في الوقت الذي يخضع فيه آلاف المسلمين المقيمين في الولايات المتحدة لإجراءات تفرض عليهم تسجيل أنفسهم لدى مكاتب إدارة الهجرة والتوطين المحلية، فقد أمر روبرت مولر مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكي عملاء المكتب بمطالبة المراكز والمساجد الإسلامية بتقديم قوائم عضويتها لهم، وهو ما يعتبر كما رأته كير انتهاكاً خطيراً للحقوق والحريات الدينية والمدنية الأمريكية وانه يجب إدانتها من جميع الأمريكيين.
لقد تخوف نهاد عوض المدير العام لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكي من تعرض المسلمين في أمريكا للتمييز الديني والعرقي بشكل متعمد وطالب بتقديم ضمانات للمسلمين في أمريكا ومنظماتهم.
ولا ننسى أنه في أواخر شهر يناير الماضي طالبت كير وزارة العدل الأمريكية بوقف سياسة إحصاء المساجد التي ينويها مكتب التحقيقات الفيدرالية، حيث كان من المفترض ان تقضي السياسة الجديدة بأن يقوم المكتب بإحصاء عدد المساجد في الولايات المتحدة وتقسيمها وفقاً لمناطق جغرافية وسكانية على مكاتبه الفرعية والتي يبلغ عددها 56 مكتباً بالولايات الأمريكية المختلفة، على ان يقوم المكتب باستخدام هذا الإحصاء إضافة إلى مؤشرات أخرى لتقييم مدى نشاط مكاتبه الفرعية في مكافحة الارهاب، وذلك من خلال توقع قيام كل مكتب من المكاتب الفرعية بعدد معين من حملات التفتيش ومكافحة الإرهاب، ثم يتم النظر في أمر كل مكتب لا تقابل نشاطاته المستوى المتوقع من حملات التفتيش والمراقبة.
لنقف هنا قليلاً مع الخبر الذي أوردته كير بتاريخ 20/2/2003م ونسأل: منذ متى كان الدخول للمساجد وفق عضوية؟ وهل سنطالب كالكنائس بعضوية؟ أم نحصر أسماء وقوائم ثم يرددون ان الحرب ضد الإرهاب ليست هجوماً على الإسلام!
نحن نعرف ان تشريعنا ينص على ان الأرض جعلت لنا مسجداً وطهوراً ومعنى هذا ان المسلم يستطيع الصلاة في أي مكان ولا يطالب سوى بوضوء وحيز مساحي يكفي لشخص واحد للصلاة على الأرض تسهيلاً للمسلم لأداء شعائره الدينية، في حين يتطلب نظام الكنائس قائمة لحضور قداس يوم الأحد وكما هو معروف فإن الكنائس تعتمد على عضوية من المنتسبين لها..
إذاً ما معنى هذه الإجراءات؟؟؟
أهو تقليص لأعداد من يدخلون المساجد من الأمريكيين أم هو تخويف للمقيمين من المسلمين؟
أم لكي نخفف حمى إقبال الأمريكيين للتعرف على الإسلام؟
أم هي مقدمة لجس النبض ثم يعمم على كل مسجد في أمريكا وغيرها ثم تطول القائمة؟
وها نحن نشهد تقليصاً للجمعيات الإسلامية، وللتبرعات ثم قوائم ثم مصادرة أموال ناهيكم عن مطالبة بتغيير مناهج. هل تندرج هذه السياسات ضمن مواد المنهج الديمقراطي المزعوم المراد تدريبنا عليه؟ أم أن ما خفي كان أعظم؟
لقد أصبحت القوة العظمى تعيش هي وساكنوها في هاجس ذعر حتى ممن يدخلون المساجدربما وجب ان نضع اسم الرئيس الأمريكي على رأس أي قائمة لأنه زار مسجداً في أمريكا.
اللهم آمِنّا في أوطاننا.
www.drlailazazoe.com
|