* وادي الدواسر تحقيق وتصوير: قبلان الحزيمي:
في وقت شهدت فيه المملكة العربية السعودية نهضة كبيرة في كافة المجالات ومنها الدعم الكبير الذي قدمه صندوق التنمية العقاري للمواطنين منذ انطلاقته عام 1395هـ بتقديم قروضه للمواطنين في كافة أرجاء المملكة ومنها محافظة وادي الدواسر التي شملتها أيادي الخير والعطاء من حكومتنا الرشيدة ولكن نتيجة الجهل وحسن النية من بعض أبناء البادية التي استغلها عدد من المقاولين نتج عنها خسائر كبيرة تمثلت في اكثر من 200 منزل في 3 تجمعات سكنية بنيت بطرق بعيدة عن التخطيط والإشراف الهندسي والمعماري وبمباركة من صندوق التنمية العقاري والجهات الحكومية ذات العلاقة في وقت كان اصحابها بداة يهرولون خلف إبلهم في مراتع الفلاة ومساقط المطر مما جعل تلك المنازل غيرصالحة تماما للسكن ولم تسكن من تاريخ بنائها أي منذ أكثر من 28 عاما وهي الآن في وضع سيىء حيث الأبواب والشبابيك مخلعة بل بعضها لم يكتمل بناؤها أصلا وما كان منها مكتملاً فقد اقترب على انتهاء عمره الافتراضي وفي ذلك هدر اقتصادي كبير يعد بعشرات الملايين من الريالات.
الجزيرة وقفت على هذه المنازل مع بعض أصحابها الذين طالبوا جميعهم بسرعة تدخل الجهات الحكومية ذات العلاقة لمعالجة الوضع.
المواطن مبارك بن مسفر آل قرموط قال: في وقت كنا فيه نسكن الخيام وبيوت الشعر مع إبلنا في منابت العشب بالصحراء سمعنا عن أن هناك قروضا تقدمها الدولة حفظها الله للمواطنين لبناء مساكن لهم مع إمكانية توكيل الغير في ذلك فقمنا بتوكيل عدد من المقاولين للاقتراض من البنك العقاري وبناء مساكن لنا بحسن نية منا على أمل أن نستبدل الخيام وبيوت الشعر بمنازل في المدينة ولكن تفاجأنا بعد عدة سنوات ان هذه المباني بنيت بشكل سيىء وأنها غير صالحة للسكن بالإضافة الى أن مواقعها في مخططات ينقصها أبسط الخدمات الضرورية لحياة الإنسان كالماء والكهرباء والهاتف ورصف الشوارع وخلافها.
أما المواطن خربوش بن فهاد الدوسري فقال: أنا لا أعرف كلام الجرائد والمكاتبات ولكن ما تراه امامك الآن من بيوت معدومة الفائدة لي ولعدد من المواطنين البدو الذين لُعب علينا وعليهم في وقت الجهل والطفرة ولم نستفد منها إطلاقا. فقلت: له ولكن يا عم ما الحل الذي تراه الآن؟ فقال: الحل بيد الله ثم بيد حكومتنا (الله يعزها) وهي من كل خير قريب ثم أردف قائلا: ولدي وغيري الاستعداد لتسليم هذه المنازل بأراضيها مقابل إبراء ذممنا من البنك العقاري، فقلت: له يا عم ولِمَ لا تحاول إصلاحها وترميمها والاستفادة منها، فقال: الأمر يحتاج الى أموال طائلة ونحن لا نملك قيمة فرشها وتأثيثها ثم أنها قد تكون غير صالحة للسكن ووضعها الآن مخيف جدا.
المواطن مسفر بن سويد بن حزام أكد ان جميع ملاك هذه المنازل تتقطع قلوبهم أسا وحزنا على وضعها السيىء الذي لن يتغير إلا بتكاتف الجميع من الأهالي والجهات الحكومية ذات العلاقة بوضع حلول مناسبة يراعى فيها الأحوال المادية المتردية لملاكها.
ويشاركه أخوه محمد بن سويد الرأي ويزيد بأن بعض اصحاب هذه المنازل قد توفاهم الله وذممهم قد تعلقت بمنازل قد لا يعرفون مواقعها أصلا سوى بالوصف وهم بجوار إبلهم في الصحراء.
مشاهدات من التحقيق:
1 وجدنا المنازل بنيت على نوعين منها ما هو شعبي يعتمد في سقفه على الأخشاب ومنها ما هو بالخرسانة المسلحة ذات الحديد الضعيف جدا وبعضها لم يكتمل بناؤه بل ومنها ما توقف على رفع الأعمدة فقط ولا نعلم ولا يعلم أصحابها هل تم استكمال صرف كافة دفعات البنك المقررة لها أم لا!!
2 وجدنا هذه التجمعات السكنية خالية تماما من أبسط الخدمات الضرورية للحياة اليومية كالماء والكهرباء والهاتف والخدمات البلدية الأخرى!!
3 أصبحت هذه الوحدات السكنية مأوى للمتسللين والمتخلفين من العمالة الوافدة وبعضها تم استغلاله كأحواش للأغنام وبعضها طمرته الرمال والبعض الآخر تهدم الكثير من أجزائه!!
4 عدد من أصحاب هذه المنازل متوفون وقد علق أولياؤهم آمالا كبيرة بإعفائهم وإبراء ذممهم.
5 في أثناء التقاط عدستنا لبعض الصور من احد سطوح هذه المنازل اتصل عليّ احد أصحاب هذه المنازل الذي صادف مروره بجوارها وقال بلهجته المحلية: (داخلا على الله ثم عليك لا تجلب علينا شر) فقلت له: الشر بعيد منا ومنك وأكدت له أنه لابد من وضع حلول لهذه المنازل ولن يتأتى ذلك إلا بطرح الأمر أمام المسؤولين فقال: (الله يدلك على ما فيه الخير) فكانت مقابلة أخرى لم نحسب لها حسابا.
6 أما وقد اصبح الأمر واقعا فلابد من وضع حلول فيها بعض التجاوزات النظامية من الجهات ذات العلاقة لمعالجة الوضع السيىء والمتردي لهذه الوحدات السكنية وإزالة ما قد يسبب منها مخاطر على المواطنين والاستفادة من الباقي بعد معالجتها هندسيا.
|