نشرت الجزيرة بتاريخ 5/11 حواراً اجري مع وكيل وزارة البلديات المساعد الدكتور الخضير تحدث فيه عن الإستراتيجية العمرانية.. وعن سعي الوزارة لإيجاد قاعدة اقتصادية للمدن الصغيرة وعن النمو الطبيعي وغير الطبيعي للسكان.. إلى أن قال ان عدد سكان مدينة الرياض سيصل إلى (9) ملايين عام (2010)م.. وان النمو في المدن يخيف الجميع والسبب في وجود الجريمة بل واتساعها.
هنا ابدي رأياً متواضعاِ لربما يهتم به الاستراتيجيون في العمران والسكان، لاشك أن المدن تتسع ويزداد سكانها وتجارها وكذا مجرموها مادام ان كل شيء يوجد وينشأ في تلك المدن.. فلماذا جميع المستشفيات الكبيرة والمهمة؟.. ولماذا الجامعات والكليات والمعاهد؟.. ولماذا المصانع والمعامل؟.. ولماذا المدارس المتخصصة؟ ولماذا؟.. ولماذا؟.. تحصر هذه في المدن مما تسبب في تضخمها سكاناً واجراماً.
لماذا لا نقسم الجامعات مثلاً.. جامعة الإمام وجامعة الملك سعود إلى ثلاثة أقسام، قسم وهو الذي يكون الاقبال عليه قليلاً يثبت في الرياض.. وقسم مثلا يجعل في الخرج.. (السهبا أو السيح) والثالث مثلا في الجبيلة أو جلاجل ونضيف اليها عدد المصانع والمعامل المختلفة الانتاج؟
لماذا لا ننقل مستشفى الامراض الصدرية مثلا إلى ثادق ونضيف اليه مستشفى ولادة وعشرين مصنعاً مختلفاً بلاستيك، وورق، أوان، مفروشات،... وهلم جرا.
لماذا لا نجعل كلية الطب مثلا في جامعة الملك سعود في ضرما وبجانبها مستشفى جامعي.. وندعم هذه المناطق بمعاهد فنية وتقنية ايضاً؟
وإلى جانب تلك تعمل مشاريع اسكان بسيطة وميسرة للعاملين بتلك الجامعات والمستشفيات والمصانع.. وهكذا نحل مشكلة تضخم السكان في المدن، والعلم الاكيد ان جميع هذه الجامعات والمستشفيات والمصانع تشكل نسبة من السكان لا تقل عن (5 10%) من سكان المدينة. تصوروا كم سيكون سكان جلاجل أو السهبا أو السيح أو ثادق من بعد تلك السنوات السبع الباقية؟ سيقفز عدد سكانها من الآلاف الى عشرات الآلاف وسينخفض سكان المدينة على الاقل بقدر نسبة النمو 8% اضف الى ذلك ما يحتاجون اليه من مدارس بنين وبنات على اختلاف مراحلها واسواق وورش على اختلاف اختصاصاتها.
وبهذه الطريقة نخفف من ذلك التضخم المخيف وتكبر تلك المدن الصغيرة ايضا الى الحد المعقول ولن يحل التضخم السكاني وتنخفض الجريمة إلا بهذه الطريقة.. قد يقول قائل: هذه المستشفيات أو الجامعات بعيدة عن الرياض.. نقول هذا هو المقصود فالمريض بدلاً من أن يأتي من الخرج الى مستشفى صحاري يذهب إليه في جلاجل مثلا ونقول بدلاً من أن يأتي احد من القصيم ليواصل دراسته في جامعة الامام نقول قصرنا عليه المشوار في ثادق وستكون في البداية غير مقبولة ولكن في النهاية ستكون عين الصواب فلعل هذا الرأي المتواضع يدعم الاستراتيجية السكانية والعمرانية.. والله الموفق.
صالح العبد الرحمن التويجري
|