Friday 21st february,2003 11103العدد الجمعة 20 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

24/1/1390هـ الموافق 31/3/1970م العدد 287 24/1/1390هـ الموافق 31/3/1970م العدد 287
دراسات من أجل أطفالنا
المظاهر المصطنعة في حركات الطفل

ينبغي للوالدين أن يحترسا من مظهرين متعاكسين لدى أولادهما الصغار، فلا ينغروا أولا بإفراط الصغار في المحبة والحنان ولا بمبالغتهم في الجفاء والسفاهة الظاهرة.
فليست مظاهر اللطف أحياناً سوى باب من أبواب التملق والمخادعة، وكم مرة يلجأ إليها الطفل بدافع الغريزة لكي يراعي مشاعر الأهل ويتخذها سلما إلى رغباته. وكأني به أبرع مما يظن في مداورة الكبار كلما أراد أن يستمنحهم شيئا ما.ثم نرى في الطرف المعاكس أطفالاً في سن العاشرة والحادية عشرة خاصة، يتظاهرون بالسفاهة ويتكلمون بألفاظ «غليظة» عامدين متعمدين! وليس من وراء القصد سوى التشبه بالكبار. وكأني بأولئك الأطفال يقذفون حجرهم في البركة كي يجسوا نبض الحضور ويروا انفعالاتهم!أضف إلى كل ذلك أن الطفل لا يخترع هذه الكلمات الفظة بل إنما يردد ما سمعه مرارا في بيئته سواء في البيت أو الشارع أو المدرسة.ومن الخطأ أن ينخدع الأهل بلطافة اللطفاء في الحالة الأولى، وأن يضخموا سفاهة السفهاء في الحالة الثانية. ففي كلتا الحالتين ينبغي للأهل أن يتبينوا حقيقة عواطف الطفل.
ونصيحة علماء التربية فيما يتعلق بالفئة الثانية من الأطفال إنما هدم عدم الاكتراث والتجاهل ولئن عاد إلى السفيه إلى تكرار كلماته لاستلفات انتباههم فإن كان سفاه الشيخ لا حلم بعده كما قال الشاعر العربي، إلا أن الفتى بعد السفاهة يحلم..وإن كانت لهذا التحليل الوجيز خلاصة فإنما خلاصته أن علم النفس أساس التربية ولا ينبغي الاكتفاء بما يبدر من الطفل من حركات وأقوال سواء محمودة كانت أو مذمومة بل إنما ينبغي الاستقصاء في التحليل النفسي لمعرفة البواطن فكم من ظواهر ظريفة إلا أنها تستر بواطن سخيفة وكم من مرة يصح عكس ذلك أيضاً.
لا تتركوا الأدوية في متناول يد الأطفال!!
ألقى أستاذ فرنسي في كلية الصيدلة بباريس محاضرة كان عنوانها أدل على مرماها:
«الأسرة والأدوية الطبية» وأورد بعض أرقام يستدل منها أن الأهل مسؤولون في معظم الأحيان عن حوادث الانسمام التي تقع بين فئات الأطفال. فقال: إن في فرنسا مثلاً ثلاثين ألف طفل يصابون كل سنة بالانسمام «الصيدلي» أو «المنزلي» أي أنهم يبتلعون أدوية أو مواد تنظيف منزلية على غير علم من أهلهم.
ووقعت 500 حادثة انسمام مميتة وكان ثلثها بالأدوية الطبية. ولو رفعها الأهل عن متناول الأطفال لما وقعت الحوادث.
ومما استنكره الأستاذ الفرنسي أن بعض الأهل يستخدمون قناني الأدوية لأغراض منزلية إذا فرغت من الدواء، ويظنون أن مجرد تنظيفها يجعلها صالحة لهذه الأغراض.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved