Friday 21st february,2003 11103العدد الجمعة 20 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الحظ الحظ

* س: - نعيش نحن كثير من طلاب كليات الآداب وعلوم الفلسفة واللغة آراء متباينة في إمكانية توظيف: الحظ، هل يمكن لأحد ما أن يوجه «حظه» في حياته..؟

م.ع.أ
م.ل.ل.م.ح.م.ع القاهرة
محمود ع.أ
* ج: - الحظ كلمة تطلق ويراد بها غالباً أثاره النفسية أو المادية التي تظهر على شخص ما من خلال عمل أو رأي أو جاه أو مال أو سؤدد.
ويتفاوت الناس في تعريف الحظ لكن غالبهم يطلق على العلات كيفما اتفق إلا أن الصواب من خلال قراءاتي وسبري.. واستقرائي هو أن الحظ يكون: النصيب الوافر الجيد من الفطنة وحسن الخلق وسداد الرأي والثقة الواعية بالنفس والتغاضي عن الهفوات والرحمة والعدل وأريحية الصحبة وليس يدخل في هذا: فرض الحظ بالقوة أي أن تكون محظوظاً بالقوة وفرض الرأي والحياة على أساس مجرد المصلحة فهذا حظ ميت ولو طال أمده لأنه حظ مسيطر جائر وحتى يتم الجواب كاملاً غير منقوص فقد أفاد كتاب: «الموسوعة النفسية» ص 69 وما بعدها من كلام جيد عن الحظ فهو يورد هناك ويقول: «إن الحظ «مُحصلة» أوضاع نفسية وأخلاقية واجتماعية وسياسية وضابط هذه الأوضاع كلها من ألفها إلى يائها هو: «النفس البشرية» منها تنبثق وبها تتفاعل وإليها تعود.. تعود لتنبثق أوضاع جديدة تتفاعل بها النفس تفاعلاً جديداً.. وهلم جرا.. هذا يفيد إفادة لا لبس فيها أن توجيه الحظ حظ الفرد أو الأمة منوط بتوجيه النفس فمن أحسن توجيه نفسه وأدرك إمكاناتها وعرف خصائصها وميولها وأحاط علماً بما يميزها، بما يدور حولها من قيم وأوضاع وأخلاق وأفكار استطاع «باذن الله تعالى» أن ينفذ مع الزمن والجهد والصبر والإيمان والتفكير المتصل إلى نصيبه الأقوى والأمثل من النجاح والمجد والسعادة.
لكن هذه العملية عملية توجيه النفس أضخم وأعظم وأشمل وأشد مايعانيه الكائن البشري من أعمال خلال وجوده على هذه الأرض. انها تحتاج أول ماتحتاج إلي أخلاق عالية ومعارف واسعة وجهود مركزة صادقة تستهدف خيراً شاملاً وعملاً كاملاً وأدباً رفيعاً، وهي إنما تحتاج إلى هذه الأشياء كلها، لأنك أنت لست كلاً قائماً بنفسه أنت جزء من كل أنت فرد في جماعة أنت حلقة في سلسلة فإذا أردت تحسين حظك وجب عليك لا محالة أن تحسن حظ المجموع، وإذا استهدفت توجيه نفسك أفضى بك المنطق منطق التوجيه إلى العناية بتوجيه الآخرين في الوقت نفسه.
ذلك هوالمعقول أما الذين يسعدون بشقاء غيرهم فهؤلاء أتعس الخلق وأحط البشر.
ليست الأخلاق وهي محور الحظ الصحيح إلا شكلاً من أشكال الحساسية فهي مولود من مواليد النزعة الغيرية الفطرية المودعة في طبيعة كل منا) ثم يورد قال: (لابد لك إذن في بداية توجيه نفسك من تربية حساسيتك مادامت الحساسية أصلاً في كل خلق).
هذا ما أورده صاحب «الموسوعة» بوافر جيد من طرح مكين حيال توجيه الحظ لخير نفسه وأمته.
لكن هذا التوجيه يصاب بخيبة أمل كبيرة إذا تشاءم أو سكنه الخوف أو ضاق أفقه عن معنى (فقه الحياة) وآفته خمسة:
الجور
دعوة المظلوم
العجلة
الحسد
الكبر والمركزية
حتى لقد يضيق المحظوظ بما بين يديه ولو توسد الحرير وخدمه الأحرار ما بين غاد ورائح إذا هو ظلم أو حسد أو جار والعجلة مَزَلّة والكبر مرض مركب وان خال هذا انه متأن ومتواضع وذو عدل ورحمة وحنان.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved