Monday 24th february,2003 11106العدد الأثنين 23 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وزير الصحة لـ « الجزيرة » مستغرباً المبالغة في وصف الأحداث: وزير الصحة لـ « الجزيرة » مستغرباً المبالغة في وصف الأحداث:
هذه تفاصيل ما حدث في «مشفى عرفات» وحالات الإغماء في «الجمرات»
يجب التفرقة بين «الزحام» و«التزاحم» ولا مجال للتقصير في الخدمات الإسعافية

  حاوره : محمد العيدروس:
استغرب معالي وزير الصحة الدكتور أسامة شبكشي من المبالغات التي صاحبت موقفين صغيرين حدثا في عرفات حينما تزاحم مجموعة الحجيج على المشفى.. وما قيل عن حالات إغماء في الجمرات تجاوزت الـ200 حالة وتأخر وصول سيارات الإسعاف.
وفند معاليه في حديث ل«الجزيرة» جميع الحقائق. وقال: «يجب أن نفرق بين الزحام والتزاحم، فمن الممكن أن يكون هناك زحام بدون مشاكل».
وروى د. شبكشي موقف طفل تاه من ذويه مع زحام الحجيج وعلاجه للعديد من كبار السن خلال جولاته الميدانية.
وزير الصحة أكد أن الوزارة استحدثت 7 مستشفيات في مزدلفة ومنى وعرفات بسعة «2697» سريراً و84 مركزاً و70 سيارة إسعاف كبيرة و 65 صغيرة. وفيما يلي الحديث:
* بذلتم معالي الوزير جهداً ميدانياً خلال موسم الحج وأشرفتم على كل صغيرة وكبيرة.. نتساءل ما أكثر ما أقلقكم خلال موسم الحج؟
الحمد لله رب العالمين الذي منّ علينا بالمشاركة في خدمة حجاج بيته العتيق، وأن أي مجهود مهما كان كبيرا وشاقاً فهو أمر هين وسهل في مقابل هذا الشرف العظيم، وقد منح سبحانه وتعالى لبلادنا هذا الخير وهذه النعمة منذ أن وضع جلت قدرته بيته الحرام بمكة المكرمة وحتى قيام الساعة، وقد قيض سبحانه وتعالى لهذه الأرض الطاهرة قيادة حكيمة ديدنها العطاء بلا حدود، حيث سخرت حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام - حفظهم الله - كافة الامكانات البشرية والمادية لخدمة ضيوف الرحمن، وتعد وزارة الصحة من أبرز هذه الامكانات حيث تم وضع خطة صحية متكاملة وشاملة لكافة الخدمات الوقائية والعلاجية والإسعافية للحجاج وإن متابعاتي الميدانية خلال أيام الحج هي استكمال لعمل بدأناه منذ نهاية موسم حج العام الماضي بعقد الاجتماعات مع مسؤولي القطاعات المختلفة بالوزارة ودراسة تقارير الأداء ثم العمل على تجاوز وتصحيح أية ملاحظات، وما يستتبع ذلك من وضع خطة جديدة متطورة للموسم القادم، والقيام بزيارات ميدانية للمستشفيات والمراكز الصحية بالمشاعر المقدسة والعمل على تجديدها وتطويرها، ويأتي ذلك إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين بالعمل على تقديم أفضل مستويات الخدمات الصحية للحجاج ولله الحمد أدى ضيوف الرحمن الحج بدون مشاكل كبيرة بالمقارنة بالعدد الضخم للحجاج والزحام الشديد الذي شهدته مناطق المشاعر المقدسة.
* ترددت أنباء عن حدوث «مشكلة ما» في مستشفى عرفات وتعددت الروايات.. البعض قال حدث انهيار وآخرون أشاروا إلى أنه تزاحم. ما الحقيقة؟
- الحقيقة أن شعائر الحج يتم نقلها على الهواء مباشرة خلال كافة وسائل الإعلام المحلية والاقليمية والدولية، كما أن إدارة الإعلام الصحي والعلاقات تقوم بالاتصال المباشر مع كافة وسائل الإعلام، وبالتالي لا مجال لإخفاء حقيقة ما.. والذي حدث في مستشفى عرفات ليس إلا تزاحماً من الحجاج في العيادات الخارجية صعد البعض منهم إلى أسقف هذه العيادات، وقد تعاملت الفرق الطبية والمساندة وتم إخلاء المنومين مؤقتاً من الحجاج في هذه العيادات حرصاً على سلامتهم ولم تحدث أضرار أو إصابات فقد كان مجرد زحام وتم فضه في حينه بدون مشاكل تذكر.
* طبقتم معالي الوزير.. مفهوم العمل الميداني المباشر مع الحجاج، كيف كان يبدأ برنامجكم، وما هي أبرز المواقف الإنسانية التي شدتكم؟
- إن أعمالنا في اللجان التحضيرية لموسم الحج طوال العام كانت تستتبع بالضرورة المتابعة الميدانية للوقوف على مدى دقة تنفيذ وتفعيل ضغط وزارة الصحة لخدمة ضيوف الرحمن وإن ذلك لا يتم بالإشراف المكتبي ولكن بالعمل الميداني، لأن أيام الحج محددة والأمر لا يحتمل أية إجراءات إدارية في حالة حدوث شيء لا سمح الله ولهذا أحرص على التحرك الميداني في كل المرافق الصحية طوال فترة الحج لتذليل أي مشاكل أو عقبات في الحال، فالحجاج يمثلون كل دول العالم والعمل على خدمتهم لا بد أن يكون بالمستوى الذي يليق بمكانة المملكة دولياً. وقبل كل ذلك فإن هذه الخدمة شرف وثوابها عظيم.
ونسأل الله أن يكون عملنا وعمل كل منسوبي الوزارة يحقق طموحات ولاة أمورنا في تقديم أفضل الخدمات الصحية لضيوف الرحمن.
أما بالنسبة للمواقف الإنسانية فهي كثيرة ولعلك تريد منها الطفل الذي التقيته أثناء إحدى الجولات الميدانية تائهاً عن والديه وكان يبكي وقمت بطمأنته حتى هدأ وكف عن البكاء ثم أخذوه لإحدى نقاط تجمع التائهين عن ذويهم من الكبار والصغار حيث يتردد على هذه النقاط الآباء والأمهات للسؤال عن أولادهم التائهين، وقلت للاخوة الذين تسلموا هذا الطفل إن لم تجدوا والديه أعيدوه إليّ مرة أخرى وسوف أتولى بنفسي عودته إلى أهله ولكن يبدو أنه وجد أهله والحمد لله، كما وفقني الله تعالى الى علاج العديد من المرضى وخصوصا كبار السن وذلك أثناء الجولات الميدانية.
* حالات الإغماء التي حدثت في الجمرات يقال إنها «200» حالة هل سببها تأخر سيارات الإسعاف؟
بداية لا بد أن نفرق بين الزحام والتزاحم فمن الممكن أن يكون هناك زحام بدون أي مشاكل طالما لم يحدث تزاحم، وهذا ما تم في كل أماكن المشاعر المقدسة، ولكن التزاحم الذي حدث في الجمرات هو سبب حالات الإغماء التي لم يتجاوز عددها عشرين حالة وليست مائتين، ولم يكن سببها تأخر وصول سيارات الإسعاف.. لماذا؟.. لأن على جسر الجمرات كانت توجد «5» فرق طبية ميدانية مجهزة وهي التي تولت علاج حالات الإغماء في نفس المكان وتم نقل الحالات إلى المستشفيات.
ونظراً لمعرفتنا المسبقة من الأعوام الماضية بالمخاطر التي يمكن أن تحدث أثناء رمي الجمرات فقد تم الاستعداد الطبي المتكامل من سيارات إسعاف كبيرة مجهزة بالإضافة إلى سيارات الإسعاف الصغيرة التي تستطيع التحرك في مناطق الزحام بسهولة وبالتالي لا مجال للتقصير في تقديم الخدمات الإسعافية السريعة وكان السبب هو التزاحم، وأرى أن هذا الأمر يتطلب حملات توعوية وإرشادية للحجاج في بلادهم وقبل قدومهم إلى الحج حيث إن الجهات المعنية بالمملكة مثل وزارتي الداخلية والإعلام وغيرهما يبذلون جهوداً ضخمة مضنية من أجل توعوية الحجاج وتحذيرهم من التزاحم أثناء أداء المناسك وذلك يؤتي ثماره ولكن الأمر يتطلب تضافر جهود الجهات المعنية في بلدان العالم الإسلامي.
