إعداد :محمد عبدالله التويجري *
أدت سلسة الفضائح الأخيرة في الشركات الأمريكية خاصة الشركات الكبيرة وبالتحديد شركة إنرون للطاقة، إلى فقدان الثقة الاستثمارية في الأسواق، وفي محاولة منه لتجديد هذه الثقة، عمل الرئيس الأمريكي جورج بوش على تعيين رئيس جديد للجنة أسواق الأوراق المالية في الولايات المتحدة، واختار لهذا المنصب المهم، رئيس سوق نيويورك للأوراق المالية سابقاً، والمدير التنفيذي ورئيس بنك دونالدسون لوفكين الاستثماري وأحد مؤسسيه.
وتواجه الرئيس الجديد تحديات ومصاعب ليست بالبسيطة، ويرى بوش من جهته، أن المناصب التي شغلها دونالدسون سابقاً، تجعله مؤهلاً لمواجهة هذه التحديات، واعترف الرئيس بوش بضرورة إيجاد مناخ من الثقة في الأسواق والتي تكاد تنعدم في الوقت الحالي، كما حذر الرئيس الأمريكي من عدم موافقة الكونغرس على خطته الاقتصادية لخفض الضرائب والتي تبلغ قيمتها 695 مليار دولار، وبينما يرى خبراء أن خطة بوش سوف تضر بالاقتصاد وتؤدي إلى التفاوت في الدخل، يرى بوش أن رفضها قد يعيق نمو الاقتصاد، ويحتاج دونالدسون لكي يتمكن من إعادة بناء الثقة وبالتالي نمو الاقتصاد الأمريكي، إلى مساعدة الأوضاع السياسية، فمع سياسة بوش حيال العراق، والتي تجعل الحلول الاقتصادية معقدة، تصعب مهام معظم المسؤولين الاقتصاديين، وتجعل خططهم للنهوض بالاقتصاد بدون جدوى، حيث يرى بعض المحللين أن الأزمات السياسية الراهنة والتي تعوق نمو الاقتصاد العالمي، قد تؤدي إلى كساد عالمي في حال اندلاع حرب أمريكية طويلة مع العراق، حيث إن التخوف لا يقف عند انهيار الدولار وارتفاع سعر البترول إلى مستويات خيالية يتوقع البعض أن تصل إلى 100 دولار للبرميل، بل قد تنغمر حملات من الهجمات الإرهابية خلال الحرب تجعل معاودة النهوض الاقتصادي شبه مستحيلة، وكان البنك المركزي الأوروبي قد حذر من جانبه أيضاً في تقريره الشهري من أن الأزمة العراقية تعيق نمو الاقتصاد العالمي، وورد في التقرير أن النمو الاقتصادي العالمي تباطأ بشدة في خريف 2002، وتوقف النمو تماماً في مجموعة من الدول الصناعية، ولم يشهد النمو تغيراً كبيراً في نهاية العام، حيث أدت الأزمة العراقية والإضطرابات الفنزويلية إلى ارتفاع حاد في أسعار البترول، مع تدني أسواق الأسهم، مما أدى إلى تباطؤ النمو الاقتصادي.
حركة مؤشرات أسواق الأسهم
شهدت حركة مؤشرات أسواق الأسهم الأمريكية بعض التأرجح متجهة نحو الارتفاع خلال الأسبوع الثالث من فبراير 2003 متأثرة بالعديد من العوامل. كان من أهمها التقرير الإيجابي لمفتشي الأسلحة الدوليين، مما أدى إلى ظهور بوادر أمل في تأجيل الحرب، بالإضافة إلى ظهور أرقام اقتصادية مشجعة، وإعلان بعض الشركات عن أرباح جيدة، وتحسن في أسعار الدولار، وظهور تقرير استثماري متفائل عن قطاع أشباه الموصلات، من قبل شركة مير لينش، رفع فيه مستوى المجال الإيجابي بقدر طفيف، مما أدى إلى إقفال مؤشرات أسواق الأسهم الأمريكية على ارتفاع، حيث سجل مؤشر الداوجونز الصناعي DOW)) ارتفاعاً بلغ 109.31 نقطة بنسبة 1.37% خلال الأسبوع، ليقفل على مستوى 8018.11 نقطة، وسجل مؤشر ستاندر آند بورز S&P500) )ارتفاعاً بلغ 13.81 نقطة بنسبة 1.61% خلال الأسبوع ليقفل على مستوى 848.17 نقطة، أما مؤشر الناسداك المجمع NASDAQ)) فقد كان أداؤه أوفر حظاً حيث سجل ارتفاعاً بلغ 38.85 نقطة بنسبة 2.96% خلال الأسبوع، وأقفل على مستوى 1349.02 نقطة.
لمحة عن بعض أفضل وأسوأ القطاعات أداءً
تأثر مؤشر قطاع الداوجونز لأشباه الموصلات، وارتفع بنسبة 9.81%، وسجل مؤشر قطاع الداوجونز للكمبيوتر ارتفاعاً بلغت نسبته 6.39% خلال الأسبوع المنصرم.
وارتفع أيضاً مؤشر قطاع الداوجونز للتكنلوجيا بنسبة 5.98%، وفي المقابل فقد انخفض مؤشر قطاع الداوجونز للاتصالات الثابتة، حيث سجل انخفاضاً قدره 4.25%، وكذلك مؤشر قطاع الداوجونز للاتصالات، فقد سجل انخفاضاً قدره 2.94%، وانخفض أيضاً مؤشر قطاع الداوجونز للمنتجات الورقية بنسبة 2.46%.
مؤشرات أسواق الأسهم الأمريكية خلال الأسبوع الثالث من فبراير 2003
السوق الأعلى الأدنى الإقفال نسبة التغيير
داوجونز 02.8076 73.7854 11.8018 37.1%+
ناسداك 07.1352 04.1316 02.1349 96.2%+
ساندرآند بورز 500 87.852 48.831 17.848 61.1%+
|