ليس من صالح الهلال أن يقيل مدربه في الوقت الحالي لأن أي مدرب بديل لن يستطيع ان يقدم افضل مما يقدمه بالاتشي الذي يعيش أزمة حقيقية مع لاعبين متعالين ولا مبالين، وإذا ما أقدمت الإدارة على خطوة الغاء عقد المدرب فإنها ستكون كمن يبارك للاعبين تهاونهم وتخاذلهم ولا مبالاتهم، فتسريح بالاتشي بمثابة اعلان البراءة للاعبين من أي تقصير، وستبقى الإدارة تدور في نفس الدائرة مع أي مدرب جديد دون أن تستطيع ان تجد للفريق مخرجاً ما دامت العلة موجودة وباقية وسينتظر اللاعبون في كل مرة الغاء عقد المدرب كمداراة لتقصيرهم.
يجب أن تتخذ الإدارة خطوة المواجهة مع اللاعبين بكل جرأة وبكل صراحة ووضوح، فليس من المعقول ان تكون مستويات اللاعبين وعطاءاتهم الحالية هي كل ما يستطيعون تقديمه، فما عدا الشريدة والخثوران فإن مستويات كل اللاعبين منخفضة ومتدنية وليس ذلك مقتصراً على الصعيد الفني فالتدني والانخفاض طال أيضا الروح المعنوية للاعبين وحركتهم داخل الملعب وقتاليتهم.
ولهذا يجب أن يكون هناك مصارحة ومكاشفة وشفافية بين الإدارة واللاعبين حول أسباب تدني مستوياتهم ونفسياتهم ومعنوياتهم ويجب ان يشترك المدرب في تلك المصارحة والمكاشفة بحيث تعالج الإدارة تلك الاسباب فوراً حتى لو طال التصحيح الإدارة نفسها والتي ربما تكون سببا، أما إذا تهرب اللاعبون من ابداء أي أسباب أو تعليل لانخفاض مستوياتهم فيجب على الإدارة حينئذ ان تتخذ الخطوة الأكثر جرأة بمساعدة المدرب وهي ابعاد كل لاعب عاجز عن النهوض بمستواه مهما كان اسمه وحجمه ومقدار نجوميته، فالبطولات لن تتحقق بالاسماء والنجومية بل بالمستويات والعطاءات، ويكفي ما فقده الهلال وخسره من مباريات وبطولات والقاب محلية وخارجية خطفتها من أمامه فرق متواضعه الاسماء والاداء الفني لكنها كانت عالية الهمة ومتقدة الروح المعنوية ولا عبوها يقاتلون في الملعب بكل شراسة يسمح بها القانون أو حتى لا يسمح.
وأنا أعلم ان في هذا الحل والاجراء صعوبة واحراجاً لأن البديل الهلالي أسوأ (والعتب على من دمر القاعدة الهلالية طيلة السنوات العشر الماضية) ولكنها تبقى خطوة لا بد منها فما حيلة المضطر إلا ركوبها.
|