* س: - عملت أنا وزوجتي وولدي بعمل واحد حتى وصل راتبي 9 آلاف دولار فقد كنت مساعداً مهماً لمسؤول تنفيذي لكنني أدركت أخطاء كثيرة مالية وإدارية تحصل في هذا العمل. مما نتج عنه قلقي. وزوجتي تقول لا عليك وولدي 35 سنة كذلك يقول.
لكنني لم أرتح لهذا العمل وعشت مع أسرتي في قلق وهم، فهناك في هذا العمل إضطراب مبطن خاصة المركزية والسيطرة على التنفيذ وعدم توزيع القدرات، هل أترك العمل؟
ع.م.أ.ع الهلال الخصيب
* ج: - أنك رجل نزيه وذو ميل جاد نحو المثالية وصدق الأداء وتقييمك للوضع جاء من منطلق نفسي شعوري صرف هو: الشعور بالمسؤولية تجاه ما بين يديك والقلق مما ترى ولو لم يكن لك يد فيه.
النزاهة والأمانة صفتان تدوران في عمق النظر والتطبيق فقد تصف رجلاً بالنزاهة والأمانة والجد ويظهر هذا منه في كل حالاته وقد يتقشف ويجد ويجتهد لكنه يسكت عن العوار أو هو يتساهل مثلاً بالشعور بالمسؤولية تجاه الصلاة وان كان يصليها، فهذا نموذج إنساني جيد 100% لكنه مصلحي ذاتي وان بدا جاداً نزيهاً أميناً، مصلحي ذاتي ولو أعاد دخلاً كبيراً «لميزانية الشركة» لكونه دخلاً لم ينتج عنده من عمله وما بين يديه وهذا النوع من النوع العامل المركز الجاد الصامت لكنه يأسر من «حوله» بخدماته وتفانيه ومثله يحتاج إليه جداً إذا كانت النزاهة والأمانة كلها على هذه الوتيرة فكل يعرف أنه يعمل لمصلحته لكنها معرفة عميقة متغلفة في الأعماق ليظهر كل لصاحبه حبه له وتفانيه بينما الهدف ذاتي معيشي سيادي.
في هذه الحالات تتكشف الأمور سراً فتتطور حتى يعلم جلها الخاصة ثم نسبة كبيرة من العامة.
إذا فطنت لهذا ووعيته فإنه يولد تترا (عوار الحياة) حتى يصبح هذا العوار طبيعياً فتكون الحياة قلقة مقلقة فيها من الحذر بقدر ما فيها من الخوف وفيها من الشطارة بقدر ما فيها من الصمت والغلبة، وهنا يكون الأمر موجباً للإنسحاب من قبل من يرى أنه لا حيلة له في مثل هذا، لكنه إنسحاب حكيم متدبر بالعقل وبعد النظر وسؤال الله العفو والعافية، فأرى لك أنك لا تترك العمل بل تكتب تقريراً علمياً مبرراً بماديات لابد منها تجاه ما ظهر لك فتلقيه بين يدي من ترى أنه أهل لهذا لكن بعد سبر طويل لحاله ودنياه واتجاهاته ودينه ذلك الدين المرتبط بنزاهة وأمانة مرتبطتين بحقيقة فهم التوحيد والعمل بمقتضاه عملاً دائماً واعياً فتجعل هذا بين يديه وتستجير بالله ثم به لكن لابد هنا من اصطحاب الماديات التي تدين من تقرر عنه الحال، ولست أرى لك ترك العمل على أساس أنك تفقد صلاحية النظر التطبيقي في تحسين الوضع ولأنك تبرئ ذمتك بكراهية ما تعلم أو تراه ولا قدرة لك على العمل بشيء مما هو كائن هذا ما أراه لك.
وان كنت ترى أن لا قدرة لك على ما ذكرت فأتركهم لأنه قد يصيبك أثر نفسي مرير فتتعب من جراء ذلك.
آمل منك قراءة:
1 سورة العصر.
2 سورة ألم نشرح.
3 سورة ص.
|