تتعجل إسرائيل انزلاق الأوضاع في المنطقة إلى الحرب وهي تعمل جاهدة للوصول بالتوتر إلى مداه الأقصى من خلال المذابح التي ترتكبها في الأراضي الفلسطينية حيث أصبحت الحرب هدفاً استراتيجياً لإسرائيل باعتبار أنها تستفيد من اندلاعها للتغطية على جرائمها وفي فرض سياسة الأمر الواقع من خلال استمرار الهيمنة على ما سرقته من أراض فلسطينية.
وما تقوم به إسرائيل حالياً في الأراضي الفلسطينية يعكس رغبتها في استفزاز الجميع وفرض مرئياتها.. فهي تتوغل في هذه الأراضي كل يوم وتقتل وتدمر المنازل والمنشآت الاقتصادية وتجرف الأراضي الزراعية وتغلق الطرقات وتحاصر الناس أينما كانوا، وتفعل ذلك بكل صلف وعنجهية بينما يتفرج العالم على كل ذلك وتقابل بالصمت أفظع جرائم القرن المنقولة حية على الهواء.
وبينما يقع الفلسطينيون ضحايا لهذا العدوان فإن الولايات المتحدة عندما تحاول التدخل في الأمر فإنها تطالب الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بالتهدئة وفي ذلك ما يشجع إسرائيل التي يتم مساواتها بضحاياها.
وترى إسرائيل انها والولايات المتحدة في ذات الخندق، فمن بين كل دول المنطقة لا يوجد من يؤيد خطط الحرب الأمريكية غير إسرائيل ولهذا فإنه من المستبعد أن توجه واشنطن أي انتقاد لما تقوم به إسرائيل من مذابح يومية.. فإسرائيل هي الحليف الوحيد الذي يتم التنسيق معه باستمرار في التحضير للحرب ضد العراق.
وهذا هو الحال في العلاقة الخاصة بين أمريكا وإسرائيل حتى قبل التطورات الأخيرة بشأن العراق حيث عملت تلك العلاقة على حماية إسرائيل من أية ضغوط ومن باب أولى أن يتم النظر للمذابح الإسرائيلية في واشنطن على أنها من باب الدفاع عن النفس في هذه الظروف التي تستوجب الحفاظ على الحلفاء.
|