المتابع للقنوات الفضائية.. أو ربما ما ينشر في بعض الوسائل المختلفة عن الأزمة الحالية.. يلاحظ أن هناك فئة = وهي قليلة بفضل الله = تحاول تحميل الكويت أو مهاجمة دولة الكويت.. مع أن الحوار عادة.. قد لا يعني دولة الكويت
** أقول.. بعض الثوريين أو المنتسبين للثوريين العرب.. يحاول الزج بدولة الكويت في الأزمة.. مع أن دولة الكويت.. ليست لها علاقة من قريب أو بعيد بالأزمة.. فلا هي التي صنعت أسلحة الدمار الشامل للعراق.. ولا هي التي حرضته على إخفائها.. ولا هي التي قالت له.. تلاعب بقرارات الأمم المتحدة.. ولا هي التي قالت له.. اطرد المفتشين الدوليين أو اضحك عليهم.. ولا هي التي أزَّمت علاقة العراق بالأمم المتحدة أو دول العالم.. ولا هي التي كتبت خطب صدام العنترية..
** الكويت أيها السادة.. استبيحت أرضها، واحتلت.. وطرد وقتل وسحل مواطنوها.. ومرَّت بتجربة مريرة.. وهي تجربة فعلية حيَّة.. ومن حقها.. بل من واجبها حماية أمنها.. وحماية مواطنيها.. وحماية حدودها بما تراه ملائماً.
** الخطر العراقي.. ما زال يهدد دولة الكويت.. واقرأوا خطاب صدام الذي سمي خطاب «الاعتذار للكويت» وستجدونه يتحدث بصراحة علنية عن تهديد الكويت والكويتيين وليس مجرد توهمات أو أشياء فهمناها بين السطور.. بل الخطاب صريح في ذلك.. وماذا عن تحريضه للمواطنين الكويتيين أن يهاجموا حكومتهم وتهديده للكويت ودول المنطقة بالويل والثبور؟
** ثم اقرأوا تصريحات طارق عزيز.. فقد أعلن أن العراق سيهاجم دولة الكويت
** ثم إن أبواق صدام وإعلامه.. ما زال يسمي دولة الكويت «أرض الكويت».. اسألوهم.. لماذا يصرون على هذه التسمية؟
** إن من واجب حكومة الكويت.. أن تدافع عن حدودها وأمنها ومواطنيها بما تراه مناسباً.. فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.. وما فعلته دولة الكويت اليوم.. هو واجب تحتمه مسؤولية قيادة أمام مواطنيها.. لأنهم أمانة في عنق القيادة.. والقيادة الكويتية قامت بواجبها تجاه مواطنيها.. وهو توفير الحماية والأمن لهم.. والوقوف في وجه أطماع صدام.
* كلنا نعرف أن نظام صدام.. لو أتيحت له أي فرصة فلن يتأخر في اجتياح دولة الكويت.. وهذا.. تؤكِّده أحداث عام 1990م ولغة الخطاب العراقي اليوم وكل يوم..
** نحن كلنا.. نتمنى للعراق.. الأمن والاستقرار.. ولا أحد يريد إطلاقاً ضرب العرق.. بل نبتهل إلى الله تعالى أن يجنب شعب العراق مثل هذه الضربة.. ولكن نظام العراق ما زال حتى اليوم.. يراوغ ويتلاعب وكأنه لم يستوعب الدرس.. بل الدروس جيداً.
** لماذا لا يتعقل الخطاب العراقي اليوم ويترك أساليب الوعيد والعنتريات والأراجيف التي ماتت قبل خمسين سنة.. والتي لم تجلب للأمة غير الدمار والعار والفضائح والهزائم؟
* على إعلام العراق أن يدرك.. أن أسلوبه وخطابه خاطئ «100%» وأنه هو الذي دمَّر العراق..
** لماذا إعلام العراق ونظام العراق لم يسقط من حساباته حتى الآن شيئاً اسمه «أم المعارك» مع أنها كانت معركة خاسرة دمَّرت العراق سياسياً واقتصادياً وعسكرياً ونفسياً واجتماعياً وتنموياً وفي كل مجال؟
** كلمة «أم المعارك» نفسها.. توحي للجميع.. أن العراق ما زال وحتى اليوم.. يهدد ويتوعَّد جيرانه.. وأن معركته معهم لم تنته..
** المشكلة.. أن نظام العراق وإعلام العراق وخطاب العراق اليوم.. هو الذي سيسهِّل أمور الضربة الموجعة.. التي قد يتلقاها في أي لحظة.. وهو الذي سيصنع لها المبررات.. وهو الذي سيوجد لها الذرائع وليس غيره.. وهو الذي سيعجِّل بها.
** أما من يوجِّه اللوم للكويت اليوم.. فهو عدو للكويت يعلن عداوته.. لأن وضع الكويت اليوم.. يفرض عليها.. الحرص والحذر واتخاذ الاحتياطات اللازمة.. لحماية أمنها.. فدولة الكويت.. لها تجربة مرة.. وتعرف نظام صدام جيداً.. فجيش القدس.. وجيش فلسطين.. وجيش الانتفاضة التي أطلقت لمساعدة الفلسطينيين.. لن تذهب هناك.. ولن تطلق رصاصة واحدة في إسرائيل.. بل هي لجيران العراق من العرب فقط.. وعام 1990 شاهد حي أمامنا.
|