* س: - عشنا أسرة سوية مكونة من خمسة إخوة وخمس زوجات «ووالدتنا» كنا نعيش على الزراعة والتجارة في الحبوب وبعض الثمار. كنت الوحيد ذا لكاعة وشيطنة كما يقال، وكنت أحب نفسي كثيراً وان كنت ذا حدب وحب للأسرة تفرقنا لأن ثلاثة توطنوا في المدينة القريبة من قريتنا ثم لمحت من والدتي عدم راحة لي فكرهتني وزاد هذا أن زوجتي ذات كيد فانتقلت إلى المدينة (أبها)، لأعمل في (العقار) وكبر ولدي وتوظف منهم ثلاثة برواتب ضعيفة جداً لكن ما باليد حيلة، وتوظف واحد بوظيفة مناسبة ثم بعد مرور زمن طويل أصبح ولدي يعمل بمركز جيد استغله لا أدري واستفاد منه كثيراً وأنا أتجر الخمسة واكثرهم ولداً. لكن مالي نعم مالي «مشبوه» وقد ساهمت كثيراً دون قصد بتفرق الأسرة.
كيف أصنع..؟
س.م.م.م.م... أبها
* ج: - هذا منك جيد أن تفيق الآن حتى ولو قدرت لك أنك لن تقوم بكل ما يجب عليك.
*. وهذه مصيبة عظمى أن يعمى المرء عن هذا بصورة ما.
هل هو الجشع.
هل هو حب التملك
هل هو سوء التربية.
هل هو عمى البال.
هل هو غائية الحياة.
هل هو الغباء، نعم.. الغباء.
هل هو نسيان العاقبة.
كم أقدر لك سؤالك وأرحب به وأبني عليه يقظة عامة تكون بين الناس ليفقهوا الواقع بفقه حقيقة التوحيد وحقيقة أمر الاسلام بوعي تام صحيح، كم أفرحني السؤال وسرني.
يا أخ/ س.م.م.م.. يبدو لي أنك صادق مرة أخرى لكن جزمك قد يكون ضعيفاً بسبب تراكم مادي ثقيل من مال مشبوه جلبه لك ولدك بحكم مركزه وسرية نشاطه في عمله بحيث سخره للكسب والجاه لكن بعمل غاية في الخطط المرسومة التي لن تكتشف أبداً وبتراكم مادي قد تكون أنت كسبته هكذا.
وبما قمت به تجاه الأسرة أليست الوالدة تكرهك كما تقول.
آمل القيام بعمليات نفسية مرنة طيلة شهر تنظر خلاله حالتك كلها ثم تصنف بعد ذلك أمرك على مايلي:
المال المشبوه من الولد.
المال المشبوه منك.
الظلم الحاصل منك.
المعاملات العامة.
العلاقات الخاصة.
ولا تلتفت إلى تعليل الإبن وتبريراته من حيل النفس أو قوة الاقناع أو كونه مثلاً ينظر إليك من منظار عال مترفع بحكم كبر سنك ومرضك مثلاً بل اجزم بتنقية (مالك أنت) ودعه وماله وعقاره يكفيك تنقية ما بين يديك مما يخصك إذا لم ير أنك محق، أو ذهب يُعلل ويُبرر وقد يُفتيك أو يورد فتوى ممن يرغب أن تكون منه إليك وهذه حال يجب أن تتنبه إليها بوعي حازم مستنير دائم إن أردت السلامة.
وتنظر حال الظلم وتصنفه كذلك بتذكر جيد ما بين ظلم مادي وظلم معنوي فترتب حالك على هذا الأساس ثم تنطلق لتستسمح من ظلمته وتعيد حقه إليه ولابد .
ثم تصنف العلاقات بينك وبين غيرك هل هي سالمة:؟
هل هي لله؟
هل هي للمصلحة الدنيوية؟
هل هي للتحزب..؟
هل هي للإضرار..؟
هل هي لذات البقاء..؟
أنظر هذا جيداً، وحقيق بك أنت ومن كان شرواك تنبهوا وعوا وأدركوا بعقول فطنة حرة مستنيرة أن تنظروا بعيداً عن مجرد الوعظ حال الوفاة وترك الكسب.
فالحلال حساب.
والحرام عقاب.
وانني لأرى خيراً لك بين عينيك يدفعك دفعاً نحو المعالي ونظر الحياة نظرة واعية فطنة وان عظمك الأخرون لمال. أو جاه. أو ولد.
|