كثيرون منا من يحاولون ان يكونوا صورة مكررة من الآخرين في تصرفاتهم وتعاملهم وانفعالاتهم ومواقفهم أيضا وخاصة في محيط العمل الاداري!!
إن الشخص المقلِّد كثيرا ما يفتقد للخبرة ويعتقد ان الشخص الذي كان يشغل مكانه سابقا في المسؤولية الادارية قد اتبع العديد من الاساليب والخطوات التي افضت الى نجاحه فتراه يقلد جميع تصرفاته وأساليبه للدرجة التي اعرف ان مسؤولا ناجحا كان يمارس الكتابة الصحفية من منطلق الحب والهواية فأبدع ونجح، وخلفه مسؤول آخر لشغل وظيفته فأقحم نفسه في هذا المجال «وهو الكتابة» رغم قلة خبرته وحبه لهذا المجال فظل يتخبط ويعاني في مجال بعيد كل البعد عن اهتماماته وقدراته!!
وهناك من المسؤولين من يفرط في الدقة والبيروقراطية فترى من يأتون بعده يتبعون نفس اسلوبه الاداري لتأثرهم بأسلوبه وطريقته طوال سنوات عديدة عملوا تحت اشرافه .. فيكررون أخطاءه وممارساته.
وفي الحياة العامة ومن خلال العلاقات الاجتماعية المتشابكة ترى أناساً وتقابلهم احيانا وتتعامل معهم فترى بعضهم كل يوم بوجه جديد، واسلوب جديد وقناعة جديدة، نتيجة لتقمصه شخصية قابلها وأحس في جوانبها صفة محببة له تمنى ان تكون احدى الخصال التي يتمتع بها، وتصل هذه المحاولات او الممارسات الى نجاح مؤقت لا يكاد يدوم مع عقارب الزمن ودورات ساعات الوقت وتعدد المواقف والظروف والملابسات الانسانية.
هناك من يستحوذ على اهتمام الآخرين في لقاء من اللقاءات لانه تحدث في موضوع يهم اكبر قدر من الحضور.
وهناك من يشد الاهتمام اليه حتى لو أدى الأمر أن يقلل من قدر نفسه.
وهناك من يشد الاهتمام اليه بتصرفاته وقراراته المؤثرة فيمن يحيطون به فيبقى مثلا لكل من يتعامل معه للدرجة التي تجعل ممن يحيطون به ويتعاملون معه ان يقلدوه في بعض صفاته الا ان الامر لا يجب ان يتعدى بعض الجوانب فقط وان لا يكونوا صورة مكربنة منه فلكل شخص مميزاته وعيوبه وللآخرين أيضا.
ليس شرطا ان نتحول الى مهرجين لأن الآخرين ضحكوا من نكتة شاردة في مساحة المكان، وليس شرطا ان نختلق القصص والروايات المثيرة لكي يحظى ما نقول بالاهتمام.
ليس شرطا ان نصرخ في وجوه الآخرين ونعارضهم في كل ما يقومون به من عمل نظرا لان فلان من الناس نجح في ذلك وأصبح الكثير يحسبون له ألف حساب.
إن وضع ركيزة قوية لشخصياتنا تبنى على اساس غير قابل للذوبان في شخصيات الآخرين امر على قدر كبير من الاهمية فنتحدث عندما يكون هناك داع للحديث او نصمت عندما يكون الصمت سيد الكلام.
وتصدر القرارات ونتبع اساليب العمل الاداري التي تتفق مع تصوراتنا وخبراتنا وقناعاتنا لا ان نقلد اساليب ممن سبقونا في شغل الوظيفة الاشرافية!
ان لكل شخصية إنسانية طابعاً خاصاً يميزها عن غيرها ولا يطابق اي شخصية في العالم ولو حاول الانسان ان ينسلخ من شخصيته او اسلوبه المعروف عنه ليقلد شخصاً آخر لأصبحت شخصيته باهتة بدون طعم أو لون او رائحة.
|