هذا الأمر».
وتجيء هذه التصريحات بعد أكثر من أسبوع من تصريحات أمريكية استبعدت تماماً أي مجال لعمل دبلوماسي مشيرة إلى حتمية الحرب.
ومع ذلك فإن مجرد الحديث عن السلام لا يعني أن الحرب باتت غير واردة فكل الدلائل تشير إلى أن الحرب آتية وأن الحشود اكتملت بالفعل وأن زيارة وزير الدفاع البريطاني للمنطقة هي إشارة إلى اكتمال تلك الاستعدادات.
غير أن ما يعزز احتمالات التسوية السلمية الإشارات التي تأتي من بغداد والمفتشين الدوليين وأن التعاون بين الجانبين يتواصل مع استعداد من قبل بغداد لتدمير صواريخ «الصمود 2».
ولو كان الأمر يتعلق بالمفتشين فقط لأمكن القول: إننا ما زلنا بعيدين عن الحرب بعدة أشهر وربما بعيدين تماماً عن الحرب إذا أمكن البناء على مستوى التعاون القائم حالياً وتقرير المفتشين السابق فضلاً عن التصريحات الصادرة عن عدة مفتشين، غير أن الأمر يتعلق أيضاً بحسابات أمريكية بكل ما تنطوي عليه من استراتيجيات تتعلق بدولة صارت هي الدولة العظمى الوحيدة في العالم، وفي ذات الوقت فإن المنطقة، مسرح الأحداث توجد فيها إسرائيل التي تلقي بتأثيراتها على مجمل الخطط الأمريكية بالنظر إلى طبيعة الروابط بين الجانبين وتأثيرات الوجود الصهيوني في العواصم الكبرى.
فإسرائيل تريد الحرب وتتطلع إلى تدمير العراق وأي بلد عربي آخر لكي تضمن استمرار هيمنتها وتقدمها العسكري ولكي تستطيع أن تفرض سيطرتها على كل تحرك سلمي بالطريقة التي تحافظ بها على ما تحتله من أراض عربية.
|