Monday 24th february,2003 11106العدد الأثنين 23 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

يارا يارا
استفيدوا من خبرة وزارة المعارف
عبدالله بن بخيت

أعلن مؤخراً أن هناك عدداً من الجامعات الجديدة ستفتتح في العام القادم. وحسبما فهمت فهي ليست جامعات جديدة بالمعنى الدقيق وإنما هي اقتطاع فروع من جامعات موجودة وإعطاؤها أسماء جديدة. على كل حال هذه ليست مشكلة. فمسألة التعليم لا تثار في الصحافة والأوساط الاجتماعية إلا مع بداية الموسم الدراسي أي أنها قضية موسمية مثل حساسية الربيع. المشكلة في خريجي هذه الجامعات.. أين سيذهبون بعد التخرج؟ ولكن دعنا نقول إن العاطل الجامعي أرحم من عاطل الثانوية. يعني أن الجامعات تسكت الشاب أربع أو خمس سنوات وعندما يتخرج تكون توترات المراهقة قد اختفت من عقله وجسده. عندها يستطيع الشاب المتعلم أن يجلس في بيت أهله هادئاً يتفرج على القنوات الفضائية حتى فجر اليوم التالي. ولا شك أن أربع سنوات من الجلوس على مقاعد الجامعة سوف تحسن قدرته على الجلوس في الملحق والتفرج على القنوات الفضائية. وإذاكان ممن يفضلون السهر في القهاوي فأكيد أن قدرته على انتقاد المعسل المناسب ستكون أكثر تطوراً وستترك أثر عظيما على مستقبل صناعة المعسل في المملكة. وحتى إذا سافر وأحدث مشاغبات خارج البلاد فمن المؤكد أنها ستكون مشاغبات جامعية تختلف عن مشاغابات شاب الثانوية الله يهديه.
وإلى جانب هذه الجامعات المقتطعة سمعنا أنها هناك تراخيص كثيرة لإنشاء جامعات أهلية مما يعني أن هناك خطة سرية لتجفيف منابع عطالة المراهقين والطواقي الطربوشية.
اقترح على المسؤولين في وزارة التعليم العالي قبل السماح بتأسيس الجامعات الأهلية البدء في التقليل من مستوى التعليم في الجامعات الحكومية التي تقدم إعانات لطلابها. وأقصد أن يكون مستوى التعليم والتسهيلات فيها أقل بشكل واضح عنه في الجامعات الأهلية وأن تعمل وزارة التعليم العالي منذ الآن على خفض ميزانية صيانة المباني والمعامل وغيرها حتى تتأثر وتصبح دائماً أقل من مثيلاتها الجامعات الأهلية. قد يكون في هذا الاقتراح شيء من الغرابة ولكني أري أنه ضروري جداً حتى يحصل كل طالب سعودي على حصته من التعليم الجامعي. وبذلك نرفع من المستوى التعليمي لكل العاطلين في المملكة.
وهذه الخطة ليست من ابتكاري فهي خطة تعمل بها وزارة المعارف منذ زمن بعيد وحققت نجاحات مشهودة.. كما نعرف جميعا تركت وزارة المعارف المدارس الحكومية بلا صيانة ولا معامل ولا مكيفات حتى أصبح بعضها مثل «...» مما دفع الذوات والأغنياء إلى الهرب بأبنائهم إلى المدارس الأهلية فأتاحوا الفرصة لأولاد الفقراء في الحصول على حق التعليم المجاني.

فاكس: 4702164

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved