على الرغم من التأثيرات الكبيرة لتقلبات الأوضاع في الساحة السياسية والتي جاءت مطمئنة ومهدئة نوعاً ما للتخوفات التي اشتدت في الفترة الأخيرة من نشوب حرب أمريكية وشيكة، على الأسواق العالمية بما فيها الذهب والدولار، إلا أن تأثيرها على النفط كان محدوداً، فبالرغم من تراجع سعر مزيج برنت في بورصة البترول الدولية عقب تصريحات مفتشي الأسلحة الدوليين، متخلياً بذلك عن أعلى مستوياته منذ حوالي سنتين، إلا أن أسعار النفط عاودت الارتفاع مجدداً بعد تصريح واشنطن عن عزمها على استصدار قرار ثان من الأمم المتحدة يخول لها ضرب العراق، لتتجاوز بعد ذلك أسعار النفط مستوى 38 دولاراً للبرميل، ونتج أيضاً عن انفجار في منشأة لتجميع وتخزين غاز البوربين المسال في جزيرة ستاستن بضواحي نيويورك، ارتفاع أسعار النفط في أسواق النفط الخام، بنحو دولار للبرميل الواحد.قامت الكويت بإغلاق ووقف الإنتاج في حقلين يقعان شمالي البلاد قرب الحدود العراقية الكويتية، وفي تعليق عن سبب إغلاق البئرين الذي بلغ إنتاجهما 25 ألف برميل يومياً، صرح أحد المسؤولين بصناعة النفط أن ذلك يرجع لوقوعها في منطقة وصفها بأنها محفوفة بالمخاطر، وصرح أيضاً أن الكويت تأمل أن يظل معدل إنتاجها دون أي تغيير، وذلك بزيادة إنتاجها من حقولها الرئيسية التي تقع جنوب البلاد، ولكن القوات الأمريكية الضخمة المرابطة في الكويت، تحتاج إلى كميات هائلة من الوقود استعداداً لحرب أمريكية ضد العراق، وقد أجبر الطلب العسكري المتزايد على وقود الطائرات الكويت على تأجيل الشحنات الخاصة بزبنائها المنتظمين لأسبوع على الأقل، بينما ينتظر أن تعلن الكويت عن منطقة عسكرية مغلقة في نصفها الشمالي، ووصفت وزارة الطاقة الأمريكية احتياطياتها من النفط الاستراتيجي بأنه (خط الدفاع الأول)، الذي يبلغ حوالي 599 مليون برميل من النفط الخام، تكفي لتعويض 53 يوماً من الخسائر، وقد تلجأ له الولايات المتحدة كبديل في حال حدوث أي اضطراب في عمليات نقل النفط، ويرجح بعض المراقبين أن الولايات المتحدة ستلجأ لاحتياطها النفطي في حال اندلاع حرب لجأ خلالها صدام إلى إحراق حقوله النفطية واستهدف الآبار الكويتية والسعودية، ومن جهتها تحاول روسيا بذل جهود أخيرة لإبرام عقود نفطية جديدة مع العراق، قبل شن الولايات المتحدة حربها ضد بغداد، وتداولت أنباء عن عزم وزير النفط الروسي القيام بزيارة سرية لبغداد خلال الأيام المقبلة لحث هذه الأخيرة على منح شركة روسية عقداً لتطوير أحد أكبر حقول النفط العراقية، ومن جهته أيد (يورغين تريتين) وزير البيئة الألماني الانتقادات التي تحمل شعار لا للحرب من أجل النفط، حيث اتهم الولايات المتحدة بأنها تهدد بشن حرب لحماية مصالحها النفطية، وقد صرح أيضاً وزير الاقتصاد التركي (علي باباجان) أن تركيا رفضت عرضاً أمريكياً مغرياً يضمن حصولها على نفط بقيمة مليار دولار من النفط السعودي والكويتي، كتعويض لخسائر اقتصادية قد تتعرض لها تركيا خلال حرب أمريكية محتملة، وفي نيجريا ذكر مسؤولون حكوميون أن الإضرابات النفطية التي تشهدها البلاد والتي بدأت فعلياً يوم الإثنين، بسبب ضعف الأجور وتأخير استلامها وإهمال علاوات مستحقة في العام 2002، بالإضافة إلى ظروف العمل ، لم يؤثر سلباً في عمليات التصدير، حيث قامت السلطات بمراقبة عمليات الشحن التي كان المضربون يتولونها، وصرحت (شل) أكبر منتج للنفط في نيجيريا، وإكسون موبيل أن عمليات التصدير تسير كالمعتاد وبصورة طبيعية، ولكن المراقبين يتخوفون من أن يعزز الإضراب النيجيري من مخاوف الأسواق القلقة، في ظل الأوضاع النفطية الفنزويلية، بالإضافة إلى التخوفات من أن تؤدي الحرب الأمريكية إلى تعطل صادرات الخليج من النفط الخام. وقد سجل البرنت الخام في نهاية الأسبوع الثالث من شهر فبراير لعام 2003، انخفاضاً طفيفاً بلغ 0.63 دولار خلال الأسبوع، بنسبة 1.88% وقد أقفل على سعر 32.83 دولارا للبرميل الواحد.
تطور أسعار النفط خلال الأسبوع الثالث من فبراير 2003
النوع الأعلى الأدنى الإقفال نسبة التغيير
برنت 67.33 22.31 83.32 88.1%-
غرب تكساس 27.38 65.35 58.36 08.0%-
العربي الخفيف 44.34 79.31 49.32 99.2%-
العربي الثقيل 44.32 79.29 49.30 18.3%ـ
|