Sunday 23rd february,2003 11105العدد الأحد 22 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

اهتموا بالفكر لينضبط السلوك اهتموا بالفكر لينضبط السلوك
علي بن شايع النفيسة(*)

سلوك الإنسان الظاهر ما هو إلا نتاج لما يحمله من فكر لذا كان لزاماً على كل من يريد ان يوجه سلوك أحد معين فرداً كان أو جماعة ان يوجه فكره أولاً لما يتناسب ويدفعه إلى السلوك المبتغى وحينما نستقرئ التاريخ وننظر في حقبة معينة من الزمن وكيف كان سلوك من عاشوا خلال تلك الحقبة نجد أنه كان يسيطر فكر معين يوجه سلوك أهل ذلك الزمان إلى ما كانوا عليه من السلوك السائد حينها فمثلاً كان سلوك العرب قبل الاسلام تجاه أمور معينة تتابع لما يحملونه من معتقدات ومفاهيم سائدة بينهم فمثلاً وأدهم لبناتهم ودفنهم لهن وهن أحياء غير مكترثين بجبلة العاطفة الجياشة تجاه فلذات الأكباد، ما كان ليتم لولا وجود لوث فكري مبني على مجرد احتمال سلوك منحرف على غير ما هو مقبول لديهم ومحكوم بضوابط اجتماعية سائدة وفي هذا الزمن نجد بعض السلوكيات المشينة في مجتمعات تصف نفسها بالرقي والتقدم هذه السلوكيات تجعل الإنسان وكأنه يعيش في مجتمع بدائي لم تنزل عليه ديانات سماوية أعني بذلك أن يستسيغ الإنسان ويقبل فكرة شاذة ترى أن أجمل صورة للإنسان أن يظهر للعيان عرياناً كما خلقه الله وهذه إحدى النظريات الشاذة المقبولة في بعض المجتمعات الغربية اذاً لا فرق بين سمات الجاهلية قديما وحديثاً.
فمتى ما انحط الإنسان بفكره كان سلوكه نتاج لذلك الفكر المنحط والعكس صحيح فكلما ارتقى فكر الإنسان كان سلوكه على الدرجة نفسها من الرقي والسمو فعمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي عاش في زمن الجاهلية التي كانت تئد البنات لما أسلم ورقى فكره بوحي السماء أصبح يبكي تارة ويضحك تارة أخرى على ما كان عليه من سلوكيات خاطئة في الجاهلية فيبكي حينما يتذكر وأد البنات ويضحك حينما يتذكر انه يعبد الثمرة ثم يأكلها وهذا حال ارتباط سلوك الإنسان بفكره قديماً وحديثاً مما يدفعنا إلى أهمية الاهتمام بالفكر وتقويمه لينضبط السلوك.
خصوصاً عند الناشئة حيث تتنازعهم دعوات فكرية خطيرة تتراوح بين الإفراط والتفريط ونحن أمة وسط كما وصفنا الله في القرآن الكريم ويخطئ بعض الناس حينما لا يكترس بما يحمله ابناؤه من فكر خاطئ تجاه قضايا مصيرية معاصرة دينية كانت كالإلحاد مثلاً أو الغلو أو دنيوية كعدم أهمية مواصلة الدراسة لشح الوظائف،
كما يفعل البعض عن مصادر تغذيه بهذه الأفكار الخاطئة وسبب ذلك في الغالب عضوية بعض الآباء وعدم قدرتهم الفكرية على سبر الأمور المحيطة بهم أو لانشغالهم بأمورهم الخاصة وعدم اهتمامهم بهذا الجانب المهم حتى تغشاهم أهوال الأفكار الخاطئة والمؤثرات السلبية فيتنبهوا ولكن بعد فوات الأوان.
اللهم بلغت الله فاشهد.

(*) مدير التوجيه بوزارة الداخلية

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved