لقد خلقنا المولى عز وجل لعبادته وجعل هذه الحياة الدنيا اختباراً وامتحاناً لعباده فمنهم من ينجح في هذا الامتحان ويتميز ويبز غيره فيسعد في الأولى والآخرة ومنهم العكس من ذلك ممن يقترفون الذنوب فيشقون في دنياهم وأخراهم.
والحقيقة أننا حينما نمعن النظر في وضع المجتمع حالياً وندقق في تصرفات الكثيرين نلحظ أن معظمنا غارق في المعاصي وارتكاب الآثام من رأسه حتى أخمص قدمية إلا من رحم ربي فهناك والعياذ بالله من لا يؤدي الصلاة ويدعي بأنه مسلم وهو لا يحمل من الإسلام إلا اسمه!!
وهناك من يتعامل بالربا وهناك من يعق والديه وآخرون اعتادوا ممارسة الفحشاء!! وغيرهم ممن لا هم لهم إلا الجلوس أمام «الدشوش» ومشاهدة اللقطات التي تخدش الحياء في بعض الفضائيات.
ولا ننسى أولئك الذين يتلذذون بالغيبة والنميمة وأكل لحوم البشر ولا نغفل عمن يغشون الناس في أقوالهم وأفعالهم وغير ذلك الكثير من المعاصي والآثام ومعظمها من الكبائر التي يرتكبها البعض ليل نهار ناسياً أو هو بالأصح متناسياً أن هناك حساباً وعقاباً ثم يكون المصير بعد ذلك إلى جنة الخلد - نسأل الله من فضله - أو إلى نار يأكل بعضها بعضاً - نعوذ بالله من النار -
ومن هنا ونظراً لخطورة الوضع فإنني أدعو جميع القراء ونفسي أولاً إلى التوبة الخالصة فالتوبة تجب ما قبلها وأهيب بالجميع إلى «محاسبة النفس» حيث ينبغي علينا جميعاً قبل النوم مساء كل يوم أن نسترجع شريط حياتنا في ذلك اليوم.
فما كان من خير فلنعاهد أنفسنا على الاستمرار عليه وزيادته وما كان من شر ومعصية فلنعقد العزم ولنسعى صادقين إلى عدم العودة إليه مع التوبة عما مضى منه وعندها فقط نسعد في الدارين ونكسب رضا الخالق عز وجل.
|