Monday 24th february,2003 11106العدد الأثنين 23 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

9/1/1390هـ - 17/3/1970م - العدد 285 9/1/1390هـ - 17/3/1970م - العدد 285
من ذكريات الزيارة التاريخية التي قام بها سمو ولي العهد المعظم إلى واشنطن:
حديث صحفي شامل صرح به سموه لمجلة أمريكية ينشر للمرة الأولى
حكومة جلالة الملك تؤمن بأهمية العلم طريقاً للتقدم والازدهار

سمو الأمير خالد بن عبد العزيز ولي العهد المعظم ونائب رئيس مجلس الوزراء، كان له أكثر من لقاء مع الصحافة والصحفيين، خلال زيارته التاريخية منذ بضعة شهور إلى الولايات المتحدة الأمريكية وقد تفضل سموه بالترحيب بهذا اللقاء مع أحد الصحفيين العرب المسلمين في واشنطن، يسرنا أن ننشره فيما يلي نظراً لشموله وتركيزه:
الصحفي - تعتبر عائدات النفط بوجه عام مصدر الدخل الرئيسي للمملكة العربية السعودية، فهل لدى حكومتك أية خطط لتنويع مصادر دخلها بدلاً من الاعتماد كلياً، تقريباً، على النفط؟
الأمير خالد - ما من شك في أن البترول يؤمن معظم عائدات المملكة وادراكاً من الحكومة لخطر الاعتماد كثيراً - ان لم يكن كلياً - على مصدر واحد للدخل القومي، بادرت في السنوات الأخيرة الى اتباع سياسة التوسع الاقتصادي، وذلك عن طريق ايجاد مصادر أخرى ثابتة ودائمة للدخل، فانشأت المؤسسة العامة للبترول والمعادن، وتعرف ب«بترومين» للتنقيب عن الموارد المعدنية، والبترو كيميائية، والبترولية في أراضي المملكة واستغلالها، وقد تم حتى الآن اكتشاف عدة مصادر معدنية في البلاد، وبدأنا في استغلال بعضها، وكان من نتائج الجهود التي قامت ولا تزال تقوم بها مؤسسة «بترومين» بناء مصنع للحديد والصلب في جدة وتأسيس شركة لصناعة الأسمدة «سافكو» في الدمام، وبناء مصفاة للنفط في جدة، ومصنع لانتاج الكبريت ومشتقاته في المنطقة الشرقية. وثمة مشروعات اقتصادية أخرى تعكف مؤسسة البترول والمعادن على دراستها - تمهيداً لتنفيذها خلال السنوات القليلة القادمة.
وتكرس الحكومة كذلك الكثير من اهتمامها لعدد من المشروعات الزراعية، وقد تم بناء العديد من السدود والخزانات المائية، وعبدت الطرق في المناطق الزراعية لتسهل نقل المنتجات الزراعية إلى الأسواق، ومن منطقة إلى أخرى، كما زادت المساحات المزروعة بصورة ثابتة خلال الأعوام الأخيرة. وفي نفس الوقت تعنى الحكومة برفاهية المزارعين وتحسين مصادر دخلهم، وقد أنشئ البنك الزراعي من أجل منح قروض دون فائدة للمزارعين لمساعدتهم في شراء المعدات، والتقاوي والأسمدة.
الصحفي - هل اتخذت الحكومة السعودية آية خطوات من أجل استصلاح واستغلال المناطق الصحراوية والأراضي الساحلية؟
الأمير خالد- الواقع أننا نقوم باستصلاح مساحات كبيرة من الأراضي الصحراوية، فبموجب مشروع فيصل، مثلاً، نوطن ونقدم لهم الأراضي المروية لزراعتها ويؤمن لهم المشروع كذلك رؤوس الأموال والمعدات الزراعية اللازمة.
وعلى طول شواطئنا تشجع الحكومة الأهلين على تنمية مصايد الأسماك، وصناعة تعليب السمك والجمبري للتصدير، وفي الدمام الآن مصنع يملكه مواطن سعودي بالمنطقة ويصدر الفائض من انتاجه، ولا سيما الجمبري المعلب، إلى بلدان كثيرة في أنحاء العالم بما فيها الولايات المتحدة، وثمة مصنع مماثل قد تم بناؤه في جدة حديثاً.
الصحفي - هل تشجعون مساهمة رؤوس الأموال الخاصة في المشروعات الانمائية في العربية السعودية؟ وما الذي فعلته الحكومة من أجل اجتذاب رؤوس الأموال الأجنبية؟
الأمير خالد - ان حكومتنا تشجع رؤوس الأموال الوطنية والأجنبية، على التثمير في المشروعات الاقتصادية والصناعية الهامة، وقد صدرت مؤخراً عدة قوانين وأنظمة في هذا المجال للتشجيع على زيادة ا لاستثمارات الخاصة.
وتؤمن الحكومة للشركة المستثمرة الأرض اللازمة لبناء" مصانعها عليها. وتعفى المعدات والمواد الضرورية لهذه المصانع من الرسوم الجمركية، وتعفى الشركة أيضاً من ضريبة الدخل خلال السنوات الخمس الأولى من تأسيسها. وفي مجالات أخرى تتلقى ا لشركات السعودية مساعدة مالية من الحكومة للتغلب على أية صعاب مالية قد تواجهها.
ومن بين أهم صناعاتنا الوطنية: صناعة الأسمنت والجبس، وانتاج الطاقة الكهربائية، والغاز الطبيعي والبلاستيك، والكبريت ولدينا مصانع حديثة لانتاج قطع الغيار للسيارات، وتعبئة للتمور، وتصنيع الجمبري والأسماك للتصدير، بالاضافة إلى عدد من المشروعات الصناعية الأخرى.
الصحفي - يتزايد باستمرار عدد الطلبة السعوديين الذين يسافرون الى الخارج لاكمال تحصيلهم العالي فهل يشكل هذا جزءاً من برنامج حكومي يهدف إلى توفير قسط أكبر من المهارات الفنية في البلاد؟
- الأمير خالد: ان التعلم، كما تعرف جيداً هو عامل مهم جداً من عوامل تقدم الأمم، وبدونه، ما من أمة تستطيع تحقيق أي تقدم وازدهار لشعبها وبلادها، ومنذ سنوات عديدة وحكومة المملكة العربية السعودية تكرس الاعتمادات الكبيرة لحقل التعليم، ولزيادة فرصه، وتعتبر ميزانية وزارة المعارف من أكبر الميزانيات في البلاد، وذلك بقصد توفير العدد الكافي من المدارس في جميع انحاء المملكة، ولدعم جامعاتنا وكلياتنا واتاحة مجالات التعليم لابنائنا، وقد أنشأت الحكومة كذلك برنامجاً لارسال الطلبة المؤهلين الى الخارج لمتابعة دراستهم على مستويات عالية، بحيث يستطيعون الاسهام بصورة بناءة، في تعزيز نهضة البلاد وبناء أمة أقوى وأرقى، على أسس وطيدة راسخة، ويوجد في الوقت الحاضر حوالي ألف طالب سعودي يدرسون في الولايات المتحدة تحت اشراف وزارة المعارف السعودية، ومعظمهم يتخصصون لنيل شهادة الأستاذية أو الدكتوراه في شتى الحقول. ويوجد أيضاً طلاب سعوديون في معظم البلدان العربية وفي بعض البلدان الأوربية، حيث يدرسون بموجب منح من الحكومة السعودية.
الصحفي - تقوم المرأة في الكثير من البلدان، بأدوار متزايدة الأهمية في مجال التنمية والتطوير، فإلى أي مدى تشترك المرأة السعودية في مثل هذه النشاطات؟
الأمير خالد: الواقع ان المرأة السعودية تلعب دوراً متنامياً في مجتمعنا، وأحد الأسباب الرئيسية لذلك هو القرار الذي اتخذته الحكومة بجعل التعليم متاحاً للفتاة والشاب على السواء وعلى جميع المستويات - الابتدائى والثانوي والجامعي، ولا شك في أن العدد الكبير من الفتيات السعوديات اللواتي يدرسن حالياً في المعاهد العالية والجامعات سيقمن بدور فعال وبناء في مستقبل البلاد. وحتى في الوقت الحاضر نجد أن المرأة السعودية المتعلمة تعمل في حقول شتى تلائم سجيتها، وبيئتها، وتربيتها الإسلامية، وهناك كثيرات يعملن كمعلمات، أو طبيبات، أو ممرضات والبعض منهن بلغن مركزاً عالياً في هذه الحقول.
