Friday 21st february,2003 11103العدد الجمعة 20 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

يطالب بتدريس الإعجاز العلمي في القرآن في الجامعات والمعاهد..د. محمد علوان لـ « الجزيرة »: يطالب بتدريس الإعجاز العلمي في القرآن في الجامعات والمعاهد..د. محمد علوان لـ « الجزيرة »:
جوانب الإعجاز أداة فاعلة للدعوة والتقدم في عصر العلم والتكنولوجيا
الشريعة الإسلامية أفادت علماء الغرب في مجالات الطب والاقتصاد فحققوا السبق الحضاري

* الجزيرة - خاص:
الإعجاز العلمي للقرآن الكريم والذي تتكشف كل يوم جوانب منه تؤكد عظمة الخالق في الكون، أداة فاعلة للدعوة الإسلامية بلغة العلم في هذا العصر والذي لا يقبل بغير ما ينتجه العقل والمنهج العلمي.
ولهذا جاء معرض الإعجاز العلمي في القرآن الكريم الذي نظمه جهاز الإرشاد والتوجيه في الحرس الوطني ضمن فعاليات «الجنادرية18» إضافة كبيرة لبيان حقيقة الإسلام وعظمته في إطار المحور الرئيسي للمهرجان الوطني «هذا هو الإسلام».
وفي حوارنا معه يحدثنا الدكتور محمد توفيق علوان أستاذ التفسير وعلوم القرآن المشرف على معرض الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، عن سبل الاستفادة من جوانب هذا الإعجاز في مجال الدعوة ومخاطبته العقل الغربي وإمكانية تفعيل هذا الإعجاز في صناعة مستقبل الأمة الإسلامية على أسس علمية.. وفيما يلي نص الحوار:
للأسف لم تستفد الأمة من الجوانب العلمية في القرآن الكريم
* العلم هو لغة العصر، الأكثر قبولاً في المجتمعات الغربية، كيف يمكن الاستفادة من جوانب الإعجاز العلمي في القرآن في مخاطبة العقل الغربي وصياغة الخطاب الدعوي؟
- بما أن العلم هو لغة هذا العصر، فالواجب على الدعاة وضع ذلك في صميم اهتماماتهم وذلك لقول الله تعالى: {وّمّا أّرًسّلًنّا مٌن رَّسٍولُ إلاَّ بٌلٌسّانٌ قّوًمٌهٌ لٌيٍبّيٌَنّ لّهٍمً}، وذلك لايتحقق إلا بعرض الجوانب العلمية الكثيرة التي عرضها كتاب الله تعالى، بل وثبتت بها معجزات علمية خارقة للعادة هي شهادة لهذا الدين في هذا العصر، ومن ذلك فإن على الدعاة وخصوصاً في البلاد الغربية إقامة الندوات، وإرسال المقالات، وإنشاء المعارض، وعقد المؤتمرات باللغات الحية في دول الغرب لبيان هذه المعجزة الكبرى التي تميز الإسلام عن سائر الملل والديانات.
* كل يوم يتكشف سبق القرآن الكريم لمكتشفات العلم الحديث في أمور الفلك والطب وغيرها، ألا يعد هذا دافعاً لتكثيف الجهود للدراسة العلمية والاستفادة منها على هدى القرآن والسنة لامتلاك أسباب القوة؟
- نعم يُعد وجود الإشارات العلمية القوية في القرآن الكريم دافعاً بليغاً كي يقوم المسلمون بواجبهم المهم في تكثيف الجهود العلمية ليحوزوا على السبق المقرر لهم في هذه الجوانب، وحتى يتمكنوا من القيام بدورهم الذي وُجدوا من أجله وهو قيادة البشرية على طريق الله تعالى، ولكنهم مع الأسف تركوا النداءات القرآنية الكثيرة بالنظر في السموات والأرض، والبحث، والسير، والنظر وهي كثيرة في كتاب الله تعالى فتخلفوا عن أمم كانت في الغمام التام ولكنها سلكت ما دعا إليه القرآن الكريم، وكانوا كرجلين نائم في النور ومبصر في الظلام.
* باعتباركم المشرف على معرض الإعجاز العلمي للقرآن الكريم في الجنادرية «18» إلى أي مدى يمكن ان يساهم هذا النوع من الدراسات والمعارض في التعريف بالإسلام «الشريعة» والتدليل على صلاحيتها لخير الإنسانية؟
- الشريعة الإسلامية صلاح كلها وعدل كلها ومصلحة كلها، وقد أثبتت الدراسات العلمية الحديثة ان كل تشريع إسلامي إنما كانت تكمن من ورائه حكمة كبرى لصالح البشر في حاضرهم ومستقبلهم، وخصوصاً ما حرّمه الله تعالى عليهم وما أحله لهم، وقد تبين للقاصي والداني عظم هذه الشريعة حين حرمت الخمر، والميتة، والدم، ولحم الخنزير، والزنا، واللواط، وزواج الأخوات وغير ذلك كثير، وأحلت الطيبات وحضت على النظافة، والطهارة، كذلك في تشريعات الأحكام، وتشريع الاقتصاد وكلها عقدت لها المؤتمرات وشهد بذلك أئمة العلم الغربي في كل التخصصات، فالواجب على المسلمين استخدام هذا الأسلوب العلمي المعاصر للدفاع عن الإسلام في هذه الحرب المفروضة عليه من أعدائه.
* هل تعتقد ان الكليات العلمية مثل الطب والهندسة والصيدلة في العالم الإسلامي استفادت من دراسات الإعجاز العلمي للقرآن بالقدر الكافي أو أفادت هذه الدراسات، وماذا تقترحون في هذا الصدد؟
- للأسف لم تقع الاستفادة الواجبة من الجوانب العلمية في القرآن الكريم في الكليات العلمية، وأقترح ان تشكل لجان في كل كلية علمية وتستعين بلجنة شريعة قرآنية للوقوف على المصطلحات العلمية في القرآن الكريم، وكذلك الإشارات الواجب الكشف عنها وذلك لإخراج جيل عملي، علمي يحمل المؤهلات الشرعية التي تمكنه من توسد القيادة العلمية في العالم.
* كثير من علماء الغرب اعتنقوا الإسلام بعدما وقفوا على جوانب الإعجاز العلمي في القرآن، هل توجد آلية أو وسيلة للاستفادة من هؤلاء العلماء في الدعوة للإسلام في مجتمعاتهم أو الاستفادة من خبراتهم في الدول الإسلامية؟
- نعم، وجدت بعض الآليات مثل دعوتهم لإلقاء المحاضرات في مجتمعاتهم وبيان ما دعاهم للدخول إلى الإسلام، ومنهم العالم كيث مور استاذ الأجنة في كندا، والذي ألقى سلسلة من المحاضرات في كندا وأمريكا نشرتها وسائل الإعلام عن إعجاز الأجنة في القرآن الكريم، بل تبنت بعض الجامعات الغربية المصطلحات القرآنية في بعض العلوم كعلوم الأجنة وكتبت وسجلت في المراجع العلمية، مثل مصطلحات: النُطفة -العَلَقَة - المُضغة.. الخ، وقد سجلت رسمياً في كتاب Humandevelopment لكيت مور بالتعاون مع فضيلة الشيخ عبدالمجيد الزنداني -حفظه الله-.
* بِم تفسر الاهتمام المتزايد بدراسة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة النبوية المطهرة في السنوات الأخيرة، وماهي دلائل ذلك؟
- للاهتمام بالدراسات العلمية والإعجاز العلمي في القرآن الكريم أسباب عديدة:
أولها ثورة الاكتشافات العلمية التي أثبتت وجود الحقائق في كتاب الله تعالى مما لفت النظر بقوة إلى هذه المعجزات القرآنية التي لم تعرف بالطبع قبل ان تكتشف المكتشفات.
وثانيها إحساس العالم الإسلامي بالضعف ظاهراً أمام القوة الغربية العلمية، فكان ذلك سلاحاً علمياً لإعادة الثقة ورسوخ الاعتقاد والتغلب على جوانب اليأس والإحباط.
وثالثها تعطش العالم الغربي إلى العقيدة العلمية الصحيحة التي تملأ الفراغ الروحي الكبير في الحضارة الغربية مما جعلهم يهتمون جداً بهذا الجانب العلمي في القرآن ويستجيبون للدعوة على أساسه، وقد دل ما سبق على وجوب تبني هذا الاتجاه جنباً إلى جنب مع وسائل الدعوة الأخرى الكثيرة للوصول إلى الغايات الكبرى التي أرادها الله تعالى من دعوة العالم إلى طريق الإسلام.
* كيف ترى دور المؤسسات والهيئات الإسلامية المهتمة بإلقاء الضوء على جوانب الإعجاز العلمي في القرآن.. وهل ثمة محددات أو معوقات لتفعيل هذا الدور من الناحية العملية والعلمية؟
- بالطبع قامت مؤسسات كبرى بجهود مباركة لتنشيط دور الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، مثل الأزهر الشريف والجامعات الإسلامية التي قررت في مناهجها دروساً وكتباً في القرآن والعلم، وكذلك الهيئات التطوعية كرابطة العالم الإسلامي والهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، وكذلك الجهود الفردية الكثيرة جداً في هذا المضمار وقد صنفت مصنفاً جمع هذه الجهود جميعاً تحت عنوان «ومضات على الطريق» وهو تحت الطبع وأرجو ان يرى النور قريباً -إن شاء الله تعالى- وقد كانت هناك معوقات في الماضي نظراً لجهل البعض بفائدة هذا الجانب الدعوي، ولكنها زالت والحمد لله وصار الجميع مجمعين على ضرورة البحث في الإعجاز العلمي تحت الشروط الشرعية المعتمدة عند أهل العلم.
* مع تزايد أهمية علوم الهندسة الوراثية، وتطبيقاتها مثل علوم الاستنساخ وخلافه.. كيف يمكن الاستفادة من الإعجاز العلمي للقرآن في تأكيد حرمة وعدم مشروعية استنساخ البشر أو تغيير الخلقة على غرار ما يذكر من إكساب المواليد صفات وراثية محددة سلفاً؟
- الاستنساخ باب واسع وحجة العلم الحديث وهو على أشكال كثيرة منها الضار جداً والمحرم اتفاقاً عند جميع الملل والشرائع، ومنها ماهو محل خلاف، ومنها ماهو واجب ومفيد في أغراض طبية مثل استنساخ الخلايا السليمة مكان الخلايا المريضة والسرطان وغيره ومثل الكشف عن الجينات المريضة في الأمراض الوراثية واستبدالها بجينات سليمة، أما تشويه البشر والدخول في المجهول وإجهاض الأجنة لاستنساخ أعضائها لعلاج المرضى واختلاط الأنساب وجعل الإنسان الذي كرمه الله تعالى حيواناً للتجارب فكلها وجوه لا خلاف في حظرها ليس على المذاهب الإسلامية فقط بل على كل عاقل يدرك الفرق بين الشر والخير.
* هل توافقون على الاقتراح الخاص بإنشاء أقسام لدراسة الإعجاز العلمي للقرآن والسنة بالكليات العلمية بالجامعات في الدول الإسلامية... وماهي توقعاتكم لنتائج مثل هذه الدراسات؟
- نعم أوافق على إنشاء أقسام متخصصة في الإعجاز العلمي في الفروع المختلفة وتوقعي إذا تم ذلك ان ينشأ جيل طيب يجمع بين الأهلية الدينية والأهلية الدنيوية أي بين التخصص الشرعي والتخصص العلمي التجريبي الأمر الذي سعى الغرب ربما إلى منعه بكل وسيلة فنشأت في بلاد المسلمين أجيال شريعة لا تعرف العلوم الدنيوية وأجيال علمية تجريبية لا تدري عن الشرع شيئاً وهو فصام ضار بالدين والدنيا والإسلام جميعاً.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved