* بغداد كوالالمبور الأمم المتحدة الوكالات:
أعلن طه ياسين رمضان نائب الرئيس العراقي أن العراق على استعداد لإجراء حوار مع أمريكا إذا تخلت عن سياستها العدوانية وتوقفت عن التدخل في شؤون بلاده الداخلية.ونقل راديو لندن الليلة قبل الماضية عن رمضان قوله إن بغداد مستعدة لإقامة علاقات طبيعية مع جميع الدول فيما عدا إسرائيل.
ومن جانب آخر، تجنب العراق تقديم رد مباشر على الأمر الذي أصدره كبير مفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة هانز بليكس بأن تبدأ بغداد تدمير صواريخ «الصمود 2» ومكوناتها بحلول أول مارس/اذار قائلا إن كل هذه القضايا ممكن أن تحل في إطار التعاون المستمر بين الجانبين.
وتدمير هذه الصواريخ سيكون ضربة للعراق في الوقت الذي تستعد فيه قواته المسلحة لغزو محتمل من جانب القوات الأمريكية.
وقال وزير الخارجية العراقي ناجي صبري أمس السبت على هامش قمة حركة عدم الانحياز في العاصمة الماليزية كوالالمبور إن التعاون مستمر والاتصالات مستمرة بين السلطات العراقية وفرق المفتشين.
وقال صبري في أول رد فعل على المهلة التي حددها بليكس إنه يعتقد أن كل القضايا العالقة يمكن حلها بين الجانبين دون ممارسة أي ضغوط عليهم من جانب قوى معينة.
وامتنع صبري عن الإدلاء بتعقيب مسهب بعد أن أمر بليكس العراق يوم الجمعة بأن يبدأ بحلول أول مارس/اذار تدمير عشرات الصواريخ والرؤوس الحربية ومحركات الصواريخ ومنصات الاطلاق، وهذا الأمر اختبار رئيسي لاستعداد العراق للالتزام بمطالب الأمم المتحدة لنزع الأسلحة.
وإذا لم يدمر العراق هذه الصواريخ ومكوناتها فإن الولايات المتحدة وبريطانيا يمكن أن تستغل ذلك على أنه دليل على عدم تعاون العراق مع الأمم المتحدة وأن الحرب مبررة.
وقال بليكس في رسالة تقع في أربع صفحات إلى عامر السعدي وهو مستشار كبير للرئيس العراقي صدام حسين «لابد من التوصل للاتفاقيات الملائمة حتى يمكن البدء في عملية التدمير بحلول اول مارس 2003».
وقالت الرسالة التي وزعت على أعضاء مجلس الأمن الدولي إن لجنة شكلها بليكس خلصت إلى أن صواريخ الصمود 2 تجاوزت المدى الذي حدده مجلس الأمن الدولي في قرار اصدره عام 1991وهو 150 كيلو مترا بنحو 33 كيلو مترا.
وأوضح بليكس أن على العراق ألا يدمر الصواريخ فقط وإنما محركاتها وأنظمة الطيارين الآليين وأنظمة التوجيه والسيطرة والمكونات المصممة لإنتاجها واختبارها أيضا بالإضافة إلى البرامج والأبحاث المستخدمة في بناء هذه الصواريخ.
ولم يوضح بليكس المدة التي يتعين على العراق أن يدمر خلالها الصواريخ، ولكن المهلة الأخيرة التي أعطاها ستسمح له بابلاغ مجلس الأمن أوائل الشهرالمقبل ما إذا كان العراق قد امتثل للطلب.وسيكون لرد بغداد تأثير على قرار تسعى الولايات المتحدة وبريطانيا لاستصداره من مجلس الأمن يخول بعمل عسكري ضد العراق.
ولم يطلب بليكس أيضا تدمير المصانع التي صنعت فيها هذه الصواريخ مثلما كان بعض المسؤولين الأمريكيين يريدون، ولم يأمر بتدمير موقع تجارب قال مفتشوه إنه قادر على ما يبدو على اختبار محركات صواريخ أكبر من تلك المصممة لصواريخ الصمود.وبدلا من ذلك قال إنه ستتم مراقبة موقع التجارب.
وينفي العراق الذي أعلن صراحة لبليكس تفصيلات هذه الصواريخ أن تلك الصواريخ غير قانونية، وطلب المسؤولون العراقيون من بليكس إجراء مزيد من الاختبارات.
|