الصحفي - إن نوع الحياة التي يعيشها البدو يجعل من الصعب، إلى درجة ما، تنفيذ البرامج الصحية والطبية في نطاق مجتمعاتهم فما الذي تفعله الحكومة من أجل تنمية وعيهم وتفهمهم للمشاكل الصحية، وتوفير الخدمات الصحية لهم؟
الأمير خالد - تؤمن الحكومة للبدو، ولا سيما الرحل منهم، الخدمات الصحية والتعليمية المجانية عن طريق الوحدات الصحية والطبية المتحركة، وكل واحدة من هذه الوحدات مجهزة بطبيب، وممرضة متخصصة، وبجميع المعدات الطبية اللازمة، وفي الحالات الخطيرة الطارئة، يصار أحياناً إلى نقل المريض، على نفقة الحكومة إلى أقرب مستشفى حكومي للمعالجة. ولدينا كذلك مدارس ومكتبات متنقلة لابناء البدو، يتلقون عن طريقها أيضاً التعليم الصحي.
الصحفي - الذي ألاحظه ان الكثير من البلدان النامية توسع من استخدام التلفزيون في الحقل الاعلامي بقصد تنوير الجمهور وتثقيفه، وتوسيع افق معلوماته، وتفهمه للاحداث الجارية في وطنه وفي الخارج، فإلى أي مدى تنتهج حكومة العربية السعودية هذه السياسة؟
الأمير خالد - على الرغم من أن عمر التلفزيون في المملكة العربية السعودية لا يتجاوز البضع سنوات. فإن تأثيره كان عظيماً في مجالات كثيرة، ووجود المحطات التلفزيونية في أجزاء مختلفة من البلاد قد ساعد على نشر المعرفة وتثقيف الشعب في حقول العلم والصحة، والزراعة ومن شأن التلفزيون أيضاً أن يزيد من وعي الشعب للأحداث التي تجرى حوله، ويتم هذا كله في اطار تقاليدنا وتعاليم ديننا الإسلامي.
الصحفي - ان المسلمين في أنحاء العالم يقدرون الجهود المتواصلة التي تبذلها حكومة المملكة العربية السعودية لضمان سلامة الحجاج وراحتهم وتسهيل تنقلاتهم خلال موسم الحج. فهل في نية الحكومة توسيع هذه النشاطات في المستقبل؟
الأمير خالد - نحن في السعودية لا نعتبر الحجاج ضيوفنا فحسب، بل وضيوف الله أيضاً، ومن أجل ذلك فاننا نسعى جهدنا لاحاطتهم بجميع ضروب الرعاية، وتوفير التسهيلات والخدمات الضرورية، ومعاملتهم خير معاملة والسهر على راحتهم، والعناية بهم. وهكذا ترى أن جميع الأماكن التي يؤمونها تربط بينها شبكة حديثة من الطرق المعبدة، وتوجد وحدات متحركة للاسعاف الأولي تؤمن للحجاج المعالجة المجانية. وطوال موسم الحج يظل الألوف من رجال الشرطة في حالة تأهب لمساعدة الحجاج على التنقل بامان واطمئنان، وسهولة مطلقة، سواء لأداء مناسك الحج أم لزيارة. واتخذت الحكومة أيضاً جميع التدابير والاجراءات الصحية الحديثة للحيلولة دون تفشي أي مرض. وما زالت منظمة الصحة الدولية تشهد، منذ سنوات كثيرة، بنظافة مناطق الحج وتمتدح الخدمات الصحية المتوافرة للجميع وفي شتى انحاء البلاد.
ورغم ذلك، فنحن لا نعتبر هذا كافياً في حد ذاته، وندرس الآن وسائل أخرى جديدة من أجل توفير المزيد من الخدمات وأسباب الراحة للحجاج، من ذلك مثلاً، توسيع ميناء جدة، واضافة توسعة أخرى في المسجد الحرام بمكة المكرمة بحيث يتسع لمئات الألوف من المصلين.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved