سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ
المفتى العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء ورئيس إدارة البحوث العلمية والإفتاء - حفظه الله
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فقد جرت العادة أن يوجه خادم الحرمين الشريفين بإقامة صلاة الاستسقاء عند تأخر هطول الأمطار في موسمها تأسيا بنبي الأمة محمد صلى الله عليه وسلم ومعلوم أن من مميزات فقه الدين الاسلامي الاجتهاد الواسع المتناسب مع كل زمان ومكان وفقاً لمتغيرات الظروف والأحوال إذا لم يكن هناك نص شرعي وما هو قائم حالياً هو أداء الصلاة بعد طلوع الشمس بوقت قليل وهذا الوقت مناسب قبل سنين عدة عندما كان الناس يستعجلون أذان العشاء ليصلوا ويناموا أما في وقتنا الحاضر ومع اختلاف الظروف والأحوال فإن الكثير ممن يؤدون صلاة الفجر جماعة يستثقلون الذهاب لسنة الاستسقاء المؤكدة لتعودهم على النوم بعد الصلاة وهؤلاء هم الذين أعنيهم في هذا الموضوع وإلا فإن من لم يصل الفجر جماعة أو لا يصليها إلا بعد خروج وقتها فمن ضيعها فهو لما سواها أضيع، وقد جاء في الجزء الثاني من المغني صفحة 286 طبعة 1392هـ ما نصه كما لا يخفى (ليس لصلاة الاستسقاء وقت معين إلا أنها لا تفعل في وقت النهي بغير خلاف لأن وقتها متسع).
وما دام الحال كذلك فإن تأخير أدائها إلى ما بين التاسعة والعاشرة صباحا أو نحواً من ذلك سيستقطب الكثير من المصلين إن شاء الله وهذا مطلب مهم بل وهدف يحتاج لاعادة النظر في وقت ادائها من لدن أصحاب الاختصاص من علمائنا الأفاضل وفقاً للمتغيرات حيث أن باب الاجتهاد مفتوح في هذه وغيرها.وفق الله الجميع لما فيه صالح الدارين.
ابن الوطن
|