ها هي قوافل الحجيج قد عادت، وها هو الأثر الإيماني قد بدا على تلك الوجوه حديثة العهد بالكعبة والحجر والمقام والصفا، والمروة وزمزم، وعرفات ومزدلفة ومنى!!!، ذلكم الأثر الوضاء، والسكينة الساكنة، والأنفس المطمئنة، تشعرك بروحانية رحلة العمر، وروعتها، وشرفها، وسموها، وعلوها في حياة المسلم وأثرها المحمود عليه، ولاريب أن هذه المشاعر لهي مشاعر وأحاسيس حري بالحاج أن يحافظ عليها لأنها نتاج طاعة ونتاج الطاعة لا يحفظ الا بطاعة، والطاعات كما قيل تنادي بعضها بعضاً فتقول الطاعة اللاحقة للطاعة السابقة أختي أختي، لذا فتواصل الطاعات بعضها ببعض سبيل إلى استمرار هذه الآثار الوضاءة والأنفس المطمئنة، فإن انقطع الحاج بعد عودته إلى بلده من الطواف فالصلاة المكتوبة لم تنقطع، وإن انقطع عن الوقوف بعرفه فالوقوف لقيام الليل لم ينقطع، وإن انقطع من السعي بين الصفا والمروة، فالسعي على الأرامل والمساكين لم ينقطع، وإن انقطع من رمي الجمار فرمى وسائل الحرام لم ينقطع، وإن انقطع نحر الهدي فنحر الانعام وتقديمها إلى الفقراء والمعوزين لم ينقطع، وإن انقطع من التجرد من المخيط بلباسه الاحرام، فتجرده من المعاصي قدر استطاعته لم ينقطع وهكذا!!!، المهم ان يسعى الحاج إلى استمراره على الطاعة فهي سعادة لا تقاس بالدنيا وما فيها وهي كنز لك أنس لك حين يغيب عنك الأنيس!!!.
|