أمس السبت تسابقت الأقدام للمدارس ومؤسسات العمل المختلفة...
ربَّما كان في الأيام التي مضت أن ارتاحت هذه الأقدام من رهق اللَّهاث وراء الإنجاز.. إنجاز الدرس أو العمل.. وكلاهما أداء... فيه العطاء والأخذ...
التأريخ يشهد بأنَّ هذه الفترة بصمةٌ في تأريخ التأريخ...، فهل تعي العقول التي تحملها هذه الأقدام أهمية إيجاد الرَّابط بين هدف الأداء...، والأداء؟
مجتمعنا كان ولا يزال «يرفِّه» أفراده، والتَّرفيه ليس معناه أنَّ الجميع يأكلون في أطباق استوى ما فيها ونضج...، وإنَّما الذي أعنيه أنَّ التَّرفيه منحهم مساحة، بل مساحات، من التحلل من حمل أثقال مسؤولية الإحساس بأهمية أن يكون الفرد يعي ما يعمل، ويدرك دوره فيما يعمل، ويحرص على تمثيل دوره فيما يعمل...
بمعنى: أن لا تزدحم الشوارع في ساعات العمل بسيارات يجلس خلف مقاودها الهاربون أو المتسربون من أعمالهم...، وأن لا تتكدَّس أوراق العمل في الأدراج، أو فوق المكاتب لوقت لا يحدد...، وأن لا تراق كميات العصائر والشاي والقهوة في الأفواه في ساعات العمل، وأن لا يتردد صاحب الحاجة على الأبواب دون أن تنجز معاملته، وأن لا يعود التلميذ من مدرسته وهو لم يفهم ما قدَّم له معلموه من المعارف؟... وأن لا تنام المدينة بنفاياتها تنتظر أن تلفح الشمس ظهور الملونين كي تكنس شوارعها في النهار... بل... تراق المياه الساخنة على شوارع المدن وأزقَّتها..، كما تراق على عروق التبلُّد للرفاه في أجساد كلِّ الذين واللاتي حملتهم أقدامهم أمس إلى حيث يأخذون ويعطون... كي تتسع هذه العروق لاستيعاب المرحلة.
|