Monday 24th february,2003 11106العدد الأثنين 23 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مجلة المعرفة في عددها الجديد تفتح ملفاً ساخناً مجلة المعرفة في عددها الجديد تفتح ملفاً ساخناً
صورة العرب والإسلام في مناهجهم الدراسية: من يغيِّرها نحن أم هم؟

في كل من:
أمريكا، بريطانيا، فرنسا، إيطاليا، ألمانيا، إسبانيا، اليابان، روسيا، الهند، كوريا، البرازيل، أستراليا.
سيبدو الحديث مكررا لو كان عن «صورة العرب والاسلام» في وسائل الاعلام الغربية، فهي كثيرة تلك الدراسات التي تحلل مضمون وسائل الاعلام الغربية المختلفة، وتخرج جميعها - بل استثناء - مؤكدة ان صورة العرب والاسلام صورة مشوهة ومتحيزة وقاصرة وغير موضوعية.
ولكن «المعرفة» في عددها الجديد لشهر ذي القعدة 1423هـ يناير 2003م.. تناولت جانباً آخر من هذا الموضوع وركزت في موضوعها الرئيسي على صورة العرب والمسلمين في مناهج التعليم في الغرب والشرق ووجدتها «بعيدة عن الموضوعية والامانة العلمية، بل بعيدة احياناً عن «الشعور والذوق والتهذيب الانساني»!
الملف الذي شارك به عدد من التربويين والمثقفين الغربيين والعرب، بدأ بتساؤل كبير جدا حول من يغير الصورة السلبية في مناهج الغرب عن العرب والمسلمين: نحن ام هم؟!
في أمريكا
الصورة في امريكا يستعرضها الكاتب الصحفي المقيم في امريكا/ سليمان قناوي من خلال ثماني دراسات علمية تطرقت لصورة العرب في المناهج الدراسية الامريكية، حيث يبين مقدار المغالطات التي تحفل بها المناهج الامريكية عن العرب عندما تكرس صورة البداوة وتشوه الدين الاسلامي بصورة قاصرة وسطحية ومتحيزة وسلبية.
ويوضح قناوي ان ثمة اتجاهاً آخر يعادي كل من يحاول ان يكون منصفا او ان يقدم منهجا موضوعيا حتى في الجامعات الامريكية، ووصل الامر الى حد تهديد ناطقين يعتبرون منتقدين لاسرائيل ومؤيدين للعرب. كما تشهد بذلك وثيقة وزعتها اللجنة الاسرائيلية الامريكية للعلاقات العامة.
فيما يرصد الباحثان المقيمان في امريكا ايضا/ علاء بيومي ودعاء سعودي، الجهود الحثيثة التي تقوم بها عدد من الجمعيات العربية والغربية لتحسين صورة العرب والمسلمين في المناهج الامريكية.. رغم معارضة اليمين المتطرف!
فقد ادى هذا التحرك الى اهتمام بعض المنظمات التعليمية الامريكية بتطوير ابحاث ومناهج وبرامج دراسية تعالج مشكلة التحيز ضد المسلمين والعرب في المناهج التعليمية بعد احداث 11 سبتمبر.
حيث ابان الباحثان ان اتحاد التعليم الوطني NEA وهو اكبر اتحاد للمعلمين في الولايات المتحدة الامريكية قام بتطوير بعض المواد التعليمية التي ترسخ التسامح، من بينها مواد تعليمية تعالج التحيز ضد المسلمين والشرق الاوسط.
في بريطانيا
الناقد والباحث السوري/ خلدون الشمعة يركز في دراسته على تقصي العوامل البنيوية التي اسهمت ومازالت في بلورة المناهج البريطانية، والبحث في كيفية تشكلها وانعكاس ذلك على صياغة الآخر وتصوره ضمن اطر معرفية محددة سلفا، يطلق عليها علماء الاجتماع مصطلح «النموذج السلبي» و يرجع سبب اقتران» الآخر ب «ابليس» في الوجدان الاوروبي الى «النزعة المركزية الاوروبية» القائمة على العرق والايدلوجيا والدين.
في إسبانيا
أما صورة العرب في اسبانيا فيتناولها الاستاذ/ بهيج ملا حويش مؤسس المركز الاسلامي في اسبانيا ويبين انها مرت ب 3 مراحل.
مرحلة الحكم الشيوعي، وفيها تم انتزاع حق التعليم والاشراف عليه من قبل الكنيسة واسناده الى مؤسسات الدولة والسماح للكنيسة بتشويه الاسلام من خلال النشاط الكنسي وقصص الاطفال والكتب المتداولة.
مرحلة الحكم العسكري بقيادة الجنرال فرانكو التي تميزت باسناد التعليم كليا الى مؤسسات الدولة التعليمية وفيها خف بشكل تدريجي كل اشكال الاساءة الى الاسلام.
المرحلة الديمقراطية: وفيها اتسم التعليم فيما يخص الاسلام بالنظرة الفلسفية النقدية مع اعطاء خطوط عريضة، هي صحيحة من حيث النص ولكنها غير مفهومة الابعاد بالنسبة لطلبة المدارس.
في إيطاليا
في ايطاليا يوضح الدكتور/ حسين محمود استاذ اللغة الايطالية بجامعة حلوان ان برامج التعددية الثقافية تبذل محاولات مشجعة لتغيير صورة التخلف والبداوة المرسومة في اذهان الايطاليين.
مثل برنامج:« رفوف المكتبات والمدرسية والتبادل الثقافي «الذي يشرف عليه فينيتشو اونجيني الموظف في وزارة التعليم العام حيث يهتم بالخروج من اسر الثقافة الاحادية، ومشروع «التربية على اختلاف وتعدد الثقافات» الذي قدمته الادارة التعليمية الحكومية الذي يهدف الى التعايش والسلام.
ويبين حسين محمود ان المناهج الايطالية بشكل اجمالي تشجع على الحوار وليس التصادم، ولكن هذا لا يمنع من وجود متطرفين، الا ان ذلك لا يؤثر على المناهج التي تحظى بتفتيش مستمر حتى تتسم بالموضوعية.
في فرنسا
في فرنسا تظهر صورة العرب ك«خطر داهم، يهددون جيرانهم الى الابد».. وتوضح الكاتبة الصحفية/ ايمان امبابي من القاهرة ان هذه المفاهيم تبدأ من المدارس الابتدائية حينما تقدم صورة مغلوطة عن انتشار الاسلام في العالم في القرن السابع الميلادي مستخدما السيف وسلاح القوة، وان انتصارات المسلمين جاءت فقط نتيجة لعددهم الكبير، وتصف تلك المناهج القادة المسلمين وبشكل واضح وعلني بالوحشية والبربرية والقدرة الفائقة على الانتصار.
وتؤكد الكاتبة ان هذا الخط الواضح ليس نتاج قصور في فهم الشخصية المسلمة وانما هو سياسة دولة متفق عليها.
كما تتطرق الكاتبة الى عنصرية المدرسين الفرنسيين وانعكاسات ذلك على المجتمع الفرنسي. فقد ساد عند الناس ان فرنسا في المستقبل البعيد ربما تكون مقاطعة عربية تسكنها اسر فرنسية متهالكة.. في اشارة الى زيادة خصوبة الاسر المسلمة مقارنة بالاسرة الفرنسية.
يخرج ملف المعرفة حول صورة العرب والمسلمين في المناهج الدراسية حول العالم بصورة لم تكن متوقعة على الاطلاق او على الاقل لم يكن من المتخيل انحدارها الى هذه الدرجة من «الانحطاط»!
ويصعب القاء اللوم على الآخرين - كما يحب العرب دوما - ففي هذه الحالة الصورة ليست مشوهة لدى دول يتبادل العرب والمسلمون معها العداء السافر القديم، بل مشوهة ايضا في دول تعد «صديقة» ولا تدعم «العدو الصهيوني» فالملامة تقع على الدول العربية والاسلامية وسفاراتها وملحقياتها الثقافية بالدرجة الاولى.. والتي ينبغي ان يكون لها دور آخر يضاف الى جهودها الكبيرة بتنظيم الاحتفالات بالايام الوطنية واعياد الاستقلال، والدول العربية مطالبة - كما تقول المعرفة - باصلاح البيت وتعديل الصورة من الداخل، فاذا كانت الشمس مشرقة والاحوال مبهجة في الدول العربية والاسلامية فلن يستطيع احد ان يحجب عين الشمس.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved