تهدد التغيرات المناخية بتأثيرات سلبية على أسواق المال العالمية، حيث يتوقع أن يكون لارتفاع درجة حرارة الأرض، الناتجة عن ظاهرة الاحتباس الحراري، تأثير كبير على أسهم الشركات، حيث يقوم المستثمرون بإعادة تقييم الشركات استناداً لحجم تعرض استثماراتها لمخاطر التغيرات المناخية، حيث ذكرت بعض الشركات أن تحديد ما قد تتعرض له من مخاطر ناتجة عن التغيرات المناخية، وتنفيذ سياسات للحد منها، سيكون له تأثير على أسعار أسهمها، وفي قطاعي الطيران والسياحة، تتكبد كبرى شركات الطيران، وكذلك شركات السياحة، خسائر ضخمة، جراء التعقيدات الأمنية الأمريكية، وتشديدها في مسألة منح تأشيرة دخول للولايات المتحدة، فلم تقتصر صعوبة الحصولة على تأشيرة دخول للولايات المتحدة على السائحين الأجانب فقط مما يؤدي إلى تراجع قطاع السياحة في الولايات المتحدة، بل طالت الطيارين الذين يرغبون في الدخول إلى الولايات المتحدة لتلقي تدريبات تؤهلهم لقيادة طائرات تم شراؤها والعودة بها إلى بلدانهم، وكذلك المهندسون الذين يرغبون في الدخول إلى الولايات المتحدة لغرض فحص الطائرات التي تم شراؤها من قبل بلدانهم، ويرى بعض المحللين أن هذه الإجراءات الأمنية المعقدة لا تكلف الشركات الأمريكية الملايين من الدولارات فقط، ولكنها تؤثر سلباً على الرغبة في زيارة الولايات المتحدة أيضاً. وعن أخبار وأرباح بعض الشركات خلال الأسبوع الثالث من شهر فبراير عام 2003، فقد جاءت بعضها إيجابية، محققة أرباح تفوق أو تعادل توقعات المحللين لها، لينتعش بالتالي سهمها، بينما انخفضت أسهم شركات أخرى متأثرة بتصاريح سلبية وتحقيق خسائر مالية، فمن الناحية السلبية منيت أكبر شركة للمعلومات المالية في العالم رويترز RTRSY)) والتي تزود البنوك وشركات السمسرة وشركات إدارة الصناديق الاستثمارية بالأنباء والبيانات في مختلف أنحاء العالم، بأكبر خسارة لها منذ 151 عاماً (تاريخ بدء نشاط رويترز)، خلال العام الماضي، حيث بلغت خسائرها الصافية للعام الماضي 394 مليون جنيه استرليني، وقد انخفض سهم الشركة خلال العام الماضي بنسبة 70%، وتعزم الشركة في إطار استراتيجية جديدة تنفذها على مدار ثلاثة سنوات للخروج من أزمتها، في التخلي عن 3 آلاف موظف، وكانت الشركة قد حققت أرباحاً بلغت حوالي 158 مليون جنيه استرليني عام 2001، وتنوي رويترز شراء شركة مالتكس التي تقدم تقديرات الأرباح لأكثر من 16 ألف شركة في مختلف أنحاء العالم، بصفقة نقدية تبلغ 195 مليون جنيه استرليني، وحذرت شركة كوبرات إينك CBRT)) من أرباحها للربعين القادمين، وتراجع سهم شركة أوفرترو سيرفس OVER)) بعد إعلانها عن رغبتها في شراء محرك البحت (ألتافيستا) التابع لشركة سي إم جي أي CMGI))، بمبلغ قيمته 140 مليون دولار، تسدد بواسطة أسهم بالإضافة إلى جزء نقدي. ومن الناحية الإيجابية، جاءت الأرباح الفصلية لأكبر متاجر تجزئة في العالم وول مارت ستورز آي إن سي WMT)) أكثر من المتوقع، حيث بلغت عوائدها للربع الرابع من العام الماضي 2.529 مليار دولار، أي ما يعادل 57 سنتاً للسهم الواحد، مقارنة بعائدات بلغت 2.189، أي ما يعادل 49 سنتاً للسهم الواحد خلال نفس الفترة من العام الماضي، وكان متوقعاً لها أن تحقق عوائد تبلغ 42 سنتاً للسهم خلال الربع الماضي، وجاءت هذه الأرباح التي فاقت التوقعات بفضل مبيعات متاجر الشركة في قسمها الخارجي، كما حققت شركة ام اس سي سوفتوير MNS)) أرباحاً أكثر من المتوقع لها بحوالي ثلاثة سنتات للسهم الواحد، وتوقعت أن تأتي عائداتها وأرباحها للربع القادم عند مستوى توقعات المحللين، وحققت لايف بوينت هوسبيتل LPNT)) أرباحاً فاقت توقعات المحللين والأسواق بكثير، حيث حققت 45 سنتاً للسهم الواحد، بفارق 8 سنتات للسهم عن المتوقع لها، وأظهرت أيضاً شركة ابركومبي أند فيتش ANF))، أرباحاً جاءت أكثر من توقعات المحللين بحوالي ثلاثة سنتات للسهم، حيث بلغت أرباحها للربع الرابع 93 سنتاً للسهم، وفي قطاع السيارات، حققت شركة ديملر كرايسلر DCX))، أرباحاً بلغت 1.38 مليار دولار خلال العام 2002، وجاءت أرباحها للربع الرابع أكثر من توقعات المحللين حيث بلغت 81 مليون دولار، وحققت أيضاً أكبر شركة سيارات في أوروبا فولكس فاغن، أرباحاً جاءت عند مستوى توقعات الشركة، على الرغم من تراجع أرباحها لعام 2002 بنسبة 9% لتصل إلى 3.986 مليارات يورو، وكان المستوى المستهدف للشركة هو أربعة مليارات يورو، وفي محاولة لمضاعفة عدد أسهمها، وتشجيعاً للإقبال عليها، عملت شركة مايكروسفت (MSFT) على تقسيم أسهم شركتها، السهم إلى سهمين.
|