Friday 21st february,2003 11103العدد الجمعة 20 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

سعادتك في جنب الله سعادتك في جنب الله
فوزية بنت ناصر النعيم

قالت لي صديقتي «الصغيرة» إنني أشعر بسعادة غامرة منذ أسبوع ولا أدرك جيدا اين تكمن سعادتي ولكني حتما اتلمس المزايا وأدرك الأعماق فأنا أشعر بنشوة غريبة تنتابني منذ الصباح الباكر وتستمر معي طوال النهار تؤثر ايجابا في علاقاتي ودراستي واقبالي على الحياة تقول إنها أيضاً ترسم على وجهي ابتسامة لا ارادية وتضع على قسمات وجهي لمسات جميلة يراها كل من يقابلني واستشفها انا بأعماقي واستنشق من خلالها رائحة عبقة تجعل خلايا جسمي تنتعش وتتجدد وتمارس البناء الجديد.. تقول لم أكتشف سر سعادتي هذه إلا حينما سرقني النوم ذات يوم عن صلاة الفجر فنهضت مثقلة فات موعدها فتهاونت بها وجلست على سريري فترة طويلة اقلب ساعتي يمنة ويسرة ومع كل ثانية ودقيقة أشعر بعقاربها تطوقني وتضيق علي الخناق وتجعل بقية يومي عبوسا قمطريرا!!! يا للعجب كل ذلك الكم من السعادة والانتعاش تحققه صلاة الفجر في وقتها ويسلبه الشيطان منا في لحظة كسل تجعلنا نتذوق طعم الدفء تحت لحاف الشيطان وهو في قمة السعادة!!!
تبكي صديقتي «الصغيرة» وهي في غاية الحزن وألمس بين نغمات صوتها ونشيجها لهفة عظيمة وألم عميق ليس فقط على صلاة فجر غالبها النوم عنها، بل ان صلاة الفجر المتأخرة وفقدانها لحلاوة الإيمان ولذة المشاعر جعلها تندب سنوات عمرها وان كانت قصيرة جدا وأمامها مديد من السنوات القادمة.. أخذت تتفكر في كل لحظة مرت عليها كيف قضتها وكم صلاة فجر وغيرها تأخرت وكم من الصلوات لم تقض حتى هذا الحين؟!
من منا يمكنه ان يصل إلى مستوى هذه الصديقة في محاسبة النفس وعلو النفس اللوامة التي جعلتها تبكي بحرقة على فوات فرض من الفروض وكم من الفروض يتأخر عنها البعض وتفوت الآخر ويتهاون بها الكثير من منا يمكنه ان يكون جلادا لنفسه في ساعة الخطأ واساءة الأدب مع الله وليس هناك اساءة مع الله أعظم من التهاون في حقوقه والنوم عن فروضه وانتهاك حدوده.
من منا يحاسب نفسه قبل الحساب ويعاتبها قبل الغياب؟؟
تقول حبيتي الصغيرة.. لقد حملت عني همي وادركت انه يمكنني ان استدرك ما فاتني في جنب الله واعلم يقينا ان الله يغفر الذنوب جميعا ما لم يكن هناك اصرار على الخطأ ونفضت الشيطان عن مفرشي ولحافي وقرأت التعاويذ واستنجدت به سبحانه ألا يجعل للنوم حلاوة عندي حينما يعلو صوت الحق مناديا للصلاة واستجاب لي ربي فأصبحت استيقظت قبل المنبه ثم اغلقه خشيه ايقاظ الشيطان من سباته.. عله يا ربي سبات أبدي عظيم ولا تجعل له سلطانا علينا انك سميع مجيب.
نعم هكذا تكون النبتة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.
هنيئاً لك ايتها «العزيزة» لقد وجدت ضالتك.. انها السعادة في جنب الله.

ص.ب 1542 عنيزة 81888

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved