|
وعاشت الدلم آنذاك حالة من الحيوية والنشاط التجاري والاجتماعي فعمرت أسواقها، وجلبت إليها البضائع اكثر مما كانت عليه، ونشط الأهالي في تأجير بيوتهم لطلاب العلم، حيث إن الطلب عليها فاق المعروض في ذلك الوقت ولاتزال الحال حتى يومنا هذا بل وزيادة. وهذا بفضل الله ثم بفضل خطط التنمية التي اقرتها الدولة ونالت الدلم نصيباً وافراً منها من ناحية المدارس وغيرها ولعله من المناسب أن نذكر أسماء الطلاب الذين توافدوا لطلب العلم على يد سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز آنذاك ومنهم: 1 معالي الشيخ راشد بن صالح بن خنين، المستشار في الديوان الملكي وكان كاتبا للشيخ فترة طويلة في المحكمة ومن اكثر الطلاب ملازمة للشيخ في دروسه وهو من الدلم. 2 معالي الشيخ عبدالله بن سليمان المسعري رئيس ديوان المظالم سابقا وهو من حوطة بني تميم. 3 معالي الأستاذ عبدالعزيز بن عبدالله السالم أمين عام مجلس الوزراء حاليا وهو من الرياض. 4 الشيخ عبدالعزيز بن سليمان آل سليمان من الحريق. 5 الشيخ محمد بن سليمان آل سليمان من الحريق القاضي في المحكمة الكبرى في الدمام. 6 الشيخ عبدالله بن حسن بن قصود من الحريق. 7 الشيخ محمد بن زيد بن سليمان من الحريق رئيس المحاكم الشرعية في المنطقة الشرقية. 8 الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الشتري من حوطة بني تميم المستشار بالحرس الوطني. 9 الشيخ سعد بن سليمان المسعري من حوطة بني تميم. (ويمكن الاطلاع على مزيد من الاسماء لقراءة كتاب ابن باز في الدلم قاضياً ومعلماً). التعليم النظامي ولم يكتف سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله بالدروس التي كان يلقيها في الجامع الكبير أو في بيته فقد كان حريصا على نشر العلم بطرق كثيرة وخاصة بعد انتشار المدارس النظامية في انحاء كثيرة من المملكة، فلما رأى إقبال الناس على التعليم وازدحام الكتاتيب ودور العلم بالطلاب الراغبين في التعليم مع قلة الإمكانيات المتوفرة لدى أصحابها مع ما قام به البعض من افتتاح مدرسة أشبه بالأهلية، ولكن رأى سماحته أن يخاطب ولي العهد آنذاك الامير سعود بن عبدالعزيز (الملك سعود فيما بعد) رحمه الله حيث كان مشرفا على التعليم وذلك خلال مقابلته له في مكة في موسم الحج لعام 1367ه بافتتاح مدرسة ابتدائية في الدلم فصدر الأمر لمدير المعارف آنذاك الشيخ محمد بن مانع رحمه الله بافتتاح مدرسة ابتدائية في الدلم فتم افتتاحها في عام 1368ه اي قبل خمسين عاما، وسميت المدرسة السعودية الابتدائية ثم غير اسمها الى مدرسة ابن عباس حتى اليوم. وقد أوكل الإشراف عليها لسماحته يرشح لها المدير والمدرسين الاكفاء، وأخذ سماحة الشيخ يحض الناس ويشجعهم على الحاق ابنائهم في تلك المدرسة حرصا منه على تعليم الناس الخير وانتشار العلم ومحو الأمية والجهل من ذلك أن أحدهم عندما جاء المراقب في المدرسة إلى منزله للاستفهام عن عدم حضوره طلب منه مهلة ثم أخذ الكتب وذهب بها إلى المدرسة فقال هذه كتبكم هل تريدون شيئاً آخر فرمى بها على مكتب مدير المدرسة وذهب وكان أحد طلبة العلم قد أشاع رفضه للتعليم واثر على بعض الأهالي بأن تلك المدرسة ستخرج بعض الطلاب الذين عندهم بعض الفساد وكان تخوفه في غير محله. ولحرصه على المدرسة فقد كان يتفقد أحوالها ويسأل عن أوضاعها ويشجع القائمين عليها ويحثهم على بذل المزيد من العطاء، ويحرص دائما على تجديد الجو العلمي لطلابه باهتمامه بالتربية الجسدية، لذا عندما دعاه مدير ومدرسو المدرسة وهم بعض طلابه في الحلقات في الجامع للخروج معهم في رحلة الى البر في إحدى الرياض المزهرة بالخضرة بعد نزول الامطار لبى الدعوة وذهب معهم ثم طلب منهم البقاء في البر إلى الغد على حسابه ثم دعا وجهاء البلد والمسؤولين فيه فخرجوا واندمجوا مع بعض. معهد الدلم العلمي المعاهد العلمية هي فروع منتشرة في انحاء المملكة لجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية هذه الجامعة التي اسهمت في بناء رجال هذا البلد، وقد وجدت المعاهد العلمية اهتمام ومتابعة الملك عبدالعزيز رحمه الله ومفتي الديار السعودية سابقا سماحة الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ رحمه الله وكانت هذه المعاهد قبل ان توجد جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية. ولقدكانت الدلم من المناطق الاولى في المملكة التي حظيت بوجود المعهد العلمي منذ وقت مبكر حيث تم افتتاحه في عام 1384هـ فكان الفرصة الأولى لأبناء الدلم للتعليم فيما فوق المرحلة الابتدائية والمتوسطة، حيث وفر لابناء الدلم والمناطق المجاورة إمكانية الالتحاق بالمرحلة المتوسطة الى جانب المرحلة الثانوية. وقد كان المعهد في مبنى طيني مستأجر حين افتتاحه وبلغ عدد طلابه آنذاك 70 طالبا وبقي في المبنى المستأجر 1397هـ حيث انتقل الى مبنى حكومي شمال شرقي الدلم والذي صمم على طراز حديث ومتسع وبه من الأفنية والغرف الفسيحة إضافة الى تلك المكتبة الضخمة الزاخرة بأمهات الكتب وغيرها. ولقد تنامى عدد الطلاب شيئاً فشيئا ولا يزال القبول قائما امام رغبات وطموح الطلاب حتى الآن، ويدرس بالمعهد العلمي خلال العام 1418 1419ه 650 طالباً يدرسون في 18 فصلا تمثل المرحلة المتوسطة والثانوية. وقدتخرج من المعهد العلمي منذ افتتاحه حتى عام 1422هـ 33 فوجاً حيث تخرج الأول في عام 1389هـ وعددهم 18 طالبا، ثم تزايد هذا النمو حتى بلغ عدد المتخرجين في عام 1422هـ 95 طالبا، وأول مدير للمعهد العلمي في الدلم هو الشيخ ثنيان بن عبدالرحمن الثنيان، ثم عين بعده الشيخ عبدالرحمن بن عثمان الجاسر حتى عام 1417هـ حيث احيل على التقاعد، وعين بعد ذلك الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله العميري ثم مؤخرا عين الشيخ صالح بن زيد المانع، ولقد كان للنشاط الطلابي في المعهد ولا يزال الدور الايجابي والحيوي فكان مورداً قويا ومؤثراً تأثيرا بارزا في الناحية العلمية في الدلم لعناية مناهجه بالعلوم الشرعية والعربية، ولما يقام فيه من محاضرات لكبار العلماء في القاعة المخصصة لذلك والتي تتسع لعدد كبير من الحضور، فكان المعهد أحد أبرز تلك المنابر الثقافية والعلمية، وذلك بدعم وتشجيع ورعاية مديري المعهد الذين هم على مستوى عال من التأهيل العلمي الشرعي. كما حصل المعهد العلمي على ارض مساحتها 40000 متر مربع غرب الدلم تبرع بها المواطنان عبدالله بن زيد بن غنيم، وعبدالله بن عبدالرحمن الخريف، وقد خصصت للنشاطات العامة كمقر للانشطة الطلابية وتم إيصال التيار الكهربائي لها، وتم ايضا حفر بئر ارتوازية قدم هدية من فاعل خير لتأمين المياه للملاحق والملاعب. واليوم غالب تلك المدارس والمعاهد في مبان حكومية على الطراز الحديث ومجهزة بكامل التجهيزات التربوية التي هيأتها الدولة لرعاية العلم وطلابه، وتزويد التلاميذ بالمعلومات المفيدة لهم ولمجتمعهم، فأثمرت تلك الجهود رجالا مخلصين ومتسلحين بأعلى درجات العلم، ومشاركين في مسيرة البناء والتنمية المباركة في جميع المجالات بجد وعطاء لا يكل وهمة عالية ونية صادقة لبلادهم. بلدية الدلم قطاع البلديات قطاع مهم في كل بلد لما أنيط به من مسؤوليات جسيمة تجاه خدمة المواطن من جميع النواحي سواء التنظيمية لسكنه وسيره وصحته والإشراف على المواد الغذائية المعروضة الانية او طويلة الأجل، الى نظافة الشوارع. وبلدية الدلم إحدى تلك المؤسسات التي أنشأتها الدولة لهذا الغرض حيث تم افتتاحها كفرع لبلدية الخرج في عام 1384هـ فقامت بجهود طيبة آنذاك من نظافة وغيرها ومع توسع مدينة الدلم ولمواكبة العبء الكبير المصاحب لهذا التوسع فقد تم فصل بلدية الدلم عن بلدية الخرج في عام 1394هـ وأصبحت مستقلة تقوم بجميع الخدمات لهذه المدينة بعد تدعيمها بجهاز متكامل من الكوادر الفنية والإدارية والآلية والمعدات سواء الكبير منها او الصغير مما مكنها من القيام بتلك الأعباء الضخمة ليلا ونهارا. وقبل أن ندلف الى دهاليز تلك الاعمال لنتعرف على الجهود الجبارة التي قامت وتقوم بها البلدية كانت تعتمد على الجهود الذاتية للسكان، فكان الناس يعتنون بمنازلهم وافنيتها والشوارع القريبة منهم بالرغم أنها كانت ترابية ولم يكن هناك أمور كثيرة ترمى في الشوارع إلا قليلاً وفي الغالب كانت هناك حفر كبيرة تسمى (الجفرة) أو (الهدامة) إذ كانت بعض الآبار التي جف ماؤها أماكن لرمي النفايات من البيوت، اما مراقبة الأطعمة في الغالب من انتاج البلدية فهي تدخل تحت مسؤولية أهل الحسبة مع قلة ما يعرض فاسدا إذ كثيراً ما يكون المعروض طازجاً أو من الأنواع التي لا يطالها الخراب سريعاً. ورغم صغر الشوارع وتعرجها إلا أنك لا تجد فيها قمامة أو أموراً تشمئز منها النفوس لحرص الناس طبعا وتطبيقا لأمور الشرع في النظافة، ولكن مع توسع الناس في أحياء كثيرة ومتفرقة خارج السور المحيط بالبلدة فتوسعت الشوارع وأخذ الناس في تحسين منازلهم وتوسعت الشوارع واستقامت، وبدأوا في جلب الحاجيات في أكياس من الورق وبعض الأشياء المغلفة بالكراتين والاغذية المتنوعة مما نتج عنه نفايات كثيرة أخذت ترمى في الشوارع فبدأت الدولة في إنشاء جهاز البلدية لخدمة المواطنين والحرص على نظافة الشوارع وصحة الناس، بل تعدى الأمر الى الاهتمام بتخطيط المدينة لتوقعات التوسع المستقبلي مما برز أثره اليوم من أحياء مرتبة وشوارع وفي استعراض للمشاريع والمهام التي تقوم بها بلدية الدلم يتضح حجم العبء الكبير المناط بهذا الجهاز ومن تلك المشاريع ما يلي: السفلتة تمت سفلتة اغلب الشوارع الرئيسية والفرعية في أحياء الدلم في وقت مبكر سواء كانت شوارع كبيرة أو صغيرة، وتم ربط غالب الأحياء ببعضها بطرق مسفلتة ومشجرة بأشجار النخيل والمزينة بالمجسمات الجمالية والإنارة على جانبي الطريق. ومن المشاريع التي تمت مؤخراً مشروع سفلتة وإنارة مدخل المدينة الشرقي ابتداء من تقاطع جسر نعجان شمالاً حتى تقاطع طريق العذار زميقة بطول 8 كم وعرض 40 م مع إنارة وسطى للطريق وانشاء عدد من العبارات تحت الطريق لتصريف مياه السيول التي غالباً ما تداهم الدلم وقد تم الانتهاء منه في عام 1420هـ واستفاد منه الجميع وأضحى منظراً للمدينة بزميقه بطول 15 كم. الدلم في مائة عام سيصدر حديثا كتاب جديد من إعداد المؤلف عبدالعزيز بن ناصر البراك بعنوان الدلم في مائة عام وهو كتاب تاريخي شامل للأنشطة المختلفة في مدينة الدلم خلال المائة عام المنصرمة منذ 1320هـ وهذا الكتاب قيد الطباعة ويشتمل على مقدمة ثم سرد للمواقع الجغرافية متتبعاً مسمياتها وما قيل فيها من أشعار وقصائد كشواهد. بعدها تحدث المؤلف عن معركة الدلم الشهيرة عام 1320هـ التي انتصر فيها الملك عبدالعزيز ورجاله المخلصون وانفتح بعد ذلك مفتاح التوحيد لجمع أجزاء البلاد بعد ذلك تحدث المؤلف عن مشروع خفس دغره الزراعي أحد مشاريع الملك عبدالعزيز رحمه الله وما كان له من أثر أمني واقتصادي وغيره. ثم أورد المؤلف التنظيم الإداري في الدلم بعد توحيد المملكة في القضاء والإمارة والتعليم... الخ. ولأن السيول دائما تداهم مدينة الدلم فقد رصد ذلك من خلال الصورة والمعلومة والآثار التي تخلفها تلك السيول في بعض الأحيان وقد حصر الباحث المؤسسات الأهلية ودورها في مساندة القطاع العام في التنمية ثم عرج المؤلف على الحركة الثقافية والأدبية فأورد فصلا كاملا من الشعر والشعراء والحياة الثقافية ومظاهرها مع إيراد نماذج من القصائد ولم ينس المؤلف رصد الحياة الاجتماعية والحركة التجارية وتطويرها ثم تحدث عن اكتشاف حقلي النفط في مدينة الدلم عام 1410هـ. ولأهمية المواقع الأثرية والسياحية فقد أورد المؤلف كثيراً فيها موضحاً المزايا التي تميز بها كل موقع وقد بذل البراك جهداً كبيراً في مراجعة المعلومات والحرص على دقتها مع الاستمرار في البحث والتنقيب ولما للصور الفوتغرافية من أثر بالغ في إعطاء القارئ تصوراً دقيقا عن المعلومات فقد دُعم الكتاب بعدد كبير منها القديمة والحديثة التي تبرز الجانب التنموي للمدينة ومن أقدم تلك الصور كان من عام 1378هـ ويعتبر هذا الكتاب مرجعاً تاريخياً للباحثين وقد دعمنا حلقات حدود الوطن بمعلومات جديدة منه وكما ذكر المؤلف لي فإن الكتاب قيد الطباعة والمراجعة فنشكر للاستاذ المؤلف/ عبدالعزيز البراك. مواصلة البحث لتوثيق تاريخ هذه المدينة ونأمل من الجميع المساهمة في تشجيعه ومده بالمعلومة والصورة والوثيقة لإنجاز المزيد من الأعمال الثقافية المتكاملة. الدلم والشعر النبطي يقول الشاعر عبدالعزيز الهذيلي هذه الأبيات الحربية في الملك عبدالعزيز:
وقال الهذيلي كذلك في الملك سعود هذه القصيدة:
الشعر الفصيح أما الشاعر عبدالعزيز العتي فيقول:
ثم قال:
أما الشاعر سعيد بن ذياب فيقول عندما عدد إنجازات المملكة:
وهذا الشاعر عبدالعزيز بن هليل يصف الزراعة بالآلات الحديثة قائلا:
|
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |