كانت ممارسة الطب لسنين مضت محصورة باختصاصات عامة وشاملة كطبيب الأمراض الداخلية العامة والذي يمكن ان يعالج الكبار والصغار وفي العشرين سنة الأخيرة وبعد تحسين مستوى المعيشة عند الناس وتوسع الأبحاث العلمية في مجال التشخيص والعلاج وجدت الحاجة لمزيد من التخصص الدقيق في مجال الاختصاص الواحد وأصبحت الحاجة ماسة لتسمية الأشياء بأسمائها وهذا التحديد في ممارسة الطب سبب في تحسين نسبة الشفاء الناتجة عن ممارسة جيدة ومتابعة متخصصة لكل مرض معين من قبل أطباء متخصصين كل في مجاله بعد مشيئة الله سبحانه وتعالى. ومن هذا المنطلق قامت صفحة الحبيب الطبية باقامة ندوة طبية بعنوان «فلسفة التخصص الدقيق في طب الأطفال» شارك فيها مجموعة من كبار الاستشاريين في طب الأطفال. للحديث حول التخصص الدقيق في المجال الطبي بصفة عامة وفي طب الأطفال بصفة خاصة.
مراحل التخصص الدقيق
وحول طريقة التخصص الدقيق في طب الأطفال يتحدث الأستاذ الدكتور عبدالله الحربش ويقول: من المعلوم ان دراسة الطب طويلة لكن مراحلها يجهلها الكثيرون فطالب الطب يلتحق بكلية الطب بعد تخرجه من الأقسام العلمية من الثانوية العامة واجتيازه امتحانات المفاضلة حيث من المعروف ان الدراسة الطبية الجامعية لا تخصص فيها وإنما يدرس الطالب جميع فروع الطب ومن الممكن تجزئة مراحل دراسة الطب الى ثلاث مراحل المرحلة الاعدادية ثم دراسة العلوم الأساسية ومن ثم دراسة العلوم السريرية بعد ذلك يمنح الطالب درجة البكالوريوس ليبدأ السنة التدريبية «أو ما يسمى بطب الامتياز» ينتقل فيها الطبيب المتخرج في مختلف الأقسام السريرية ليهيأ للممارسة الطبية والى هنا وهو لا يسمح له بصرف دواء أو بعلاج مريض. بعد هذا يجب أن يصل هذا الطبيب الى قرار صعب وهو البقاء هكذا كطبيب عام أو دراسة وتدريب في التخصص ولعل اختيار التخصص قرار ليس بالسهل.
الوسائل المساعدة على
اختيار التخصص
وفي سؤال حول الأمور التي من الممكن ان تسهل على الطبيب الاختيار أجاب الدكتور الحربش بقوله: يجب أن يكون القرار مبنيا على ميول شخصية ورغبة ذاتية يدعمها قبول واقعي لضمان التألق والنجاح وإذا كان القرار قرار التخصص يخوض الطبيب جولة أخرى من امتحانات المعادلة العالمية وامتحانات القبول المبني على تقييم كتابي ومقابلات شخصية وفي أكثر من مكان يتم بعده الدخول في برنامج الزمالة للتخصص المطلوب.
الزمالة السعودية
والزمالة العربية
وحول الفترة التي يمضيها الطبيب بعد التخصص قال: يمضي الطبيب فيه مالا يقل عن أربع سنوات يعمل فيها الطبيب مقيما بالمستشفى حيث يعمل كامل الدوام ويقوم بدراسة الحالات التي تمر عليه وتقديم تقارير طبية وندوات ومحاضرات ومحاورات وبصفة مستمرة ليتم تقييمه تقييماً مستمراً من قبل الاستشاريين الذين يعمل تحت امرتهم واشرافهم ويقومون بتقييمه عن طريق ذلك اضافة الى امتحانات سنوية وعلى أشكال مختلفة ليتم ترقية هذا الطبيب الى المستوى الثاني فالثالث فالرابع حيث يتقدم عند نهاية هذا المستوى الى امتحان تقدمه هيئة الزمالة الملتحق بها الطبيب وهو عبارة عن امتحان كتابي ثم سريري يقوم باجرائه ممتحنون عينتهم هذه الهيئة ومحلياً تقوم الهيئة السعودية للتخصصات الطبية بالاشراف على ذلك تحت مسمى الزمالة السعودية أو شهادة التخصص السعودية وعلى مستوى العالم العربي الزمالة العربية والتي مقرها دمشق.
التدريب في البلاد الغربية
ويضيف الدكتور الحربش: وبالنسبة للأطباء الذين تلقوا تدريبهم في البلاد الغربية قبل البدء في الزمالات المحلية فتكون الزمالة على شكل زمالة أمريكية أو كندية أو بريطانية أو ألمانية على سبيل المثال وعند حصول الطبيب على هذه الزمالة يكون قد وصل الى ما يعادل شهادة الدكتوراه ويمكنه ممارسة الطب للأطفال على مستوى استشاري ويكون ذلك لمن يريد من الأطباء الالتحاق ببرامج التخصصات الدقيقة مثل أمراض الأعصاب وأمراض الصدر وأمراض القلب وأمراض الغدد وغيرها وتكون هذه الزمالات للتخصصات الدقيقة من سنتين الى ثلاث يمضيها الطبيب تحت اشراف أساتذة متخصصين ومتميزين في هذا المجال الدقيق يتخللها بالطبع برنامج تقييم مستمر وامتحانات لينتهي الأمر بهذ الطبيب نائلاً لشهادة التخصص الدقيق في المجال وقد يستغرب البعض من حصول طبيب واحد لأكثر من زمالة من أكثر من بلد وذلك راجع الى اعتراف تلك الدول ببعضها ولكن لابد أن يقدم الطبيب ويجتاز الامتحانات في كل بلد.
التخصص الدقيق والتشخيص العام
وفي سؤال حول امكانية معاينة طبيب الأطفال المتخصص تخصصاً دقيقاً للطفل أيا كانت شكواه أجاب: من الممكن ان يقوم طبيب الأطفال بتشخيص وعلاج كافة الأمراض ولكن عند توفر التخصص الدقيق فتكون الفائدة والجدوى أفضل فمن الممكن للطبيب المتخصص تخصصا دقيقا في مجال أمراض الجهاز الهضمي مثلا ان يعالج الأمراض التنفسية الحادة ولكن إذا كانت الحالة مزمنة ولاسيما إذا كانت ليست شائعة فالأفضل تولي علاجها من قبل متخصص تخصيصا دقيقا في الأمراض النفسية لتقديم خدمة أفضل وأحدث وأضمن.
التخصص الدقيق للكبار
وعلاج الأطفال
ويشير الأستاذ الدكتور الحربش في حديثه الى مشكلة في غاية الأهمية ويقول: وهناك مشكلة أراها في مجتمعنا في أمراض الأطفال فعندما يعاني طفل من مرض مزمن مثل ربو شديد أو سكر الأطفال ويسمع والد المريض عن طبيب صدر أو طبيب سكر يذهب به لهذا الطبيب الذي هو في الغالب لا يعاين الأطفال وإنما هو طبيب باطني تخصص تخصصاً دقيقاً في مجال الصدر مثلاً أو السكر والغدد كمثال آخر مما يحدو بهذا الطبيب أحياناً بعلاج هذا الطفل وحسب القيم الطبية المطبقة على الكبار فيستحسن علاج الأطفال من قبل طبيب أطفال حتى ولو لم يكن لديه تخصص دقيق مقارنة بمعالجتهم بطبيب كبار متخصص وكلامي هذا يتبع مما أشاده من أطفال يحالون الى بعد ما تولى فحوصاتهم وعلاجهم زميل آخر في مجال طب الكبار والذي من الواجب ألا يعاين الأطفال فتجده طبق القوانين الطبية التي تنطبق على الكبار فقط على طفل عمره عشر سنوات مثلاً ولعل الحد الفاصل بمجتمعنا بين الطفولة والبلوغ هو عمر 16 سنة وعكس هذا الكلام صحيح ولكنه قليل الحدوث وهو قبول معاينة شخص بالغ من قبل طبيب أطفال ومن أسهل الأمور على الطبيب التنازل عن معاينة الطفل إذا شعر انه ليس من تخصصه في شيء بعد ايضاح لوالدي الطفل والذين يجب ان يقدروا هذا التنازل والتوجيه السليم لهم ولطفلهم.
طبيب الأطفال والحالات العامة
وحول الحالات العامة التي من الممكن ان يتعامل معها طبيب الأطفال بغض النظر عن تخصصه الدقيق يقول الأستاذ الدكتور أسعد عبدالله: طبيب الأطفال يعالج جميع أمراض الأطفال العامة كحالات الزكام والبرد وأمراض الجهاز التنفسي الحادة كالتهاب اللوزتين والأذنين والتهاب الصدر وعلاج حالات حساسية الصدر الحادة كما يعالج حالات النزلات المعوية المصحوبة بقيء واسهال حاد بوجود الجفاف أو بدون الجفاف وهو كذلك يعالج حالات التهاب البول الحاد وجميع الالتهابات الحادة المصحوبة بارتفاع درجة الحرارة كالسحائي وغيرها من أمراض حادة بالدم وأمراض الفيروسات الحادة المصحوبة بارتفاع درجة الحرارة وبامكان طبيب الأطفال تشخيص حالات الكساح ولين العظام لدى الأطفال ومعالجة هذه الحالات حسب المسببات ومن الأمراض الشائعة التي بامكان طبيب الأطفال معالجتها هي فقر الدم المعروف بالأنيميا بسبب نقص الحديد أو معرفة مسببات الأنيميا بجميع أنواعها.
الحالة الصحية لحديثي الولادة
ويضيف الأستاذ الدكتور أسعد: وبامكان طبيب الأطفال تقييم الحالة الصحية العامة للمواليد حديثي الولادة ومعالجة حالات الصفراء غير المباشرة لدى المواليد. كما أن طبيب الأطفال يقيم الحالة الصحية العامة للطفل بما فيها متابعة نمو الطفل البدني والعقلي وينصح باعطاء التغذية الخاصة بالطفل حسب عمر الطفل واحتياجاته الغذائية.
طبيب الأطفال والمجتمع
وفي سؤال حول ما يمكن ان يقدمه طبيب الأطفال للمجتمع أجاب الأستاذ الدكتور أسعد بقوله: لطبيب الأطفال دور مهم بالمجتمع وهو الوقاية من الأمراض الشائعة واعطاء التطعيمات اللازمة للأطفال كتطعيم التهاب الكبد «ب» والتطعيم ضد الشلل والدفتريا والتتنوس والسعال الديكي والأنفلونزا البكتيرية وتطعيم الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية والسحائي وتطعيم الجدري المائي والتهاب الكبد «أ» واعطاء بعض التطعيمات الخاصة بالأطفال المصابين ببعض الأمراض كالأطفال المصابين بالأنيميا المنجلية. وطبيب الأطفال هو الطبيب الذي يستخدم الأدوية عند الضرورة ولا يكثر من اعطاء الأدوية غير اللازمة للأطفال فمما لاشك فيه ان زيارة الطبيب المتخصص تخصصا دقيقاً ينعكس بالايجاب مباشرة على المريض.
مستقبل التخصصات الدقيقة
في المملكة
ويقول الأستاذ الدكتور أسعد حول مستقبل التخصصات الدقيقة في المملكة: التخصص الدقيق مهم جدا في طب الأطفال وهذه التخصصات تشمل جهاز هضمي اطفال، كبد، تغذية، صدر أطفال، حساسية اطفال، قلب، امراض معدية، غدد، روماتزم، كلى، اعصاب، جلدية، نفسية دم، سرطان، مناعة، اسعاف، حديثي ولادة، عناية مركزة، سكر، وجميع هذه التخصصات الدقيقة موجودة في معظم المستشفيات الكبرى بالمملكة وبعض المراكز الخاصة كما يوجد تخصصات دقيقة في جراحات الاطفال كتخصص جراحة الاطفال العامة او المسالك البولية للاطفال او قلب الاطفال او جراحة عظام الاطفال وجراحة نقل الاعضاء للأطفال وجراحة الانف، والاذن وعيون الاطفال وهذه التخصصات الجراحية الدقيقة موجودة كذلك في بعض المستشفيات التخصصية بالمملكة كما يوجد بعض المراكز بالمملكة لتدريب اطباء الاطفال في بعض التخصصات الدقيقة وبعض هذه التخصصات الدقيقة مقرة من جامعة الملك سعود لاعطاء درجة الزمالة وبعضها مقر من قبل الهيئة السعودية للتخصصات الطبية.
الطبيب المتخصص والمجتمع
وحول الفوائد التي تعود على المجتمع من متابعة بعض الحالات المرضية من قبل الطبيب المتخصص يقول الاستاذ الدكتور اسعد عبد الله: هناك العديد من الفوائد التي تعود على المجتمع من متابعة بعض الحالات المرضية من قبل الطبيب المتخصص منها: التأكد من عمل المجتمع من متابعة بعض الحالات المرضية من قبل الطبيب المتخصص منها: التأكد من عمل التحاليل والفحوصات اللازمة للتأكد من تشخيص حالة المريض من قبل المتخصص كذلك اعطاء العلاج اللازم حسب نوع التشخيص ومتابعة الحالة الالكينيكية للمريض. والتقليل من زيارة المريض لعدة اطباء بدون معرفة التشخيص وبالتالي التقليل من التكلفة وتوفير الوقت. عمل برنامج علاجي واضح للمريض. اخذ فكرة عن معدل انتشار المرض بالمجتمع والتخطيط للوقاية منه اذا كان من الامراض القابلة للوقاية.
الخبرة الطبية في مجال التخصص
ويضيف الدكتور احمد الجار الله : ان متابعة بعض الحالات المرضية الخاصة من قبل المتخصصين هو امر مطلوب لمصلحة الفرد والمجتمع، فالمريض الذي يعاني من مرض نادرة يصعب تشخيصه او لم يستجب للعلاج المعتاد سوف يستفيد ايما استفادة اذا ما ذهب للطبيب صاحب التخصص الدقيق في مجال علته لأن مثل هذا الطبيب يمتلك الطرق الانسب للتشخيص وكذلك على اطلاع بأحدث ما توصل اليه العلم في طرق العلاج، والطب كما هو معلوم من العلوم الديناميكية والتي تتجدد كل يوم ونحن الآن نعيش عصر ثورة المعلومات وتدفق الاخبار والاكتشافات الطبية ولذا فان طبيب الاطفال العام لن يتمكن مهما اوتي من قوة اطلاع ومتابعة ان يلم بأحدث المعلومات في كل تخصصات الاطفال الدقيقة، وتحويل المريض الى صاحب التخصص الدقيق فيه مصلحة لكل الاطراف، المريض اولا الذي سوف يحصل على احدث المستجدات في تشخيص وعلاج مرضه والطبيب المحول والذي سوف يرده تقريرا يبين ما تم عمله للمريض فيصبح بمثابة تحديث لمعلومات هذا الطبيب وحتى الطبيب صاحب التخصص الدقيق سوف يستفيد من هذه الاحالة لانها سوف تقدح زناد فكره وتثير لديه تساؤلات عدة تجعله يبحث ويستفسر ويضيف هذه الحالة الى رصيده من الحالات المماثلة فتزيد من خبرته بهذا المرض، اما استفادة المجتمع فان احالة المرضى ذوي الحالات المستعصية الى الطبيب المختص سوف يوفر في الامكانات الطبية والصرف المالي حيث ستجرى للمريض اختبارات عديدة وتعريض المريض الى طرق علاجية قد تكون ضارة او تؤدي بحياته لا سمح الله اذا ما تم علاجه عن طريق اطباء يفتقدون الى الخبرة في هذا التخصص الدقيق. فان تنمية الخبرة في مجالات التخصصات الدقيقة هي من افضل الطرق لتقديم خدمة صحية راقية وتتنافس المستشفيات ومراكز الابحاث في جميع انحاء العالم على استقطاب الاطباء اصحاب التخصصات الدقيقة لان هؤلاء هم الذين يحدثون تميزا في الخدمة الطبية ويبنون اسما للمراكز الصحية والبلدان التي يعملون بها. وحتى تستطيع اللحاق بالركب بل والابتكار يجب تشجيع التخصصات الصحية الدقيقة وتوفير كل الامكانيات لخلق بيئة مناسبة للعطاء والتجديد.
التخصص الدقيق والحالات المرضية
ويتحدث الدكتور احمد الجار الله حول الحالات التي يفضل فيها المتابعة من قبل المتخصص في المجال الدقيق ويقول: ان التخصص في مجال دقيق معين هو طريقة حديثة لممارسة المهنة ويتطلب تدريبا عاليا بعد التخصص العام في طب الاطفال، وهذا يستلزم ان يعمل طبيب الاطفال في وحدة متخصصة مع استشاريين لديهم الخبرة والمعرفة في مجال تخصصهم، ويقوم الطبيب المتخصص بمعالجة الحالات الصعبة والتي تحول اليه من اطباء الاطفال، وتمكن صعوبة هذه الحالات في عدم التوصيل الى تشخيص معين او تم التشخيص ولكن لا تتوفر الطرق العلاجية لمثل هذه الامراض، فمثلا تصلنا فاكسات من المستشفيات المختلفة بالمملكة تطلب تحويل مريض الى مركز متخصص اعلى للتشخيص والعلاج، كما يفد الينا مرضى من الداخل وخارج المملكة بحثا عن التشخيص الادق والعلاج الانسب لامراضهم. هؤلاء المرضى - كما هو معلوم - يكون قد سبق الكشف عليهم من قبل اطباء الرعاية الصحية الاولى وبعضهم يتم احالتهم الى اقرب مستشفى وهذا يعتبر المستوى الثاني في الرعاية الصحية وفي داخل المستشفى تجري بعض الفحوصات العامة من تحاليل واشعة وخلافه واذا لم يتم التوصل الى التشخيص او لم يتوفر العلاج يحول المريض الى المستشفى الرئيس لاجراء مزيد من الاختبارات لتحديد اسباب العلة على وجه الدقة وهذا يسمى المستوى الثالث من الرعاية الصحية وهو الذي يقوم به الطبيب المتخصص في تخصص دقيق محدد. واذا اخذنا مرضى اعصاب الاطفال على وجه التمثيل فان الطفل يراجع المستوصف المجاور لعمل التطعيمات مثلا ثم يفاجأ طبيب المستوصف بأن الطفل قد اتم سنة من العمر وهو لا يستطيع الجلوس لوحدة ولديه تأخر حركي فيحيله الى المستشفى والذي يوجد به اخصائي او استشاري اطفال فيقوم بعمل تخطيط للمخ واذا ما اكتشف ان لديه ضمورا في المخ فانه يحيله الى المستشفى الرئيسي في المدينة حيث يوجد طبيب مختص في امراض المخ والاعصاب عند الاطفال والذي يطلب فحوصا ادق ويشخص سبب التأخر الحركي كأن يكون بعض الامراض الوراثية والاستقلابية ويبدأ التدخل العلاجي اما بالادوية او التغذية او التأهيل الطبي. ومن هذا المثال يتضح ان المتابعة من قبل المتخصص في المجال الدقيق امر هام لمعرفة اسباب الاعاقة او المرض حتى يتسنى التدخل قبل ان يكبر الطفل ويصبح من الصعب علاجه ومن ذلك ايضا الحالات المستعصية والتي قد يتم التوصل الى التشخيص الصحيح وبدء العلاج الا ان استجابة المريض تكون بطيئة او قد تنتكس او تسوء حالته، هنا ينصح باحالته الى الطبيب المختص في التخصص الدقيق لانه يمتلك المعرفة والخبرة اللازمة للتعامل مع مثل هذه الحالات معينة من الامراض وتفد عليه من كل مكان واكتسب خبرة طويلة في التعامل معها والف مؤلفات عدة عنها فزيادة على التخصص الدقيق في مجال معين يتولد اهتمام خاص لدى بعض الاطباء في امراض معينة ويستقبل الحالات المختلفة والاستفسارات من كل مكان ليس في بلاده فقط بل على مستوى العالم عن طريق التواصل عبر البريد او الفاكس او غيره.. وهنا يصبح التخصص الدقيق في مجال معين من الطب فرصة للابداع والابحار في هذا العلم والغوص في تفاصيله ومعرفة اسراره والاستمتاع بلذة اكتشاف الجديد.
الخدمات التشخيصية والعلاجية
وتحدث الاستاذ الدكتور عبد الرحمن الفريح حول فعالية هذه التشخيص والعلاج عن طريق طبيب متخصص وقال: طب الاطفال تطور في العقود الثلاثة الماضية مما كان له الأثر في استحداث تخصصات دقيقة من امراض الاطفال المختلفة وظهرت في السنوات الاخيرة تخصصات دقيقة من امراض الاطفال المختلفة وظهرت في السنوات الاخيرة تخصصات مثل طب الطوارىء والعيادات الاولية التي جانب التخصصات الموجودة منذ سنوات كالصدرية والاعصاب والغدد والكلى والجهاز الهضمي والكبد والحساسية والمناعة والروماتيزم وحديثي الولادة وغيرها. ولاشك ان وجود التخصصات الدقيقة يساهم بفعالية بتقديم افضل الخدمات التشخيصية والعلاجية للاطفال فيذهب المريض الآن الى الطبيب المختص مباشرة مما يقلل من التخصصات الدقيقة يضمن وجود خدمات تشخيصية متقدمة سواء كانت مختبرات او اجهزة تشخيصية مساندة كالمناظير او مختبرات او انسجة لتحصيل العينات وبالامكان الآن اجراء التشخيص والعلاج لمعظم الامراض التي كانت تستدعي السفر الى الخارج بسبب عدم توفر الخدمات التشخيصية والعلاجية بل ان المملكة العربية السعودية اصبحت الآن عاصمة الطب الحديث بالمنطقة.
مستقبل التخصصات الدقيقة
وفي سؤال حول مستقبل التخصصات الدقيقة في المملكة اجاب الاستاذ الدكتور الفريح: المملكة ولله الحمد تخطو الى الامام بكل ثقة ويتمتع الطبيب السعودي بثقة المريض بل ان المرضى في المستشفيات الحكومية والاهلية يفضلون ان يتلقوا علاجهم على يد الطبيب السعودي لما له من خبرة وشهرة في مجال تخصصه.
الحاجة للتخصص الدقيق
وحول الحاجة الى مثل هذه التخصصات الدقيقة تقول الدكتورة حنان السماق: طبيب الاطفال بشكل عام اشبه بطبيب امراض داخلية عام للاطفال يستطيع ان يقدم المساعدة الاولية في معظم الامراض الشائعة ولكن عندما يكون الحديث عن بعض الحالات الدقيقة يجد نفسه شبه عاجز عن تقديم الفائدة المثلى للمريض فعلى سبيل المثال كثيرا ما كان يولد اطفال يبدون في تمام الصحة والعافية في الساعات الاولى من قدومهم لهذه الحياة وفجأة وخلال ساعات قليلة تبدأ اعراض ضيق التنفس وقصور القلب بالظهور والموت في كثير من الاحيان خلال يوم او اكثر بعد الولادة بدون دراية حقيقة للاسباب لان الفحص السريري لا يمكنه ان يظهر العلة الكامنة وراء هذا التدهور المفاجىء في حالة المولود الذي ظاهريا كان يبدو بوزن جيد وبدون اي تشوه ظاهر. ونتيجة كل ذلك هو تشخيص ادق للحالة المرضية وبالتالي عناية طبية عالية الكفاءة والتي تقدر بدورها الى نتائج علاجية ممتازة بحول الله.
المراكز الطبية والتخصص الدقيق
وفي سؤال حول مدى الخطوات المعمول بها في هذا المجال بالذات داخل المملكة اجابت الدكتورة حنان: ان المملكة قد خطت خطوات حثيثة في هذا المجال فهناك الكثير من المراكز المتخصصة الرائدة في تشخيص وعلاج ومتابعة لامراض القلب الولادية كما ان هناك عناية فائقة لطفل التخصصات الدقيقة في مجال الاعصاب والنفسية والغدد كذلك امراض الصدر والهضم عند الاطفال وكذلك الكبار ولا ادل على ذلك من الحرص شديد من قبل المعنيين في المملكة لاعداد الكوادر الطبية وتشجيع الاطباء المختصين اصلا على اجراء مختلف هذه التخصصات الدقيقة في مختلف مناطق المملكة. والجهد الكبير في مجال العناية الدقيقة لهؤلاء المرضى بمشاكلهم الصحية المختلفة والخبرة الدقيقة في مجال العلاج والتشخيص يحسن معدل الحياة بعد مشيئة الله للاطفال المواليد او لديهم مشكلة صحية بالغة التعقيد مما جعل المملكة في مصاف الدول المتقدمة صحيا في هذا المجال.
***
المشاركون في الندوة
الأستاذ عبدالله سليمان الحربش
استشاري طب الأطفال «غدد»
أستاذ في قسم الأطفال بكلية الطب بجامعة الملك سعود
استشاري غير متفرغ وكبير الأطباء بمركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي
الأستاذ الدكتور أسعد محمد عبدالله
الزمالة البريطانية في طب الأطفال
تخصص دقيق في أمراض الجهاز الهضمي والكبد والتغذية لدى الأطفال
استشاري غير متفرغ بمركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي
الأستاذ الدكتور عبدالرحمن صالح الفريح
تخصص دقيق في الأمراض الصدرية والحساسية لدى الأطفال
رئيس لجنة تشخيص وعلاج الربو في السعودية
استشاري غير متفرغ بمركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي
الدكتور أحمد العلي الجارالله
الزمالة البريطانية في طب الأطفال «الأعصاب»
رئيس وحدة أعصاب الأطفال بكلية الطب في جامعة الملك سعود
الدكتورة حنان توفيق سماق
تخصص دقيق في أمراض القلب لدى الأطفال
الزمالة الألمانية لطب الأطفال
استشارية بمركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي
أدار الندوة
الأستاذ خالد الحمود
المنسق الإعلامي بالمركز
محاور الندوة
* طريقة التخصص الدقيق في طب الأطفال.
* الحالات العامة التي من الممكن أن يتعامل معها طبيب الأطفال بغض النظر عن تخصصه الدقيق.
* الحالات التي يفضل فيها المتابعة من قبل المتخصص في المجال الدقيق.
* الفوائد التي تعود على المجتمع من متابعة بعض الحالات المرضية من قبل المتخصص.
* مستقبل التخصصات الدقيقة في المملكة.
***
النتائج والتوصيات
* التخصص الطبي الدقيق من شأنه ان يعكس العديد من الفوائد والنتائج الايجابية على المريض والطبيب وكذلك المجتمع.
* يمكن للطبيب المتخصص في اي مجال تشخيص وعلاج كافة الامراض ولكن عند توفر التخصص الدقيق تكون الفائد افضل.
* عندما تكون حالة المريض حالة غير شائعة او مزمنة يجب ان تعرض على طبيب متخصص في نفس المجال.
* لا يفضل علاج الطفل عن طريق طبيب بعالج الكبار حتى ولو كان متخصصا في نفس المجال.
* المملكة من الدول المتقدمة طبيا نتيجة الحرص الشديد واعداد الكوادر الطبية المختصة في مجال معين من مجالات الطب المختلفة.
|