تمثل أخطاء الحكام عنصراً مؤرقاً لكافة الأندية والمنتخبات المتنافسة وفي جميع المسابقات وكافة الألعاب.. وثمة أخطاء غير مقصودة نقلت الفوز من جانب إلى جانب وحرمت المستحق ما يستحق وقدمت لمنافسه ما لا يستحق.. والأمر في الحديث عن أخطاء حكام كرة القدم واسع متشعب، فهم على كل حال بشر لا بد أن يقع في الخطأ وإن كنت ضد الارتكاز على هذه القاعدة عن كل مهمة محاماة عن التحكيم والحكام!!
لن أكون قاسياً في الحديث عن حكامنا في هذا الشأن ولن أذهب إلى تجريدهم من نجاحات سابقة في هذا المجال بيد ان هناك أخطاء يجب الوقوف عندها ومراجعتها غير مرة إن كنا ننشد النجاح الحقيقي للتحكيم ونهدف إلى تقدمه والوصول به إلى ما نريده منه كقاض معني بحقوق الفرق المتبارية ومنح كل ذي حق حقه بعيداً عن أي مؤثرات أو عواطف جانبية ربما تؤثر على تساوي فرص المنافسة.
... على سبيل المثال.. الحكم الدولي ابراهيم النفيسة أخطأ بشكل سافر في نزال الطائي والرائد الأخير في حائل وطرد لاعباً بالبطاقة الحمراء بعد نهاية المباراة «وأعتقد ان كلمة طرد أو إبعاد وأي من مرادفاتها لا يمكن ان تقدم أي معنى لهذه البطاقة» وهو هنا خالف النظام والقانون وحسب ما سمعنا فقد أوقف شهراً عن ممارسة التحكيم قبل ان يشمله قرار العفو الكريم وبعد صدور قرار العفو صرح بانه اجتهد في منح الكروت واتخاذ القرارات.. وهنا علينا ان نتوقف ونتساءل.. عن كيفية الاجتهاد في هذا الأمر؟؟ ولماذا يجتهد الحكم في اصدار قرار فيه نص إلا اذا كان جاهلاً بالنص وهذا قد يجعل الأمر مقلقاً في ان يكون جاهلاً بنصوص أخرى!!
مثال آخر يتعلق بالحكم علي المطلق وهو حكم صاعد وقدم مستويات جيدة بداية هذا الموسم بيد أنه وقع في خطأ يقع فيه أكثر الحكام للأسف وأعتقد ان عليه ان يدرك ذلك ويسعى لتلافيه في قادم المباريات وأقصد به اختلاف القرار مع تشابه الحالة..!!
فالمطلق مثلاً أدار مباراة الهلال والنصر ومرر أخطاء كان من الواجب اتخاذ قرارات صريحة بالانذار أو الطرد خلالها.. وفي مباراة الاتحاد والقادسية الأخيرة طرد اللاعب القدساوي زكريا الهداف رغم ان الخطأ كان أسهل من وجهة نظري من أخطاء مدافعي النصر!!
وهنا أقول ان اختلاف القرارات مع تشابه الحالات ربما يزعزع من حجم الثقة بالحكم ويجعل البعض يراه مجتهدا فقط لا يطبق قانوناً عاما ونصوصا هي من يحدد القرار والعقوبة!!
مثال ثالث والحكم عبدالمحسن الزويد وقد تابعته في مباراة الشباب والأهلي وقد مرر أخطاء غريبة ضد الهجوم الأهلاوي وبدا أنه تنازل عن شدته بعد طرد المدافع الشبابي صالح صديق.. وهذا أمر مرفوض.. فالقانون هو القانون سواء كنت فائزاً أو مهزوماً كاملاً أو تعاني من النقص.. وحتى ولو أحس أي حكم في قرارة نفسه بأنه ظلم فريقاً ما خلال المباراة فإن من المرفوض ان يسعى لتعويض هذا الخطأ.. وأجزم ان علاج الخطأ بخطأ آخر خطأ أكبر منهما!!
مما سبق عرضه نتوصل إلى ثلاثة أخطاء يقع فيها الحكام غالباً وكان الثلاثي كأدلة فقط والأخطاء هي:
- الاجتهاد في أمر فيه نص واضح.
- اختلاف القرار مع تشابه الحالة.
- التعويض ومعالجة الخطأ بالخطأ.
وكم أرجو هنا ان تكون لجنة الحكام قد تنبهت الى ذلك وعملت على إيجاد علاج له من أجل مصلحة كل الأندية ومصلحة التحكيم ورجاله أيضاً!!
ما يحتاجه الهلال
ما زالت النصائح تتوالى بعد الدوحة وما زال البحث عن علاج ناجع لحال الفريق المؤرقة جارياً من أجل ضمان عودة الهلال الذي يعرفه الجميع إلى مجده الذي لم يبرحه طويلاً!!
من ناحيتي أعتقد ان أبرز ما يحتاجه الهلال بعد النواحي المادية هو إحضار مدرب جريء يعرف كيف يتعامل مع الفريق ونجومه وهم مربط الفرس.. مدرب يعمل من أجل صناعة الفريق كمنظومة واحدة لا صناعة اللاعبين كأفراد وانتظار «تسحيبة» من لاعب أو «شوتة» قوية من آخر أو ما يجود به مزاج لاعب ثالث!!!
وأجزم ان بلاتشي السابق كان المدرب الذي يناسب الهلال باختلاف بلاتشي الحالي الذي لا يعرف أحدا ماذا دهاه وما الذي كسر عصاه؟!! ولا أدري أين يكمن السبب.
- هل اللاعبون يرفضون معه كمدرب صارم؟!
- هل «شاخ» المدرب وبات لا يبحث عن إنجاز بل عن تأمين مستقبله المادي فقط؟!
- هل يعمل وهو يدرك ان مقصلة الإبعاد قد تطوله في أي وقت وأن خسارة واحدة قد تطيح بكل مخططاته؟!
- هل يعمل تحت ضغوط معينة تجعله غير قادر على التعامل مع الفريق كما يجب؟!
إن على الهلاليين قبل التعاقد مع أي مدرب حاضرا ومستقبلاً التعرف على أسباب عدم الرضا عن بلاتشي.. فلربما كان السبب أمراً لا علاقة له بالمدرب وقدراته وهو ما يعني أنه سيستمر مع حضور مدرب آخر واسقاطه وتدوير دائرة البحث من جديد.. أما ان كان بلاتشي قد تغير وكبر وازداد «جبناً» فليرحل إذاً!!
وعلى الهلاليين البدء في الرحلة الشاقة للبحث عن مدرب مناسب يقود الفريق في المرحلة المقبلة التي تحتاج إلى عمل كبير وكبير جدا وفي وقت هام في تاريخ الهلال الذي يحتاج فريقه إلى صياغة جديدة.
مراحل.. مراحل
** كتب رياضي لا يكف عن الرد على الآخرين مقولة «لن أدعك تحقق الشهرة التي تبحث عنها على حسابي» بصراحة استغرب تكرار مثل هذه العبارة مع عبارات الاستخفاف والاستهتار الأخرى وأعتقد ان علينا ان نرتقي بخطابنا الرياضي.. فمثل تلك العبارات كانت لزمن وانتهى.. فلماذا يصر البعض على العودة إليه؟
** في الاختبار الحقيقي ستتبين القدرات الحقيقية للمهاجم الأجنبي
** هل البكاء بعد الخسارة من المؤهلات الكافية لضمان الاستمرار مع الفريق!!
** الكتاب الذين يميلون للفريق البطل يتبادلون التهاني عبر أعمدتهم عياناً بياناً بالإنجاز الأخير.. ترى كيف ستكون ردة الفعل لو كان ذلك صادراً من أقلام أخرى؟!
|