حذرت بغداد من إساءة تفسير موقفها وطالبتها بتدمير الصواريخ
فرنسا تلوح بالفيتو ضد أمريكا وتضمن مساندة عشر دول لها

* باريس الوكالات:
اعرب اكثر من مسؤول فرنسي عن معارضة بلاده اصدار قرارجديد من مجلس الامن الدولي بشأن القرار لكن وزير الداخلية الفرنسي المح الى ان بلاده تحتفظ بحقها استخدام حق النقض «الفيتو» ضد الخطط الامريكية بهذا الشأن وسط توقعات ان جلسة مجلس الامن الساخنة هذه قد تعقد اليوم الثلاثاء حيث لا يقتصر التلويح بالفيتو على فرنسا فقط بل سبقتها روسيا قبل عدة ايام.
وقال وزير الداخلية الفرنسي نيكولا ساركوزي امس الاثنين ان على بغداد ان تقدم دليلاً فورياً على انها تنزع سلاحها لكنه ترك خيار استخدام فرنسا لحق النقض «الفيتو» ضد قرار امريكي بريطاني يقدم الى مجلس الامن مفتوحا.
وقال ساركوزي في مقابلة مع محطة «ار.تي.ال» الاذاعية الفرنسية «على الرئيس العراقي صدام حسين ان يقدم الآن دليلاً ملموساً وواضحاً».
وأضاف قوله «فيما يخص حق النقض واذا كنا نريده ان يحتفظ ببعض القوة لا يجب على المرء ان يقول ما سوف يفعله من قبل ان يعرف القرار والموقف الذي سيكون عليه الحال في ذلك الوقت».
ومن جانبه اكد وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان في مقابلة مع صحيفة لو فيجارو ان بلاده مازالت تعارض استصدار قرارجديد من مجلس الامن بخصوص العراق مشيرا الى انه يتعين على بغداد ان تدمرالصواريخ المحظورة.
وجاءت تصريحات الوزيرين في الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة لطرح مشروع قرار جديد لاجبار بغداد على نزع سلاحها قائلة ان الرئيس صدام حسين لا يتعاون بشكل كامل مع مفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة.
وذكرت مصادر دبلوماسية في باريس أن فرنسا تتوقع أن تقدم الولايات المتحدة اقتراحها اليوم الثلاثاء.
وأعرب دبلوماسيون فرنسيون مساء «الاحد» عن قدر أكبر من المعارضة لاصدار قرار جديد، ويشاركهم الرأي، فيما نقل، عشر دول أخرى من أعضاء مجلس الامن الذي يضم 15 دولة.
وقال فيلبان في المقابلة الصحفية «المفتشون يؤكدون وجود تقدم، وهذا هو السبب في هذا الاطار وراء اعتراضنا على اصدار قرار جديد مثلما قال الرئيس شيراك ».
وتملك فرنسا التي تتصدر المعارضة الدبلوماسية لأي حرب محتملة تقودها الولايات المتحدة لفرض نزع سلاح العراق حق الاعتراض «الفيتو» في مجلس الامن الدولي ولكنها حذرت بغداد من إساءة تفسير موقفها.
وقال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية جان فرانسوا كوبيه لاذاعة اوروبا1 الفرنسية انه على العراق الامتثال لقرارات الامم المتحدة بتدمير الصواريخ المحظورة.
واضاف «لا يسعنا سوى ان نوضح مدى اهمية امتثال العراق لهذه المطالب لانني اعتقد انه يتعين على الناس ان يدركوا هذا وإلا فإن الناس سيرتكبون خطأ حقيقياً فيما يتعلق بتفسير الموقف الفرنسي، فرنسا لا تبدي اي نوع من التساهل فيما يتعلق بالعراق، هذا غير وارد».
وامر هانز بليكس كبير مفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة العراق بالبدء في تدمير صواريخ الصمود 2 بحلول اول مارس آذار قائلا انها تتجاوز المدى الذي حددته الامم المتحدة في عام 1991م، واعلن العراق انه يدرس بجدية مسألة التدمير هذه.
وقال فيلبان انه يجب ايضا على العراق ان يدمر المواد الخاصة بالحرب الكيماوية والبيولوجية اذا اثبت مفتشو الامم المتحدة ان العراق ما زال يملك مثل هذه المواد، وتنفي بغداد انها تملك مثل هذه الاسلحة.
واردف قائلا ان التعجيل بالعمل العسكري يجازف بزيادة الفوضى العالمية وسط ازمات دولية متزايدة بما في ذلك «الارهاب والازمات الاقليمية»، وقال «من الضروري ان يكون هناك تصميم وضبط النفس لاحترام هذا قرار».