في ص «33»، نجد عنوان الموضوع: «نحو انتفاضة ثقافية شابّة للإبداع!»، وعندي أنه يكفي العنوان: «نحو انتفاضة ثقافية»، ولا مانع، إذا كان لا بد من إضافة كلمة - شابة -، كان الحديث عن مؤسسة الفكر العربي، وهو المشروع الذي نهض به الأمير خالد الفيصل.. والذي يرجوه كل مواطن مخلص، أن ينجح هذا المشروع، ويحقق أهدافاً رائدة، والمثقف العربي، الذي يطمح إلى مثل هذا المشروع الذي يحقق آمال الطامحين من المثقفين في الوطن العربي، ليؤتي إن شاء الله ثماره المرجوة، على مستوى الأمة العربية والإسلامية معاً، وقبل ذلك، يحقق آمال الأمير الطموح.. ولست أتعجل الزمن، وأجنح إلى شيء من تشاؤم، انطلاقاً من الأحداث الجمة، التي تقلق العالم من أخطار الحروب والتهديدات التي نرجو الله أن يبعد عن أمتنا أوزارها، بأن تتراجع القوى الكبرى عن الوعيد والتهديد، وهي تدرك، والعقلاء يدركون، أن الحروب تدمير للحضارة والحياة والآمنين في الأرض.. ولن يقع شيء في الكون إلا بمشيئة الله وإرادته، لأنه سبحانه الفعّال في الأمور كلها، يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد.!
* الحق أنني لا أريد المضي في تفلية الكتاب الذي بين يديَّ، لأكتب ما يعن لي، وأتوقف عند كلمات وجمل وعناوين، وهي ليست فصولا، ولكن فيها شيء من رأي، يطمح إلى الأجمل والأبلغ في بيان لغتنا العربية.. وأنا أرجو ألا يضيق الأخ الأستاذ عبدالرحمن ذرعا بهذه الملحوظات العابرات، وهي ليست أكثر من تنويه وتقدير، لمن أفضل بالإهداء الجميل.!
* في ص «35»، ويصادفنا عنوانها: «نعم.. الصمت فضيلة.. ولكن»، وأنا أوثر أن يكتفى ب:«الصمت فضيلة.!»، ثم يقول الكاتب ما يعن له في النص.! ونقرأ في الشطر الثالث قول الكاتب: «لأن التعليم يعتمد في معظم طقوسه التلقين»، وقد عزت كلمة - طقوس - أقلام الصحافيين وبعض الكتاب، وهو تعبير طارئ، وقد لا يسيغه أنماط من الكاتبين والقراء.. وكنت أحب أن يسبق كلمة - التلقين - حرف جر على، فذلك أجدى عندي، وأتجاوز الجار والمجرور - لذا -، وكلمة - لهذا -، قد تكون أجمل.. وأريد أن أقول إن هذا التعبير ناضج، ومستواه يتجاوز كاتب في المرحلة الإعدادية.! ولعل كاتبنا كان عنده نضوج مبكر يحمد ويحسب له.!
* والحقيقة، أن ما جاء في هذا الموضوع، كلام جميل، لأنه يحث على الفضائل، وتذكير الناس بالبعد عن الباطل، وأن يلقنوا أبناءهم ما هو خير، وحقاً إن الصمت تعبير، وأبلغ من تعبير في بعض الأحيان.! وفي ص «37»، - أنفاس في الهواء الطلق -، تحدث الكاتب عن الهيمنة في - العولمة الثقافية والاقتصادية، التي تزحف من الغرب ومن الشرق -، وإنا لنرجو الله أن يجنبنا مساوئها وأوضارها.! في المقطع الثاني من الصفحة نفسها، يتحدث الكاتب عن التغير الثقافي في العالم، إلى أن يقول: «لكن يجب ألا يقاس بالسرعة التي تتم في مجتمعات أخرى».. والصحيح أن يقال: «لا يقاس على السرعة - ذلك أننا نقول في كلامنا البليغ: لا يقاس عليه».!
* و في ص «38»، كلام ومعان ذات جمال.. ولعل «أحداً» في المقطع الثاني في قوله: هل يسخر مني أحداً خطأ مطبعي، وهو قد قال في أول سطر من المقطع، هل يسخر مني أحد،.. وجميل أن يقول الكاتب في آخر سطر من هذا المقطع: خير لنا.. أن نوقد شمعة من أن نلعن الظلام»، وليته قال: من أن نذم الظلام».! وفي السطر قبل الأخير قال: رغم ذلك كله، أزعم أن بعض تفقد عذرية الجمال»، وعندي أن كلمة - بهاء - أمتع من العذرية.
* في ص «39» نقرأ تحت تعريفات مجنحة، وفي السطر الثاني: «الموت المحطة الأخير لقطار العمر»، وهو خطأ مطبعي في سقط «ة» من كلمة الأخيرة.. وفي السطر قبل الأخير، يقول كاتبنا: القمر: فقد عذريته يوم «وطأته قدم الإنسان.!».. وأقول للأخ عبدالرحمن، إن جمال البدر باق بقاء الحياة، وإن قاصديه قد هبطوا على الجانب المظلم منه، وإن التشبيه بالبدر باق في أخيلة الشعراء والمحبين أبد الدهر.!
* في ص «40»: مرحبا.. بالرياض عاصمة الثقافة.. ولكن!.. وعندي أنه يكفي أن يكون العنوان: «الرياض عاصمة للثقافة».. وفي أول كلمة من المقطع الثاني نقرأ إذن، فقرار اختيار الرياض عاصمة للثقافة» إلخ.. أقول إن - إذاً يكتب هكذا أصح، وإن كنا نرى مثقفين وكتابا يكتبونها هكذا إذن .
|