* أبها - محمد السيد - سعيد آل جندب - حسن غرامة - واس:
رعى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام أمس حفل افتتاح ندوة «نحو تربية بيئية أفضل» التي تنظمها جامعة الملك خالد وذلك بفندق قصر أبها.
وكان في استقبال سموه بمقر الحفل صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيزالرئيس العام للارصاد وحماية البيئة. كما كان في استقبال سموه معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري ومدير جامعة الملك خالد الدكتور عبدالله بن محمد الراشد.
ولدى وصول سموه قام بقص الشريط إيذانا بافتتاح المعرض البيئي المصاحب للندوة الذي تشارك فيه جامعات الملك خالد والملك سعود والملك عبدالعزيز ووزارات الزراعة والصحة والمياه والمعارف الى جانب الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وانمائها والهيئة الملكية للجبيل وينبع.وتجول سموه داخل أرجاء المعرض واستمع الى شرح عن محتوياته التي تشمل نماذج لجميع الأنظمة البيئية في المملكة بما يبرز التنوع البيئي في المملكة وفي منطقة عسير بصفة خاصة من خلال الصور والمجسمات ونماذج تتعلق بالبيئة وأبحاث ودراسات بيئية.
بعدها اخذ سموه مكانه في المنصة الرئيسية للحفل ثم بدئ الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم ألقى رئيس اللجنة العلمية للندوة الدكتور عامر بن عبدالله الشهراني كلمة اللجنة والتي رحب فيها بسمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز وشكره على رعايته لهذه الندوة . وبين أهمية التربية البيئية في إعداد افراد المجتمع للتفاعل الناجح مع البيئة بكل مكوناتها بما يتطلبه من تزويدهم بالمعلومات والمفاهيم .
وتحدث الدكتور الشهراني عن الندوة التي ستستمر ثلاثة أيام مبينا أنها ستشتمل على سبعة وثلاثين بحثا وورقة عمل وزعت على عشر جلسات لافتا النظر الى انه سيصاحب فعاليات الندوة حلقة عمل عن جهود المملكة العربية السعودية في المحافظة على البيئة.
إثر ذلك ألقى مدير جامعة الملك خالد الدكتور عبدالله الراشد كلمة أشاد فيها بما قدمه ويقدمه سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز لكل عمل فاعل يخدم البيئة ويسهم في حمايتها وتنميتها وعد ذلك تأكيداً لمبدأ الريادة الذي أكرم الله به الانسان إذ جعله خليفة في الأرض وسخر له ما فيها واستأمنه عليها وأيضا تأكيدا لتوجه حكومتنا الرشيدة في دعم كل جهد بناء مثمر في هذا الاتجاه .
وأبرز التطور الذي شهدته جامعة الملك خالد حيث حققت نقلة أكاديمية ناجحة بتوسعها من اربع كليات في منتصف عام 1419هـ الى احدى عشرة كلية هذا العام اضافة الى تأسيس مكتبة مركزية ومركز جامعي لدراسة الطالبات. وقال: «تم في هذا الفصل الدراسي القبول في كلية المجتمع بنجران كما يتوقع أيضا انضمام كلية أخرى للمجتمع في بيشة العام القادم ان شاء الله».
عقب ذلك ألقيت كلمة صاحب السمو الملكي الأمير محمد العبدالله الفيصل رئيس مجلس ادارة نادي الصافي لأصدقاء البيئة ألقاها نيابة عنه نائب رئيس مجموعة ادارة الفيصلية محمد العريفي بين فيها ان صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل مالك الشركة وافق قبل ست سنوات على تمويل وتشغيل كل ما يخدم في مجال البيئة ونظافة المناطق البيئية خارج النطاقات العمرانية وعدم تلويثها بمخلفات الاستهلاك والقيام بأعمال التوعية البيئية كحملات التنظيف وتوعية المواطن والمقيم بأهمية التعامل مع بقايا ونفايات الاستهلاك البشرى بأسلوب حضاري. وأبرز ما يقوم به نادي الصافي لأصدقاء البيئة من نشاطات حقق خلالها نتائج ملموسة ونجاحات جيدة في هذا المجال مفيداً انه تم انفاق ما يزيد على عشرة ملايين ريال في السنوات الأولى للنادي خدمة للبيئة.
بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز الرئيس العام للارصاد وحماية البيئة كلمة أبدى فيها سعادته بهذه المناسبة معبرا عن شكره وتقديره لسمو النائب الثاني ووصفه بأنه رجل البيئة العربي الأول الذي أعطى جل اهتمامه لحماية البيئة والمحافظة على مواردها المختلفة ولصحة الانسان وتذليل جميع الصعوبات.
وأكد سموه ان الاهتمام بحماية البيئة في المملكة العربية السعودية والمحافظة عليها قد تم بالفعل بشكل كبير من خلال اتخاذ العديد من الخطوات الرائدة والمتميزة من بينها انشاء العديد من مؤسسات العمل البيئي وتوفير الامكانات المادية والفنية. واستعرض سموه شواهد عديدة لحرص حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز بالبيئة ورعايتها والمحافظة عليها ومن ذلك ادراج موضوع البيئة والصحة ضمن النظام الأساسي للحكم واصدار النظام العام للبيئة وادراج موضوع التربية البيئية ضمن المناهج الدراسية وتشكيل اللجنة الوزارية للبيئية برئاسة سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز.
اثرها شاهد سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز والحضور عرضا وثائقيا مصورا بعنوان «البيئة ... أمس».
عقب ذلك أعلن مدير جامعة الملك خالد الدكتور عبدالله محمد الراشد موافقة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز على اطلاق اسم سموه على مركز بحوث البيئة والسياحة بالجامعة والذي صدرت الموافقة على انشائه العام الماضي ليصبح اسمه «مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز للدراسات البيئية والسياحية بجامعة الملك خالد».
بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز الكلمة التالية...
أيها الإخوة الكرام ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. الحمد لله .. خالق كل شيء بقدر .. منزل الغيث .. فالق الحب والنوى القائل {هٍوّ الذٌي جّعّلّ لّكٍمٍ الأّرًضّ ذّلٍولاْ فّامًشٍوا فٌي مّنّاكٌبٌهّا وّكٍلٍوا مٌن رٌَزًقٌهٌ وّإلّيًهٌ النٍَشٍورٍ } والقائل {وّالأّرًضّ مّدّدًنّاهّا وّأّلًقّيًنّا فٌيهّا رّوّاسٌيّ وّأّنًبّتًنّا فٌيهّا مٌن كٍلٌَ شّيًءُ مَّوًزٍونُ} .. والصلاة والسلام على رسوله الامين الذي تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لم يدع طريقا يقود الى الخير إلا أرشدنا إليه ولا طريقا للشر إلا حذرنا منه علمنا كيف نتعامل مع أمور ديننا ودنيانا علمنا كيف نتعامل مع البشر والأرض والشجر كما علمنا كيف نتعامل مع الماء والهواء مع الطير والحيوان وسائر المخلوقات وبقيت مسؤوليتنا حقا أنها مسؤولية عظيمة .
لقد أعطانا الله سبحانه وتعالى بيئة متوازنة تستطيع ان تمدنا بأسباب الحياة الكريمة إن نحن تعاملنا معها بحكمة .
أيها الإخوة ..
ان اختيار منطقة عسير الجميلة لاستضافة هذه الندوة أمر له مدلولاته، فبالاضافة الى ما حباها الله به من بيئة متميزة غنية بمقوماتها الطبيعية فقد نجح أبناؤها والمسؤولون فيها بالمحافظة على هذه البيئة فلهم منا جميعا الشكر والتقدير وباسمهم أدعو اخواننا المواطنين في كافة أرجاء بلادنا الحبيبة ان يحذوا حذوهم.
إننا سوف نحقق أهدافنا ان شاء الله بالوصول الى بيئة نظيفة متوازنة اذا جعلنا التربية البيئية جزءا من حياتنا اليومية نناقشها مع أفراد أسرنا وفي لقاءاتنا الاجتماعية نشرح السلبيات التي سوف تنجم عن التعامل الجائر مع مقومات البيئةوعناصرها . . نزرع الوعي البيئي في النشء ونجعل انفسنا مثالا لهم . ايها الإخوة ..
لقد أولت الدولة اهتماما خاصا بالبيئة وقامت بمحاولات جادة لدرء الكوارث والأخطار عنها خاصة وان الأرض تعاني من مشاكل بيئية عديدة بفعل الانسان ونشاطاته غير المقننة واستنزافه للموارد الطبيعية المحدودة التي تمثل مصدرا صحيا واقتصاديا وجماليا أساسيا وانشأت الدولة أجهزة نذرتها لهذه الأهداف النبيلة ومنها الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وانمائها والرئاسة العامة للارصاد وحماية البيئة اللتان تعملان في ظل توجيهات كريمة مباشرة من لدن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين للمحافظة على ثروتنا الطبيعية الغالية وحماية الحياة الفطرية في كل أنماطها.
لقد بذلت الدولة الكثير من أجل حماية الموارد الطبيعية البرية والبحرية..وسعت الى ترسيخ مفهوم الوعي البيئي عبر الوسائل المختلفة في التعليم والاعلام والمنابر الاجتماعية المختلفة.. وان ما تحقق من نجاحات للأجهزة المختصة المسئولة عن البيئة والمؤسسات الأكاديمية والجهات الحكومية والأهلية ذات العلاقة أثبت لنا ان تحقيق الأهداف ممكن.
لذلك فإننا جميعا مطالبون بمضاعة الجهد لنسلم أبناءنا وأحفادنا بيئة صحية متوازنة كما سلمها لنا آباؤنا وأجدادنا بل أفضل ان شاء الله.
ان ما نراه اليوم من تصرفات محدودة مثل رمي المخلفات في الأودية أو في مواقع لم تخصص لذلك أو الصيد والاحتطاب والاستنزاف الجائر أو مخالفة انظمة البيئة التي وضعها ولي الأمر لا تعكس الصورة الحقيقية لمجتمعنا.. ونثق ان شاء الله انها سوف تختفي .. كما ان على وسائل الاعلام ومؤسسات التعليم بكافة مراحله مسئولية كبيرة في هذا المجال.
أيها الاخوة .. اننا ونحن نبدأ فعاليات هذه الندوة لنتطلع الى ما ستتمخض عنه ان شاء الله من نتائج بناءة وتوصيات عملية تدفع الى مواصلة الجهد والبحث والاهتمام بالبيئة حاضرا ومستقبلا .. وستكون توصياتكم وجهودكم بمشيئة الله محل اهتمامنا وعنايتنا.
وفي الختام اشكر معالي مدير جامعة الملك خالد وزملاءه والقائمين على هذه الندوة المباركة .. وأثني على حسن التنظيم وعلى هذا الجهد الوطني المشكور.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وفى نهاية الحفل تسلم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز هدية تذكارية بهذه المناسبة من مدير الجامعة . إثر ذلك قام سمو النائب الثاني بجولة في جناح جامعة الملك خالد المقام ضمن المعرض البيئي المصاحب للندوة حيث شاهد سموه صورا للمناظر الطبيعية والبيئية عن منطقة عسير ومجسمات ومحنطات للحيوانات والطيور والأشجار وبعض الكائنات المختارة من البيئة الجبلية والصحراوية في المنطقة الى جانب ما اشتمل عليه الجناح من اصدارات الجامعة.
ثم غادر سموه الحفل مودعا بالحفاوة والتكريم.
|