في عدد يوم الاثنين 16 ذي الحجة 1423هـ نشر في «عزيزتي الجزيرة» تعقيب للاخ العزيز عبدالله العمر من الرياض تحت عنوان «ما هكذا يكون الرد..» رداً على موضوع نُشر في زاوية «أضواء» في الجزيرة عن دور الأمم المتحدة في ايقاف الحرب على العراق ضمن سلسلة «كيف تمنع الحرب على العراق..؟!!».
وفي البداية اود أن اشكر الأخ القارئ عبدالله العمر على اعطاء جزء من وقته لقراءة زاوية اضواء، ومتابعة ما يكتب فيها إلا أنني اود توضيح نقطة هامة قد تكون قد فاتت على الاخ القارئ نتيجة الاحباط المتراكم من دور الأمم المتحدة ومما لاشك بأن القارئ الكريم قد اقتنع بعد جلسة مجلس الأمن الدولي الاخيرة التي شارك فيها عشرة وزراء خارجية، بأن دور الامم المتحدة قد برز بوضوح في الأزمة العراقية - الأمريكية، فقد ادت كلمات فاروق الشرع وزير خارجية سوريا ودومنيك وفيلمبان وزير خارجية فرنسا ونظيريهما الروسي والصيني الى تأجيل ما كانت تخطط اليه كل من امريكا وبريطانيا واسبانيا في الحصول على تفويض اممي بشن حرب على العراق.
ولذا فأرى ان ارد العبارة التي خطها قارئنا العزيز قد سال حبرها في غير المجرى، فقد تصدى الشرع وفيلمبان ورفاقهما بقوة لنوايا الحرب الامريكية البريطانية الاسبانية، وتخطيا صمت بعض الوزراء الحاضرين ومنهم وزير خارجية اسلامية طمعاً في «الرشوة الامريكية» او جزعاً من الضغوط التي لا تخفى على احد التي تمارسها واشنطن على اعضاء دول مجلس الأمن الدولي لاعطائها صكاً يجيز لها شن حرب على العراق.
ان ما جرى في الجلسة العلنية لمجلس الامن الذي اكد أن هناك الكثير من الدول المهمة من «الكبار» تعارض هيمنة القطب الواحد وتسعى الى استعادة ادوارها من خلال تفعيل دور الامم المتحدة، والنجاح الذي تحقق في تلك وان لم يلغِ الحرب تماماً، إلا أن المعارضين للحرب نجحوا في تأجيلها الى اكثر من شهر مع اعطاء فرص كثيرة للخيار السلمي من خلال العمل الدبلوماسي، وهذا جزء من الجديد الذي يتساءل قارئنا الاخ عبدالله العمر الذي يعيد للامم المتحدة دورها الذي تحاول القوى الكبرى سلبه.
وفي الحقيقة ان هيئة الامم المتحدة لا يخضع قرارها بشأن الحرب على العراق للرؤية الامريكية فقط، فهناك رؤى عديدة، منها الرؤية الفرنسية - الالمانية، والرؤية الروسية - الصينية، ورؤية دول عدم الانحياز، والرؤية العربية والاسلامية، وللاسف الشديد هي كما هو ترتيبها في السياق، الأخيرة والاضعف.
في الختام سعدت كثيراً برد الاخ عبدالله العمر الذي يؤكد ان القراء يتابعون ويتفاعلون فيما نكتب وهو اكثر ما يسعد الكتاب.
|