قال مرافقي إلى الحج: يبدو أن عدد الحجيج قليل هذه السنة فرددت عليه بالقول قد يكون الأمر في واقعه على العكس من ذلك وهذه هي الحقيقة غير أن التنظيم الناجح يجعل الكثير في حقيقته يبدو قليلا في ناظريك، فهو وأعني بذلك التنظيم لا يختلف عن الطعام الصحي في شيء من حيث أن الإنسيابية المرورية هنا مثلها مثل الإنسيابية «الهضمية» هناك، تماماً كما أن انتفاء التنظيم مثل الطعام غير الصحي .. نتاجه التخمة إلى درجة عسر الحركة وتوعكها. لأضيف بالقول إن اجتماع هذا العدد الضخم من البشر في مكان واحد وزمن محدد ومقنن أمر إعجازي لا تفسير له سوى ربّانيّته. وفي هذا المنحى أتحدى أية دولة غربية أن تسمح لمثل هذا العدد أن يجتمع في إحدى نواحيها، ولو حدث ذلك لحدث ما لا يكون في الحسبان من الخسائر في الأرواح والممتلكات.
وفي ضوء ما سبق يتبقى عدد من المقترحات التي أرجو أن يتم النظر فيها من قبل الجهات المسؤولة عن الحج ... أوجزها مرقمة كما يلي:
1 لا شك في حقيقة أن انشغال الحاج في أداء المشاعر يجعله يعيش فيما يشبه العزلة الإعلامية، وتتضاعف أطناب هذه العزلة في حال كان هذا الحاج جاهلاً باللغة العربية الأمر الذي يوجب على الجهات الإعلامية أن تبادر فتوضح للحجاج على كافة أجناسهم ولغاتهم واقع ما يقع في محيطهم من حوادث، لا سيما خلال رمي الجمرات، فأمر كهذا كفيل بجعلهم يتوخون السلامة فينتهجون الروية والهدوء والسكينة في مثل هذه المواقف.
2 حبذا لو تم تحديد رمي الجمرات حسب الحملات كل في وقت محدد له سلفاً حيث يتم التنسيق في ذلك مع مسؤولي الحملات ومرشديها.
3 مشعر منى على وجه الخصوص بحاجة ماسة إلى المزيد من دورات المياه لا سيما في المناطق الخارجة عن نطاق المحدد منها للحملات.
4 من المفترض أن يتم تحويل طرقات منى إلى مسارات واحدة باتجاه الحرم، على أن تكون محطة القدوم سواء من منطقة الحرم أو سواها هي منطقة العزيزية القريبة من منى.
5 يجب منع الشاحنات من مشاركة الحجيج الخطوط السريعة المؤدية إلى مكة. وذلك تفادياً لما تسببه هذه الشاحنات من اكتظاظات وحوادث وخلافهما.
|