*كتب عبدالعزيز العيادة:
الكبير كبير!
اتصلت ب(905) فأجاب فطلبت رقم مكتب فنان العرب محمد عبده، هكذا بلا سابق معرفة. كان هذا الاتصال يعد الأول من نوعه مني لفنان العرب حتى لا يفسر البعض بأنني على صلة مسبقة بهذا الفنان الكبير.
وبعد الحاح مني لمهاتفةالفنان محمد عبده كان على الطرف الآخر موظف فنان بأدبه (يصرفني) بلباقة وبعد لحظات جاءتني فكرة ان استعين بقصيدة (لشاعر) مبتدئ اعرفه كان قد كتبها في خادم الحرمين الشريفين فطلبت رقم الفاكس وارسلتها وقد كتبت عليها اذا كانت جيدة فإنني ارجو ان تساعدوني لمكالمة الفنان محمد عبده.
وبعد دقائق اتصلت مجدداً وانا على يقين بأن لا شيء سوف يتغير كلمات طيبة وتصريفة ذكية ولكن المفاجأة ان الذي حدث هو العكس بعينه.
وجاء الصوت على الطرف الآخر مرحباً وقلت له اريد ان اكلم الفنان محمد عبده، قال (حياك الله) ممكن تكلمه بعد المغرب على الهاتف التالي (...........) بس اذا رد عليك احد قل له الشفرة التالية (.........).
وبعد المغرب اتصلت وانا بين مصدق ومكذب وساورتني الشكوك بأن في الأمر ملعوباً (وصدقوا) حينما (قالوا) (كلٌ يرى الناس بعين طبعه) ولكن تروه ما هو طبعي ولكن (الصحافة عاوزه كدا)!!
وفعلاً جاء صوت فنان العرب هادئاً كما عادته في جميع مقابلاته فقدمت نفسي له على أنني شاعر مبتدئ فقال (جميلة) القصيدة فقلت له: مجاملة اعتز بها.
قال: لا والله جميلة فقلت: دعني أقرأها على مسمعك فكان كلما وصلت عند نهاية بيت قال جميل رائع بتفاعل ساخن. فقلت شكراً (ابوعبدالرحمن) على تواضعك قال انا اشكرك على مبادرتك بالاتصال فقلت له بجرأة «حيث لم انس دوري الصحفي في كشف الوجه الحقيقي للفنانين وتعاملهم مع الشعراء المبتدئين عملياً وبعيداً عن المجاملات».
استاذي فنان العرب هل بالامكان ان تغني هذه القصيدة. فقال: لم لا خصوصاً وان القصيدة في مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رعاه الله قلت ولكنني شاعر مبتدئ. قال كلنا مبتدئون. قلت وشاعر «مديونير». قال هذه لا علاقة لي بها. فقلت قالوا انك لا تغني إلا للشعراء الأغنياء، وأضفت على الفور ولكن ما وجدته منك خلاف هذا على الواقع.
ثم سألني إن كان هناك قصائد اخرى غنائية عاطفية. قائلا: الابداع ليس حكراً على طبقة دون اخرى والقصيدة التي سمعتها جميلة جداً، عندها عرفت ان ذائقة فنان العرب محمد عبده وتواضعه هي التي جعلته يتربع على عرش الاغنية العربية بلا جدال وتواعدنا على أن نلتقي!!
فنان من ورق
ثم كان الموعد الأغرب مع فنان شعبي غريب احتفل بي من الوهلة الأولى عندما قلت له انا شاعر «الله عطانا من المال» وانا معجب بك واتمنى ان تغني لي شريطاً كاملاً واضع صورتي إلى جوارك على غلاف الشريط فقال لي (يا هلا) ولكن تعلم ان هذا يحتاج ان تدفع لي مبلغاً فقلت هكذا على طول وبلا مقدمات. فقال: «ما فيها شيء الصراحة زينة والمبلغ تراه خمسة الآف ريال علشان أحط صورتك معي على الغلاف» هنا ضحكت ولم اتمالك نفسي من الضحك وانهيت المكالمة ولم يعرف ان المكالمة من (شاعر ملياردير وهمي) وان هذا الفنان الشعبي الذي (احتفظ باسمه) حتى لا اصدم جمهوره قد وقع في المصيدة!!
حوار ثقافي
اما الفنان البحريني خالد الشيخ فكان الحديث معه شيقاً حيث دار حوار ثقافي بين السعودية والبحرين والعلاقة بينهما. وكان يحاول ان يلتقط ويحفظ جزءاً من الكلام ويردده بصوت غنائي عذب حتى اصبحنا وكأننا نعرف بعضنا من سنين. فقلت انا شاعر سعودي. فقال كل الشعر الجيد منبعه السعودية مبدياً عدم ممانعته من التعاون. وقال لا يهمني من يكون الشاعر ولكن الأهم الكلام الجميل.
تشجيع وهمي!
بينما كانت التجربة الاكثر اثارة مع الملحن السعودي الكبير (...........) والذي رحب بي وقال انا اكثر الملحنين تشجيعاً للشعراء الشباب، وهذه كل أرقام «هواتفي».
ثم تطورت العلاقة اكثر حتى طلبت منه ان يلحن شريطاً كاملاً لفنان شاب مبتدئ فوافق.
وقال عندي له اربع الحان جاهزة ومسجلة (اوركسترا) ولكن قبل ان اقدم شكري له وأبين له ان كل ما حدث مجرد (حبكة صحفية) لكشف الوجه الآخر للفنانين فآجأني بقوله ولكن عليك وعلى هذا الفنان الشاب دفع مبلغ مائة وستين ألف ريال بواقع اربعين الف ريال لكل أغنية والدفع قبل دخوله للتسجيل مع دفع عربون حالياً عند سماع الألحان.
ختاماً
هذا جزء من معاناة الوسط الفني نقلتها لكم كما حصلت واقعياً من قصص حقيقية وهي حقيقية حتى ولو اخفيت اسم الفنان الشعبي والملحن الكبير وذلك تفادياً لاحراج هؤلاء!!
ولكن الأهم هو لماذا لا يتعاون الفنانون الكبار مع الشعراء الصغار أو المبتدئين؟!.
|