في خضم التغيرات الرهيبة التي يمر بها مجتمعنا السعودي، تحت وطأة حمى «التغيير» التي تجتاح العالم بأسره وفي ظل التحولات الكبيرة التي لا ترحم تفصيلات نسيجنا الاجتماعي بكل براءتها وعفويتها، ماذا عسانا نقول عن خطابنا الاجتماعي؟ أو بشكل دقيق ماذا نستطيع أن نقول عن خطابنا الأسري المحلي؟ فدائماً نسمع ونقرأ عن خطابنا الإعلامي وأحياناً نلهث خلف خطابنا السياسي ومرات نراجع - أيضاً- خطابنا الديني الذي لم يسلم من التشريح. ولكن - واعذروني على ما بعد «لكن» - بعد كل حادثة تقفز خارج الأقواس تجعلني أراجع خطابنا الاجتماعي، هذا إذا كان لدينا ما يسمى بالخطاب الاجتماعي أقصد النسق الاجتماعي المبني على صوت «الأسرة» الخلية الحقيقية مهما قيل عن تأثير «الخلايا» الأخرى الحية منها والميتة.
دعونا نسأل بصدق: أين خلية «الأسرة» خاصة ومجتمعنا ما زال في بعض مناطقه يراهن على بقاء دور «الأسرة» وتأثيرها ودورها التنموي بل ويعول عليها الكثير والكثير من المصلحين في مجتمعنا إنها هي «الحصن الأخير». دعونا نواجه هذه «الخلية» ونكاشف هذا «الحصن» المزعوم أقصد «الأسرة»، ماذا فيه من حياة؟ وماذا بقي من آثاره وملامحه؟ في ظل كل «حادثة» يحاول العابثون أن يخلقوا منها زلزالاً لتحطيم ثوابتنا من خلال تصرفاتهم اللا مسؤولة وهنا من حقنا - أيضاً - أن نسأل، أين دور الأب؟ وأين مسؤولية الأم تجاه هؤلاء عندما كانوا أرضاً «خصبة» لبذور تلك الأفكار؟ لماذا لم يمارسوا دوراً حقيقياً تجاههم، قبل أن يستفحل «الخطر» وتفوح الرائحة أم أن «العاطفة» كانت سياجاً دون ذلك، أو أنه بكل صراحة، كانت تلك «الأسر» تسجل غياباً لم نقدره قدره، في ظل «الغياب» الذي يعيشه «المجتمع» في أغلب مؤسساته الوطنية.
|