الكثير من المشكلات النفسية والأسرية والاجتماعية.. الخ، تأتي من الوعي العميق ب «الحقيقة..» فإذا وعى الإنسان حقيقة الدنيا مثلا.. وما فيها من شقاء وكد وتعب وأن طموحه كثيراً ما يتهشم.. إذا وعى ذلك بشكل مفرط أصيب بمشكلات نفسية أو على أقل تقدير أصيب بإحباط.
هذه المشاعر السلبية العميقة تحدث ردة فعل سلبية تظهر في:
«اعتزال الناس، الإحجام عن العمل، الشك في تحقق الطموح، اللوم.. الخ.وينطبق هذا الأمر على الوعي العميق بحقيقة سلوك الناس السلبي، مشكلة المخدرات، الأحداث السياسية، الكوارث، الموت.. الخ.الحقائق بطبعها مرة.. والتركيز عليها لوحدها يتعب الإنسان.. لذلك لابد للإنسان من مساحة من «الخيال» يعيش فيها.. لأن الخيال يعطي الإنسان طاقة.. ودافعية.. وراحة نفسية.. بالطبع بالصورة الإيجابية وليس بالصورة السلبية..
لذلك يقال إذا أردت أن يتقبلك الناس خاطب فيهم خيالاتهم ومشاعرهم.. وقلل في محادثتك لهم من ذكر الحقائق الاجتماعية والكونية لأنها تصيبهم بالإحباط والبؤس والألم.
المسألة هنا ليست في تجاهل الحقيقة الاجتماعية بقدر ما هي في محاولة تجنيب الإنسان أمراض السكر والضغط والقولون والكآبة باعتباره أضعف من أن يقاوم سنة كونية تجري على كل البشر.
| 