* كم بلغت أعداد السيارات والمراكز الصحية المنتشرة حول الجمرات وهل لديكم رقم إجمالي بعدد الحالات التي باشرتموها في المشاعر؟
في ظل أهمية هذه البقعة - كما قلت - كانت وزارة الصحة حريصة على تكثيف تواجد الفرق الطبية الإسعافية تحسباً لأي حالات طوارئ، حيث توجد في منطقة المشاعر المقدسة «7» مستشفيات في مزدلفة ومنى وعرفات بسعة «2697» سريراً عند الزيادة، و«84» مركزاً صحياً منها «34» في منى و«6» في مزدلفة و«44» في عرفات، وقد تم الاستعداد بعدد «70» سيارة إسعاف كبيرة و«65» سيارة إسعاف صغيرة في المشاعر المقدسة فقط، هذا بالاضافة الى الفرق الطبية التي تضم اطباء وممرضين وممرضات والفنيين والخدمات المساندة الاخرى.
وقد ساهمت كل هذه التجهيزات بفاعلية في دعم ومساندة الحجاج ومساعدتهم على أداء المناسك بسهولة ويسر، والتدخل السريع في الحالات الطارئة.
أما بالنسبة للحالات التي باشرتها في المشاعر المقدسة فهي كثيرة ولم اسع لإحصائها والحمد لله الذي جعل تواجدي دائما سببا في علاج المرضى وفي التخفيف من معاناتهم، فقد كنت حريصا ان اكون الطبيب الوزير أثناء الجولات الميدانية، لأن المساعدة في اسعاف وعلاج المرضى من أبرز اهداف هذه المتابعات الميدانية.
* دعني اسألكم معالي الوزير.. بماذا خرجتم من تجربة موسم حج هذا العام؟ وما أبرز ما قدمتموه من جديد؟
الدروس المستفادة من تجربة حج هذا العام كثيرة ومتعددة ومتنوعة ولكن من اهمها هذا التعاون والتضافر بين الجهات المعنية بالدولة بداية من وزارة الدفاع والحرس الوطني ووزارة الداخلية ووزارة الحج والإعلام والدفاع المدني وغيرهم من الجهات الاخرى، فقد كان تعاونا مثمرا، وبهذه المناسبة اتقدم بكل الشكر والتقدير الى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ورئيس اللجنة العليا للحج على ما بذله سموه الكريم وكافة منسوبي وزارة الداخلية من جهود متميزة في تقديم كل الدعم والمساندة لتفعيل اعمال الجهات المعنية في الحج وتحديدا وزارة الصحة وقد كان لذلك بالغ الأثر في نجاح الوزارة في توفير الخدمات الصحية للحجاج، ومن ناحية الجديد هذا العام في موسم الحج فقد كان الاخلاء الطبي الجوي.. حيث ساهم الاخلاء الطبي في دعم الفرق الصحية المنتشرة في مختلف مناطق الحج، فقد تم إخلاء خمس حالات من عرفات الى مستشفى النور للعلاج، وذلك ساعد كثيرا في علاجهم وانقاذهم بإذن الله تعالى، هذا بالاضافة الى أن هذا العام تم الاستعانة بأطباء متخصصين من امريكا وبريطانيا ومن دول إسلامية في مجالات الاسعاف والطوارئ والتخدير، كما تم الاستعانة بعدد كبير من الاطباء السعوديين من الصيادلة الاكلينيكيين الذين يشخصون المرض ويضعون العلاج المناسب وكان كل ذلك خطوة متميزة في حج هذا العام.
* تواجدكم الميداني المستمر وفحصكم للمرضى ومباشرة الحالات الصحية للحجيج.. بادرة ومثالية. إلى أي مدى يرى معاليكم ضرورة أن يكون عمل المسؤول الصحي (ميدانياً) وهل تدعونهم لذلك؟
إن فرصة العمل على قضاء حوائج الناس تعد نعمة من عند الله تعالى وكرما وفضلا نشكره ونحمد العلي القدير عليهما، وخصوصا لضيوف الرحمن وإن ما قمنا به من أعمال بسيطة ومتواضعة هو واجب اسلامي ومسؤولية وطنية ثم إن ولاة أمورنا حفظهم الله لا يألون جهدا في خدمة ضيوف الرحمن، وكل مسؤول في الدولة يقتدي بهم ويحذو حذوهم، وفي هذا الإطار نحاول ان نهتدي بهذا النهج في كافة اعمالنا وذلك ما أطالب به دائماً من المسؤولين بالوزارة في مختلف القطاعات والإدارات فإننا على يقين بأن التقارير رغم اهميتها فهي لن تكون صادقة تماما أو مكتملة المعلومات دون المتابعة الميدانية فهي تعد مكملة للتقارير بصفة عامة، وعلى وجه الخصوص في قطاعات مثل قطاعات وزارة الصحة التي من مهامها الحفاظ على صحة الإنسان وقاية وعلاجا، وبالتالي لا يكفي الارتكان على التقارير الدورية ولابد من المتابعات والجولات الميدانية والتحقق من مستوى الخدمات الصحية في كل موقع فهي امانة.. والأمانة مسؤولية أمام الله ثم الوطن.
* معالي الوزير نلاحظ هذا العام حضورا بارزا للإعلام الصحي خلال موسم الحج.. ما الأسباب والدوافع وراء ذلك؟
لا احد يستطيع أن ينكر الدور المهم لوسائل الإعلام في عالم اليوم كمصدر للمعلومات وللتوعية والإرشاد، وفي ظل النهضة الحضارية الشاملة التي تشهدها بلادنا فإن الإعلام يشغل حيزا واهتماماً كبيراً لدى المواطنين والمقيمين على حد سواء، وهذا أيضا ينطبق على كافة شعوب العالم.
ولأن حجاج بيت الله الحرام يمثلون تقريباً كل دول العالم فكان من الضرورة تفعيل دور الإعلام للتواصل معهم بمختلف لغاتهم لخدمتهم صحيا وطبيا وبيان الخدمات الوقائية والعلاجية التي توفرها وزارة الصحة حتى يتمكنوا من الاستفادة منها، وايضا لتوعيتهم وارشادهم بالسلوكيات الصحية المناسبة التي تقي من الأمراض المعدية والمخاطر الصحية.
وفي هذا الإطار قامت الوزارة ممثلة في ادارة الإعلام الصحي والعلاقات بوضع خطة إعلامية متكاملة ذات اهداف محددة للتواصل مع الجمهور المستهدف من حجاج بيت الله الحرام وذويهم في كل دول العالم.
من جانب آخر كان لابد من الاستفادة من هذه الفرصة إعلاميا وإيضاح مستوى الخدمات التي تقدمها المملكة للحجاج بصفة عامة والخدمات الصحية بصفة خاصة، الأمر الذي يعكس حجم العناية والرعاية التي توليها حكومة خادم الحرمين الشريفين لضيوف الرحمن.
أما بالنسبة للإعلام السعودي، صحافة وإذاعة وتلفزيون ففي الحقيقة لا يسعني سوى تقديم شكري وتقديري لدورهم البارز والكبير في دعم ومساندة سياسات وخطط وزارة الصحة لموسم الحج في هذا العام، فقد كانت الصحف المحلية رائدة كما عهدناها دائما في المتابعات والتغطيات الصحفية المتميزة انطلاقا من وعي وإدراك بمسؤولياتها في تنمية الوعي العام وفي التعبير عن المستوى الحضاري الراقي الذي تشهده بلادنا الغالية في مختلف المجالات وكان ايضا الإعلام السعودي ممثلا في الإذاعة والتلفزيون سباقا بالمبادرات الإعلامية الشاملة وذلك اتساقا مع مكانته المرموقة كإعلام متميز إقليميا ودوليا وليس هناك ادل على هذا سوى القدرات الهائلة في نقل وقائع اداء الحجاج مناسك الحج خلال فترة الحج على الهواء مباشرة وإلى جميع أنحاء العالم فاكتسب احترام وتقدير العالم أجمع.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved